حالة من الترقب تعيشها المنطقة لما سيحدث في المقبل من الأيام، فمنذ العام الماضي كانت البداية مع أحداث غزة التي ما زالت مستمرة وما تبعها من أحداث، والمنطقة في حالة من التصعيد المستمر بوتيرة سريعة ومرتفعة لم تكن متوقعة، حتى وصلنا إلى هذه المرحلة التي نترقب ما يليها، كونه لن يكون أقل مما سبقه بل ربما أكثر عنفاً. المتابع للأحداث يجد أن أفق الحل الدبلوماسي أصبح أكثر ضيقاً مما كان عليه في ظل التوجهات الإسرائيلية الحالية التي أمست أكثر تشدداً في تنفيذ خططها العسكرية، التي تعتقد أنها تخدم مواقفها التفاوضية حال حصل أي تفاوض لوقف النار، ومن أجل تحقيق أمنها الذي لن يكون أمناً بالمعنى الحقيقي طالما كان الاحتلال. السؤال الذي يطرح نفسه.. بما أننا عرفنا وقت بداية الحرب على غزة وعلى لبنان، كيف لنا أن نعرف متى ستنتهي تلك الحرب وكيف؟، لا توجد إجابة دقيقة أو محددة؛ لأنه لا أحد يعرف الجواب ولا حتى إسرائيل، وهذا يجعلنا نتوقع كل شيء من فعل ورد فعل قد يكون مساوياً له في القوة مخالفاً له في الاتجاه.. وقد لا يكون. الحسابات شديدة التعقيد في هذه الحرب، ما يجعل التنبؤ بمساراتها أو نتائجها أكثر تعقيداً، ولكن حال تطورها فالنتائج قد تكون كارثية، وهنا يأتي دور الدبلوماسية وحلولها التي من الممكن أن تخفض من حدة التوتر، وتجد أفقاً للحل الدبلوماسي الذي يجب أن يكون في نهاية المطاف، فلا يمكن أن تستمر الحرب دون نهاية، فهذا الأمر ضد طبيعة الأشياء. إذاً الدبلوماسية يجب أن تعمل بجهد أكبر على المستوى الدولي لا الإقليمي فقط، فاتساع رقعة الصراع ليس في مصلحة أحد، بل هو ضد مصلحة العالم بأسره؛ لما له من تداعيات مؤثرة على الأمن والسلم الدوليين.