واشنطن تنسّق مع المسؤولين الإسرائيليين الردّ إدانات دولية وسط مخاوف من اتساع الصراع فرنسا ترسل موارد عسكرية إلى الشرق الأوسط أطلقت إيران الثلاثاء 180 صاروخا على إسرائيل، وسمعت انفجارات قوية في تل أبيب، وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان إنه شن الضربات على أهداف عسكرية، محذرا من «هجمات ماحقة ومدمرة» إذا ردت إسرائيل، وقال التلفزيون الإيراني إن هذا الهجوم جاء ردا على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي أن إيران شنت هجوما صاروخيا على إسرائيل، وكتب الجيش على موقع إكس: «جميع المدنيين الإسرائيليين موجودون في الملاجئ بينما يتم إطلاق الصواريخ من إيران على إسرائيل»، وأشارت التقارير الأولية في وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى إصابة شخصين بجروح طفيفة بسبب شظايا، بينما نقل آخرون إلى المستشفى في حالة صدمة. وقال الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق إنه تم السماح للسكان «بمغادرة الأماكن المحمية في جميع المناطق في جميع أنحاء البلاد»، وكان مسؤول كبير في البيت الأبيض حذر في وقت سابق الثلاثاء من أن «قيام إيران بشن هجوم عسكري مباشر ضد إسرائيل سيؤدي إلى عواقب وخيمة ضد إيران»، وأضاف نحن ندعم بشدة «الاستعدادات الدفاعية للدفاع عن إسرائيل ضد مثل هذا الهجوم»، وتأتي أنباء هذا الهجوم المخطط له بعد ساعات من شن إسرائيل هجوما بريا في جنوبلبنان، يستهدف حزب الله. وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست أن إيران أطلقت نحو 500 صاروخ على إسرائيل مساء الثلاثاء، بعد انطلاق صافرات الإنذار من الصواريخ في أنحاء اسرائيل، ووجه الرئيس الأميركي جو بايدن جيش بلاده ب»مساعدة إسرائيل في صد الهجمات الإيرانية»، وفقا لما ذكره البيت الأبيض، وقال البيان إن بايدن ونائبته كامالا هاريس كانا «يراقبان الهجوم الإيراني على إسرائيل من غرفة الأزمات في البيت الأبيض» و»يتلقيان تحديثات منتظمة من فريق الأمن القومي»، وحذر داني دانون سفير إسرائيل لدى الأممالمتحدة، إيران من أن عليها أن تتوقع «ردا قاسيا» بعد إطلاق طهران وابلا من الصواريخ ضد إسرائيل، وقال دانون في منشور على موقع التواصل الاجتماعي إكس: «مثلما أوضحنا سابقا للمجتمع الدولي، على أي عدو يهاجم إسرائيل أن يتوقع ردا شديدا». وفي المقابل، وصفت إيران هجومها الصاروخي ضد إسرائيل بأنه رد مناسب على التصعيد في الشرق الأوسط، مهددة بشن مزيد من الهجمات، وقالت البعثة الإيرانية لدى الأممالمتحدة في نيويورك: «رد إيران المشروع والعقلاني والقانوني على الأعمال الإرهابية للنظام الصهيوني -التي تضمنت استهداف مواطني إيران ومصالحها والتعدي على السيادة الوطنية لجمهورية إيران الإسلامية- تم تنفيذه على النحو الصحيح»، وأضافت البعثة أنه إذا قررت إسرائيل الرد، فإنه «سيترتب على ذلك ردا ساحقاً». وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه يشعر «بقلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في لبنان»، وأضاف: «يجب تجنب الحرب الشاملة في لبنان بأي ثمن، ويجب احترام سيادة لبنان وسلامته الإقليمية». ويسعى المجتمع الدولي لخفض التصعيد في ظل الضربات الإسرائيلية الأخيرة وعمليات الرد من حزب الله، لكن جهود وقف إطلاق النار قد تتمخض عن جديد. وأدان الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل «بأشد العبارات» الهجوم الإيراني. وقال بوريل: «مرة أخرى، فإن دورة خطيرة من الهجمات والانتقامات تُهدد بتغذية تصعيد إقليمي خارج عن السيطرة، وهو ما لا يصب في مصلحة أحد»، وأضاف: «الاتحاد الأوروبي ملتزم تماما بتخفيف التوترات والمساهمة في خفض التصعيد لتجنب صراع إقليمي خطير». وحذرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جانين هينيس، على منصة إكس من أن الهجوم البري الإسرائيلي قد يؤدي إلى «عواقب كارثية لجيل كامل من الناس في الشرق الأوسط»، وكتبت: «خطر ملاقاة جيل آخر نفس مصير الحرب حقيقي جدا، مرة أخرى»، وأضافت هينيس: «بينما تُطلق الصواريخ والقذائف وتُلقى القنابل وتُنفذ الغارات، فإن آلة الحرب تفشل في معالجة القضايا الأساسية». وفي بيروت شوهدت احتفالات يوم الثلاثاء بعد أن أطلقت إيران وابلا من الصواريخ على إسرائيل، ووفقا لشهود عيان، دوت أعيرة نارية احتفالية في ضاحية حارة حريك، حيث قُتل حسن نصر الله قبل أيام في غارة جوية إسرائيلية مستهدفة. وتردد صدى التصفيق والهتافات في وسط بيروت، حيث تم تشريد العديد من الأسر في أعقاب الحملة الجوية الضخمة التي شنتها إسرائيل على أهداف عبر لبنان، ويبحث العديد منهم حاليا عن ملجأ في الشوارع وفي الأماكن العامة. وأصدر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نداءً للتبرعات بقيمة 426 مليون دولار لرعاية المشردين والأشخاص بلا مأوى. والغرض من هذه الأموال هو دعم مليون شخص لمدة ثلاثة أشهر في لبنان، الذي يمر بأزمة اقتصادية خانقة. وهددت إسرائيل بالرد على إطلاق إيران حوالي 180 صاروخا باتجاه أراضيها انتقاما لاغتيال زعيمي حزب الله وحركة حماس فيما توعدت طهران بأنها ستضرب «كل البنى التحتية» الإسرائيلية في حال مهاجمتها. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «ارتكبت إيران خطأ فادحا هذا المساء وستدفع الثمن» مؤكدا «سنحقق ما حددناه: من يهاجمنا نهاجمه». وقالت إيران إن «90 % من الصواريخ» التي اطلقت في الهجوم الكثيف على إسرائيل وهو الثاني في غضون ستة أشهر تقريبا، بلغت الهدف. وقال رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال محمد باقري أن الهجوم «سيتكرّر بقوة أكبر، وكلّ البنى التحتية للكيان الإسرائيلي سيتمّ استهدافها» في حال ردت إسرائيل. وللمرة الأولى، استخدمت إيران صواريخ فرط صوتية خلال هذا الهجوم الذي اطلق عليه اسم «الوعد الصادق 2» على ما ذكرت وسائل الاعلام الإيرانية. وقالت وزارة الدفاع الأميركية أن سفنا أميركية أطلقت حوالي عشرة صواريخ اعتراضية دعما لإسرائيل. وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأربعاء للتلفزيون الرسمي «حذّرنا القوات الأميركية بضرورة الانسحاب من هذه المسألة وعدم التدخل»، مضيفا بأنه تم تمرير الرسالة عبر السفارة السويسرية في طهران. ومددت إيران غلق مجالها الجوي حيث إنها تتوقع ردا إسرائيليا عقب هجومها، وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (اسنا) نقلا عن متحدث باسم هيئة الطيران أنه تم إلغاء كل الرحلات الجوية حتى الساعة الخامسة صباحا (0130 بتوقيت جرينتش) اليوم الخميس، للحفاظ على أمن الطيران. وتعهّدت إسرائيل والولايات المتحدة بالردّ على الهجوم الإيراني على الدولة العبرية الذي تخلّله إطلاق 180 صاروخا للثأر لمقتل قادة من حركة حماس وحزب الله وإيران، وبعد أن أعلن نتانياهو أنّ إيران ارتكبت «خطأ جسيما»، متوعّدا إياها بأنها «ستدفع ثمن» هذا القصف، أكّد الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الصاروخي «ستكون له عواقب»، وان إسرائيل ستردّ على إيران في الوقت والزمان اللذين «نقررهما»، وقالت واشنطن التي ساعدت حليفتها في اعتراض الصواريخ، إن إيران ينبغي أن تتحمّل «عواقب» هجومها، مشدّدة على أنها ستنسّق مع المسؤولين الإسرائيليين الردّ. وقالت فرنسا الأربعاء إنها سترسل موارد عسكرية إضافية إلى الشرق الأوسط لمواجهة التهديد الإيراني ودعت لعقد اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد أن أطلقت طهران وابلا من الصواريخ على إسرائيل. وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان الليلة قبل الماضية بعد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء لمناقشة التصعيد الإقليمي «التزاما بأمن إسرائيل، حشدت فرنسا مواردها العسكرية في الشرق الأوسط لمواجهة التهديد الإيراني». وأضافت «كما كرر رئيس الدولة مطالبة فرنسا لجماعة حزب الله بوقف أعمالها الإرهابية ضد إسرائيل وسكانها». ولم يتطرق البيان لتفاصيل عن الموارد العسكرية الفرنسية الإضافية التي تم إرسالها إلى المنطقة ولم يتسن الاتصال بوزارة الدفاع الفرنسية للتعليق. واستهدفت غارة إسرائيلية الضاحية الجنوبيةلبيروت الأربعاء، كما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية، بعد ساعات من سلسلة غارات مماثلة استهدفت المنطقة. وقالت الوكالة إن «الطائرات الاسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية بغارة»، فيما شوهد ازديادا في تصاعد الدخان من المنطقة. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مساء الثلاثاء أن 55 شخصا قتلوا وأصيب 153 بجروح في ضربات إسرائيلية في غضون 24 ساعة. وقتل 1873 شخصا في لبنان منذ بدء التصعيد قبل عام بحسب الأرقام الرسمية. وأعلن حزب الله الأربعاء أنه «تصدى» لجنود إسرائيليين حاولوا التسلل إلى بلدة لبنانية واشتبك عناصره معهم فيما استهدف أيضا قوات إسرائيلية عبر الحدود. وجاء في بيان صادر عن الحزب «تصدت المقاومة عند فجر يوم الأربعاء.. لِقوة من مشاة العدو الإسرائيلي حاولت التسلل إلى بلدة العديسة من جهة خلة المحافر واشتبكوا معها وأوقعوا بها خسائر وأجبروها على التراجع». غارات على الضاحية الجنوبية (رويترز) البحث عن ناجين تحت الأنقاض (رويترز) شركات طيران أوقفت رحلاتها (رويترز)