في السابق كانت النظرة للمعلم قد بلغت شأنا كبيرا لكي يوضع في مرتبة الصالحين المصلحين.. حتى أن أحمد شوقي قد قرّبه من الرسل والأنبياء.. لكن ماذا عن وضعه الأن؟! الأقرب أنه قد تراجع حد أن النظرة إليه أصبحت هامشية ومن الممكن أن يظهر علينا شاعر أو أديب ليقول عنه "كاد المعلم أن يكون مسكينا".. الآن هي مجرد وظيفة أكثر منها تربية وتقويم وصناعة فكر.. ناهيك أن جيل اليوم من الطلاب والطالبات لا ينظرون إليه كمربٍ فاضل يعطيهم العلم والمعلومات والتربية الحسنة.. بل وسيط معلوماتي مهمته نقلها إليهم في أفضل أحواله. قد نسأل من أخذ المعلم إلى هذا الجانب المظلم؟ لا نغفل سيطرة تقنيات التواصل ووفقا لتلك التقنيات والتلفزيون بلا شك ستجعله أقل اهتماماً بمصادر المعلم.. وبما أوجد معلومات قد تضر بالتربية والتعليم وأصبحت منافسا شرسا له لسهولة اقتنائها وسرعة تأثيرها.. بعدما كان المعلم حتى ما قبلها هو المصدر في التربية والأدب والمنطق والتعامل وحتى الثقافة. بلا شك نحن لا نتفق مع ما يدور حول المعلم في زمننا الجاري وندعو إلى استعادة دوره كملهم وموجه.. نشدد على ذلك لأننا ندرك أنه أهم ركن في حياة الأمة فالكل يمر من خلاله، ومتى ما عجزت الأمة من صنع تعليم متميز فيها فإن ذلك سينعكس على كل ما يتعلق بها.. ولنتذكر دائما أن الدول التي ارتقت وأصبحت في الصف الأول عالميا هي تلك التي رأت في المعلم القائد الذي يجب أن يكون في أفضل حال.. فاهتمت به وارتقت بمناهجها معه.. فأعطاها ما تريد؟!. ليس جديدا حين نقول إن مهنة التعليم هي المهنة الوحيدة التي تؤسس كل المهن الأخرى.. ولن نبالغ إذا ما أشرنا إلى أن مهنة المعلم هي المهنة الأكثر معنى وأكثرها ثباتا في تاريخ البشرية، لأنها مهنة موجهة مباشرة إلى العقل الإنساني وتتعامل معه، ولأن نعمة العقل أشرف وأكبر النعم التي وهبها الله إياها.. لذلك فقيمة المعلم ترتبط بهذا العقل لأنها تقوده إلى الأفضل. في يوم المعلم نتمنى أن نستعيد هذا المعلم كصاحب اليد الطولى في المجتمع، لأنه حجر الأساس والقوة في بناء الأجيال وفي إعمار الوطن، حيث لا يمكن الاستغناء عنه والذي بفضله نجد بيننا المهندس والطبيب والسياسي والاقتصادي والصانع والمزارع وجميع فئات المجتمع، المعلم قيمة تربوية تشكل وعي الوطن وتبني أسسه القويمة.. نطالب ونذكّر بأننا نعيش أفاق الرؤية العظيمة "رؤية السعودية 2030" بتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ويقودها رجل المستقبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -وفقه الله- التي وضعت للمعلم قدرا كبيرا من توجيهها وإنتاجيتها بحيث يكون فاعلا ومساهما في صناعة الإنسان السعودي المتفوق القادر على الارتقاء بنفسه أولا ومجتمعه وبلاده.