في عامها الأول، حققت القناة الثقافية إنجازات مميزة جعلتها واحدة من أبرز المنصات الإعلامية الثقافية في المملكة؛ وهي القناة التي أُطلقت كإحدى مبادرات وزارة الثقافة نحو تعزيز الهوية الثقافية وتسليط الضوء على الإرث الثقافي والفني الغني الذي تتمتع به المملكة. خلال 365 يومًا فقط، تمكنت القناة تحت قيادة مديرها العام الزميل الأستاذ مالك الروقي من جذب أكثر من 2.1 مليار مشاهدة على برامجها ومنصاتها الرقمية، مما يبرز حجم الإقبال والانتشار الذي باتت تحظى به القناة. وبالأمس لعبت القناة دورًا محوريًا يعكس التزامها بالمساهمة في إثراء المشهد الثقافي السعودي عندما نالت ثقة وزارة الثقافة في تنظيم البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2024؛ وشاركت في تقديم مجموعة متنوعة من الفعاليات مثل المحاضرات وورش العمل والندوات. وقد حصلنا خلال المعرض على العديد من الأرقام التي تبعث التفاؤل، ففي عامها الأول قدمت القناة حوارات غنية ومتنوعة تناولت مختلف القضايا الثقافية والفنية، عبر استضافتها ل1200 مثقف وفنان من داخل المملكة وخارجها، وتوسيع نطاق تغطيتها ليشمل أكثر من 40 فعالية ثقافية دولية، مثل: بينالي فينيسيا ومهرجان كان السينمائي ومعرض إكسبو أوساكا، وإطلاق أوبرا "زرقاء اليمامة"، مما يبرز دور القناة في الترويج للثقافة السعودية على المستوى العالمي. الإنتاج الإعلامي للقناة كان أيضًا لافتًا، حيث أُنتجت 1600 حلقة من البرامج الأصلية والتسجيلية التي تناولت مواضيع متنوعة تُعنى بالثقافة والتراث والفن، كما قدّمت أكثر من 700 تقرير إخباري يغطي الأحداث الثقافية والفنية المهمة، مما يجعلها مصدرًا متنوعًا للأخبار الثقافية في المملكة. كما عكست الأرقام رؤية القناة نحو تمكين الجيل الجديد من الإعلاميين والمثقفين، حيث أتيحت الفرصة لأكثر من 60 وجهًا ثقافيًا جديدًا للظهور على الشاشة كمقدمين لبرامج متنوعة، فيما قامت "أكاديمية الثقافية" التي هي إحدى مبادرات القناة خلال عام واحد بتدريب أكثر من 70 شابًا وشابة تدريبًا عمليًا داخل البرامج القائمة في القناة الثقافية، ووظفت القناة 20 منهم في برامجها المختلفة، بالإضافة إلى برامج تدريبية استهدفت تطوير إمكانات 15 مراسلًا للتغطية الميدانية، مما يعكس التزام القناة بتطوير الكوادر الإعلامية الشابة، ويعزز من مكانة المواهب المحلية في الساحة الإعلامية، ويسهم في تقديم تغطيات إعلامية احترافية للأحداث الثقافية. وضمن استراتيجية القناة لدعم المحتوى المحلي، تم التعاقد مع أكثر من 20 شركة سعودية متخصصة في إنتاج المحتوى، مما يساهم في تطوير الاقتصاد الإبداعي المحلي ويعزز من صناعة الإعلام الثقافي في المملكة. لديّ قناعة بأن هذه الأرقام تعكس ارتباطًا وثيقًا وإيمانًا عميقًا بتمكين الشباب المهنيين ودعمهم، حتى تمكنت القناة في عامها الأول من تحقيق إنجازات باهرة استهدفت تمكين المواهب المحلية، وتوسيع نطاق المحتوى الثقافي، ودعم صناعة المحتوى المحلي. ومع ذلك، فإن هذه الأرقام في عامها الأول تُعد سلاحًا ذا حدين، فإما أن تدفع القناة لتحقيق المزيد من الإنجازات القياسية، أو تبقى مجرد إنجازات لا تتكرر؛ ولا شك أنني أراهن على المزيد من الأرقام، لإيماني بأن تمكين الشباب ودعمهم هو الطريق للمزيد من الإنجازات، وأن البدايات القوية هي الأساس نحو تعزيز الحضور الثقافي والإعلامي للمملكة.