أجمل الأوقات هي حين تتذوق أنواعا مختلفة من التمور السعودية من المزارع حول أنحاء المملكة، وتحتسي معها القهوة السعودية الممزوجة بالهيل والزعفران على أنغام السامري أو الدحة أو الخطوة الجنوبية في المجلس أو الديوانية أو الخيمة في ساحة منزلك أو عندما تكون على شاطئ البحر أو الخليج أو ربما تكون في الشاليه أو الاستراحة أو المخيم على حسب أوقات وفصول العام، فلكل فصل خصوصيته وأجوائه في المملكة.. وستكون وجبة الفطور أو الغداء أو العشاء مزيجا من الأطباق السعودية من مدن الساحل الشرقي أو من أطباق الشمال أو ربما تكون من الساحل الغربي، ومنطقة الجنوب عامرة بالأطباق، أما أطباق منطقة نجد وما حولها فالكل يحاكيها ويطهوها في أي منطقة من مناطق المملكة جميعها لذيذة وغنية وفاخرة. الطرب السعودي من فنانين من مختلف مناطق المملكة حاضرين وبقوة في الساحة الفنية، وهاهي قاعات نيويورك ولندن شاهد على ذلك في مناسبات تبهر المشاهدين، وأضف إلى ذلك الرياضة بمختلف أنواعها لشباب سعوديين وشابات تجاوزوا المحلية إلى الإقليمية والعالمية في مشاركاتهم وهاهم يجتمعون في دورة الألعاب السعودية في نسختها الثالثة في السعودية. معرض الرياض الدولي للكتاب تظاهرة ثقافية بنكهة سعودية ينتظرها البعيد قبل القريب للمكاسب الكبيرة التي تحققها للمشاركين والزائرين وينتظرونها سنوياً في العاصمة الرياض. توحدت كل المناطق واتحدت وأكثر من ذلك تجد في كل منطقة أبناء من جميع المناطق الأخرى، فالهجرة الداخلية تجدها في كل المناطق وفي كل المدن وقد تزاوج أبناء وبنات القبائل وتصاهرت المناطق. تتميز الثلاث عشرة منطقة من مناطق المملكة أنها تتشابه وفي ذات الوقت تختلف، وتجد هناك تقاطعا وفي ذات الوقت تكاملا، والطابع العام واحد، لكن لكل منطقة ملامحها وقصصها وحكاياتها التي تروى.. تراثها الشعبي زاخر وأطباقها لذيذة وأنغام الفلكلور الشعبي تصدع ورقصاتها ممتعة. إن النكهة السعودية تفوح في هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- تعلم الأطفال عن التاريخ والجغرافيا فحفظوا الأغاني الوطنية، ورددوا الأهازيج الشعبية، وارتدوا الملابس الوطنية وابتهجوا بكل المناسبات الوطنية والرياضية والثقافية وغيرها من المناسبات التي تقام على أرض المملكة، فالتعليم في الصغر كالنقش في الحجر والوطن هو من أولى الأولويات. إن النكهة السعودية التي انتشرت وفاح ألقها هي نكهة موجودة قديمة لكن عززها الانتماء لها والفخر بها، فتسابقت وتنافست المناطق على إظهارها وإبرازها؛ فعرفنا البن والمانغا من جازان، والورد الطائفي والتمور المختلفة من المناطق المختلفة، وسافرنا إلى المناطق حول المملكة نتعرف على المدن المختلفة في الشمال والجنوب والشرق والغرب عبر الوسط في رحلات صيفية وشتوية وخلال الربيع والخريف. جذبت النكهة السعودية السياح والزوار يفتشون عن الأزياء والأطباق والتراث في المتاحف السعودية الرسمية والخاصة والمنتشرة يتعرفون عليها ويرتدونها، ويلبسون الأزياء الشعبية ويأخذونها معهم إلى بلدانهم.. عطورنا تخطت الحدود وبخورنا فاحت في الأرجاء. أيها السعوديون لديكم وطن عظيم يوازي في مساحته قارة حتى إن بعض مساحة المناطق توازي دولا، فافتخروا بكل ما لديكم من تفاصيل الماضي الضاربة في عمق التاريخ، وموروث وطني شعبي كبير وإرث يجب أن نتعرف عليه، ونحافظ عليه، ونعلم الأجيال القادمة عن النكهة السعودية التي يفوح عبيرها محلياً وإقليمياً وعالمياً، أما حاضرنا فالإنجازات تشد والأرقام تتكلم والشواهد أمام العالم في وطن مجده يصل عنان السماء.