«تجربة معرفية وثقافية مميزة ومتنوعة؛ تأتي إيماناً بالقراءة، وباعتبارها ركيزة أساسية في رفع الوعي»، هذا ما أعرفه عن معرض الرياض الدولي للكتاب منذ انطلاقه في المملكة العربية السعودية، وهذا ما كنت أسمعه أيضاً من المثقفين والقراء في مختلف البلدان العربية، والذين كانوا يسجلون إعجابهم بصفحات هذا المشهد الثقافي. لكن أن ترى بعينك، يختلف تمامًا عما تسمعه؛ فقد حالفني الحظ في هذه الدورة أن أكون ضمن الفريق الإعلامي لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2024، وهي فرصة مثالية لأطلع بنفسي على المجهود الكبير الذي كنت دائماً ما أتساءل عنه، وكيف أن المعرض في كل عام يتطور بشكل مستمر ليلبي رغبات القراء ويوفر لهم كل سبل الراحة؟ على مدار الأيام الماضية وقبل انطلاق المعرض لم تتوقف الاستعدادات لاستقبال محبي القراءة والشعر والثقافة وجميع الفنون في العاصمة الرياض، للخروج بالشكل المثالي الذي يليق برؤية طموحة تشمل كل المجالات التنموية بالمملكة. «الرياض تقرأ» كان شعار هذه النسخة الفريدة، فمن العاصمة السعودية انطلق النور، نور العلم، ونور الكلمة، ونور الثقافة، وسط حالة من البهجة بين الزوار، الذين شكلوا كل الفئات العمرية بين شباب وشيوخ وأطفال ورجال ونساء، وكذلك من كل بلدان العالم، من مسؤولين وغيرهم. أقولها وبكل ثقة إن «كل زاوية في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 تحكي قصة وتبحر بالزائر في آفاق الثقافة والإلهام». هنا.. التقى الأدباء والمفكرين وصناع الثقافة والمعرفة في السعودية وخارجها، ففي أكثر من 800 جناح، جرى توزيع المؤلفات، والاستعداد للندوات والفعاليات بمشاركة أكثر من 30 دولة ونحو 200 دار نشر. وكان من أبرز التطورات التي شهدتها نسخة 2024 «استحداث منطقة أعمال متخصصة بمشاركة الوكالات الأدبية التي تدير أعمال المؤلفين وعقودهم، والمطابع المحلية التي تشارك للمرة الأولى في معارض الكتب المحلية لتقدم خدماتها للناشرين». وقبل انتهاء أعمال المعرض، ومع كتابة هذه السطور، أؤكد من واقع مشاركتي، أن معرض الرياض الدولي للكتاب، هو الحدث الثقافي الأبرز في المملكة وخارجها، والمنصة الأمثل في الاطلاع على جميع مجالات المعرفة، لمن أراد أن يقرأ ويتعلم. *كاتب صحفي محمد حسن الشيخ*