في مقام الاحتفال بالمناسبات والفاعليات الوطنية المجيدة الخالدة، يروم استجلاء مقام ذكرى «اليوم الوطني» كمناسبة وطنية ارتبطت بالملك المؤسس، كيوم مجيد تعيش فيه البلاد، عبق الماضي وتاريخ البناء وقدسية المكان، والأثر الأصيل والعهد الزاهر الذي يعبر عن الفخر والاعتزاز بتاريخ البلاد ومجدها، وروح الوحدة والتضامن الوطني في المملكة العربية السعودية، ومواصلة المسيرة عبر رؤية تستشرف مستقبل ينشد جودة الحياة ورفعة الوطن وتقدمه. حيث أصدر الملك «عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود» -طيب الله ثراه-، مرسوماً ملكياً بأن يكون يوم 23 سبتمبر من كل عام، احتفالاً واحتفاء لذكرى اليوم الوطني السعودي، ليصبح ذلك التاريخ فخراً سنوياً ينطلق من الاعتزاز بالوحدة الوطنية للمملكة العربية السعودية، واستمرار حيوي للإنجازات، منذ عهد الملك المؤسس حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبدالعزيز آل سعود» وولي عهده الأمين الأمير «محمد بن سلمان» -حفظهما الله-، نحو تعزيز بناء الدولة ووحدتها وتفردها، ونظرتهم الثاقبة لتدشين غد واعد مشرق. ومن منطلق الفخر بالجذور الراسخة للدولة السعودية، والارتباطية اللصيقة بين المواطن وقادته، والزهو بما أرسته الدولة السعودية من وحدة واستقرار وأمن وريادة، دشنت القيادة الحكيمة، استراتيجية وعملاً مؤسسياً مستقبلياً يسطر مستقبلاً حضارياً فاعلاً، يشحذ توالي الإنجازات في (مملكة تحقيق الأحلام) لتسطير واقع حداثي يستشرف مستقبلاً فاعلاً رفيعاً ينشد رفعة الوطن وجودة الحياة والهمة التي تطول عنان السماء، بما يشحذ دافعيه العمل الدؤوب ونيل الأهداف وشق دروب استحضار الهمة وتفجير الطاقات والقدرات وتعضيد طوفان الطموح، لتأسيس التفرد وتعزيز المكانة ومشاركة النجاح والوثبات الخلاقة مع العالم الخارجي. ويأتي شعار (نحلم ونحقق) عبر الهوية البصرية لليوم الوطني (94) لهذا العام 2024م، انطلاقاً من المشروعات والخطط الاستراتيجية الطموحة التي تقوم بها المملكة، وأدوارها الدينامية في شتى المجالات وفق رؤية المملكة 2030م، بما يعمق مشاعر الفخر والعزة والنصر والرفعة لدى الأفراد، بالتاريخ والموروث، والزهو بالمكتسبات الحضارية المعاصرة ذات الطفرات الملموسة على الأرض. ليمثل شعار (نحلم ونحقق) ضرورة للانتماء الوطني، والتكاتف نحو رصد وتسطير الأهداف، وقهر التحديات، وتحديد الطموحات، والسعي لتحقيق وتدشين ذلك وتحويل الحلم لحقائق ملموسة ضمن الإنجازات الجمة لقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين. حضور الفنون البصرية في احتفالية «اليوم الوطني» وتبتهج المملكة العربية السعودية، باحتفالات واسعة النطاق، لتشهد فيها مختلف المناطق فعاليات فنية ثرية، بما يعكس روح الوحدة والتضامن والانتماء الوطني، عبر احتفالات وعروض الألعاب النارية والعروض الجوية والأنشطة الترفيهية، وإضاءة الميادين والشوارع والمباني بالأعلام والهولوجرامات الملونة، وتتزين المدن بصور «الملك وولي عهده الأمين» وشعارات اليوم الوطني، وتدشين المسابقات والفعاليات الترفيهية والرياضية والثقافية والفنية، والشعر والأدب، والأنشطة الاجتماعية وتبادل التهاني والتبريكات، بجانب احتفالات المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة، من خلال تنظيم الاحتفالات والفعاليات الموازية التي تبرز الإرث التاريخي والثقافي والاجتماعي للدولة السعودية. ومن المقام الثقافي والمعرفي للفنون البصرية والسمعية نحو تبصير رؤية أفراد المجتمع والتعريف بالتاريخ والإشارية للهوية الثقافية والموروث الوطني الكنيز، والتأكيد الشاحذ على أثر الفن في حياة الأفراد، وصوت المجتمع والفن والفنان، والشاحذ لتشكيل مناخ فني حيوي تتسارع فيه خطى التنامي الفني وتسطير البصمات الفنية الخاصة. ليمثل حضور الفنون البصرية في الاحتفالات الوطنية بمثابة الممر الذي تتلامس فيه هوية وثقافة الوطن بوجدان ومشاعر وعواطف وفخر المواطن ويعزز انتمائه الوطني، ويحفز الوجدان ويعضد الوطنية وينمي الأحاسيس لديه. ليأتي الفن البصري كمرأة للمجتمع وبارومتر قياسي دال، يساهم تشاركياً في احتفالات أفراد المجتمع، والتعبير عن أنماط التفاعلات الاجتماعية في الأمجاد والمناسبات الوطنية في عزة وفخر، بما ويعزز الانتماء الوطني، عبر أنشطة المعارض، والتصميمات الجدارية، والرسوم الحية المباشرة، وأعمال الموشن جرافيك التفاعلي ثلاثي الأبعاد التي تستعرض ذكرى تدشين الوطن، والعروض التراثية، كمصدر زهو واعتزاز لكل مواطن، وتعبير الحب والافتخار والانتماء، وتحفيز دافعية العمل الدؤوب وتحقيق الأحلام ونيل الأهداف، التي لم تتوقف منذ بداية الدولة، للسبق وتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية، عبر أجواء تؤطر العزة والمجد والزهو والفخر والانتماء. وتنبري تلك المناسبات القومية بخصوصية وتمجيد في أشروحات الفنان لتصديرها كرسائل بصرية مرئية للعالم، لتأطير البحث عن الجمال والتعبير عن الأحداث والمناسبات الوطنية، بفيض تعبيري وفرادة أسلوبية وخصوصية، عبر توظيف عناصر وكتل لونية، والإيقاعات الخطية المتناغمة، التي تجذب المتلقي على التعمق والاستغراق والتفاعل مع عناصر العمل، وتحفز انتمائه وترابطه مع وطنه وقادته. *الأستاذ بكلية التربية الفنية المساعد - جامعة حلوان من أعمال عبدالله براك