اتفق متخصصون على دور حقبة الثمانينات في بروز الرواية التاريخية، وذلك في ندوة «التاريخ المنسي: دور الرواية في التاريخ الاجتماعي»، التي عقدت ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، وتحدث خلالها كل من أستاذ النقد والنظرية الدكتور معجب العدواني، والمتخصصة في الأدب والتاريخ الحديث الدكتورة حصة المفرح، والكاتب والباحث الدكتور علي زعلة، وحاورهم الكاتب حسن الضو. وقال زعلة: «الثمانينات هي البداية الحقيقية للرواية السعودية، وصاحبة إسهامات في التاريخ الاجتماعي، لأنها لم تكن بعيدة من ثمانينات العالم وما عاصره من أحداث، وفي السعودية بالذات بدأت تتمثل بما سمي بالفطرة الاجتماعية، وأيضًا على مستوى الجانب الثقافي والاجتماعي والاقتصادي». وأكد على جدوى الابتعاث «وبروزه محركًا حقيقيًّا مُعززًا للهوية الوطنية، فدخول المبتعثين مع المجتمعات الأخرى أوجد صدى كبيرًا في الرواية والأصداء الاجتماعية». من جانبه أوضح العدواني أن بداية الرواية التاريخية كانت مع جهود أدباء عرب تأثرت بما يكتب في كتب التاريخ، ونقل الحدث دون جانب إبداعي، «فالمؤلف والسارد كانا مقيدين، فلا يملكان التصرف بما لديهما من معلومات تاريخية، والسارد هنا عبء على الكتابة التاريخية». واستهلت حصة المفرح حديثها عن «مبادرة دارة الملك عبد العزيز «تاريخنا قصة» التي تأتي تشجيعًا للكتابة التاريخية واستعادة تاريخ الوطن عبر الروايات التاريخية، وهدفها الأسمى هو تعزيز الهوية الوطنية، والروايات الصادرة تبشر بمستقبل أجمل». وأشارت إلى استحضار الروايات للتاريخ الوطني المعاصر، ووقوفها على جوانب عدة منه، وقالت: «وما يُميز كل رواية عن الأخرى انطلاقها من جوانب مختلفة، وروايات سعودية عدة كتبت ووثقت هذه الجزئية»، مُلمِحةً إلى أن المرأة تأخرت في كتابة الرواية التاريخية، واغتنمتها في صناعة نماذج نسائية غُيبت في التاريخ».