لم يختلف زخم المشهد الثقافي في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 عن مثيلاته من المشاهد الثقافية التي تسود المملكة العربية السعودية بشكل عام، فهو حدث ثقافي بارز يجمع بين عشاق القراءة والكتابة والمثقفين من مختلف دول العالم، يقدم تجربة معرفية مبتكرة باستخدام أحدث التقنيات الرقمية، مع عرض لآلاف الإصدارات الجديدة. مؤشرات المعرض الذي افتتح في الخامس والعشرين من سبتمبر واستمر لغاية الخامس من أكتوبر، وتحت شعار (الرياض تقرأ)، تعكس ضخامة المشاركة وأهميته الثقافية دوليا وماليا حيث يشارك فيه 2000 دار نشر سعودية وعربية وعالمية من 30 دولة على امتداد 800 جناح، ويعتبر الأهم عالمياً من حيث القوة الشرائية، ويتضمن برنامجه الثقافي أكثر من 200 فعالية متنوعة تستهدف جميع الأعمار، كما يشهد المعرض تطورا جديدا، مثل إنشاء منطقة الأعمال ومشاركة وكالات أدبية ومطابع محلية ويوفر منصات لتوقيع الكتب ويخصص مساحة للأطفال، بالإضافة إلى تعاون مع قناة الثقافية لتقديم ندوات وحفلات فنية لتعزيز الوعي الثقافي. ولكي يكون معرض الرياض الدولي علامة فارقة في خارطة معارض الكتاب الدولية، ووجهة محفزة دائمًا لكل دور النشر، وتوفير تجربة نوعية ومميزة لدور النشر اطلقت إدارته جوائز التميز في النشر للأطفال، والنشر (فئة الترجمة)، والنشر (فئة المنصات الرقمية)، والنشر (فئة المحتوى السعودي)، بهدف تحفيز الجيل الصاعد والأجيال السابقة على المشاركة والتفاعل في المعرض، واقتناء الكتب التي تثري ثقافتهم، وتعزز انتمائهم لهويتهم المحلية وتمكن الابتكار في مجال النشر، واستخدام التقنيات الجديدة، والوصول لكل الشرائح المستهدفة، لإصدارات الدور بطرق إلكترونية وذات طابع مستدام. ويشكل هذا الحدث الدولي حراكا ثقافيا يفتح آفاقًا جديدة للمبدعين والمهتمين بالأدب كما يسهم في تعزيز الهوية الثقافية السعودية على الساحة الدولية، وإبراز الأدب والفنون المحلية ويعزز من مكانة المملكة كمركز ثقافي في المنطقة، إضافة إلى دوره في نشر الوعي بأهمية القراءة وتطوير الثقافة الأدبية، وفرصة لتعزيز الحوار الثقافي وتبادل الأفكار. وحظي المعرض بإقبال كبير وحصد انطباعات إيجابية من قبل الزوار والمشاركين، الذين اشادوا بالفعاليات المصاحبة، مثل ورش العمل والندوات التي تستضيف كتّابًا معروفين، مما يتيح لهم فرصة التعلم المباشر والتفاعل مع المفكرين. كذلك، يعتبر المعرض مكانًا لتشجيع الشباب على القراءة، حيث يُقدّم برامج مخصصة للأطفال والشباب، مما يساهم في بناء جيل واعٍ ثقافيًا. وبرز في معرض الرياض الدولي للكتاب 2024م ركن المؤلف السعودي كإضافة جديدة وهامة على فعاليات المعرض، حيث يعد فرصة للمواهب السعودية في نشر أعمالها وتسليط الضوء على الأعمال المتميزة، ما ينعكس على إثراء الثقافة السعودية، وتشجيع الموهوبين دائما لعرض أعمالهم. وتتجه في هذه أنظار الصحافة والإعلام إلى الرياض وتحديدا إلى معرضنا الدولي لرصد الحركة والنشاط الذي يحظى به هذا الحدث حيث تتنوع العناوين وتختلف الزوايا في تغطيته ونقل مزاياه باعتباره الحدث الأكبر والأكثر تنوعًا في العالم العربي، بقاعاته ومنصاته التي تستضيف أبرز الأسماء في عالم الثقافة والفكر والأدب، ما يعزز مكانته في كونه ملتقى ثقافيًا ومعرفيًا رائدًا ومهمًا في المملكة والعالم. وبالعودة إلى المشهد الثقافي في المملكة نرى أن اختيار الثقافة لتصدير النهضة ونقل إنجازات المملكة من المحلية والإقليمية إلى العالمية يساهم في بناء الصورة الذهنية المشرفة عن المملكة قيادة وشعبا وفي نفس الوقت تحث الخطوة نحو السعي الدؤوب للوصول إلى القمم.