لم أكن مستغرباً لكل أمارات الاندهاش والافتخار والامتنان، التي كان يحس بها اللاعب البرازيلي نيمار دا سيلفا وهو يشاهد ويعيش لحظة التميز، لحظة انتقاله إلى نادي الهلال السعودي، أعظم الأندية السعودية على الإطلاق، لحظة إطلالته على الجماهير المكتظة، التي قامت باستقباله في استاد الملك فهد الدولي استقبال الأبطال، وليس بمجرد استقبال لاعب جديد، التي ملأت جنبات الملعب نحو 60 ألف متفرج، وهو الرقم الأكبر نسبة لحفلي تقديم نيمار في «كامب نو» ملعب برشلونة وحديقة الأمراء ملعب باريس سان جيرمان. وقد كتب نيمار، على حد الفخر، عبر حسابه على منصة «إكس»، باللغة العربية: «ليلة باهرة، غمرتني بالسعادة، شكراً لجمهور الهلال، فخور كوني هلاليا»، نعم تصيب أي شخص كان مهما كان علامات الذهول والرهبة، فلنادي الهلال واسمه الزعيم هيبة وجاذبية، ربما لا يتصف بها سواه. شخصياً وعلى الوجه العام، شعرت بالفخر، وأنا أرى اهتمام قيادتنا الرشيدة حفظها الله بالقطاع الرياضي في وطننا الحبيب، في ظل الرؤية الطموحة 2030، وأنا أرى الدوري السعودي قد أصبح مرصعاً بنجوم عالميين، باتت رياضة المملكة أيامها تبني وتؤسس علاقات رياضية مع دول العالم في الشرق والغرب. وكانت فرحة الجماهير الهلالية بانضمام البرازيلي نيمار لم تتم، بعد تعرضه إلى قطع في الرباط الصليبي والغضروف، بعد مشاركته مع منتخب بلاده في فترة التوقف الدولية، ولم يشارك منذ التعاقد معه إلا في خمسة مباريات ببطولات الدوري ودوري أبطال آسيا، وسجل خلالها هدفاً واحداً وصنع ثلاثة أهداف، فخيّم الحزن، وتعلقت الآمال. وها هي الجماهير الهلالية تنظر لنيمار برسم المستقبل، بعد مشاركته في الدقيقة 69 من زمن مواجهة نظيره الرياض، والتي أقيمت على ملعب استاد الأمير فيصل بن فهد، ضمن منافسات الجولة السادسة من بطولة الدوري السعودي للمحترفين للموسم الحالي 2023-2024م، فطقس فخرها بنيمار يلد من جديد، فالعيون متلهفة، والمهج عطشى، في انتظار إبداعاته، واستعراضاته، وأهدافه. وقد رصد حشد من الصحفيين مشهد العودة، وتم تناقله عبر وسائل الإعلام المختلفة، واعتبروا تلك العودة إعلان نصر للاعب البرازيلي على عمليات العلاج والتأهيل التي تلت عملية الرباط الصليبي والغضروف، هل جاء الفارس الذي سيرفع من مستوى إحراز الهلال لبطولاته القادمة؟! أي طموحات تداعب العقول المحتشدة في الملاعب وخلف شاشات التلفاز، وأي آمال معقودة على هذا اللاعب الفنان؟! هل ستكون تلك الإصابة هي آخر إصابة له مع نادي الهلال؟! هل ستكون عودته في الوقت الصحيح؟! وفي الزمن الصحيح؟!. هنا في نادي الهلال جماهير تضطرب فرحاً وبهجة، وكان هناك انتظار من كل لاعبي نادي الهلال على عودته، قال زميله الحارس الهلالي ياسين بونو لصحيفة الماركا: «لم يتبقَ سوى القليل لعودة نيمار، ونحن جميعاً ننتظره أن يكون معنا». وقال خورخي خيسوس مدرب الفريق: «أنت لاعب كبير وتملك عقلية قوية، ننتظرك، نرسل لك جميعا تحيتنا من الفريق ومن مدربك الذي يقدرك ويحبك». وقال الصربي ألكسندر ميتروفيتش: «أنا واثق، أنك ستعود أقوى كما عهدناك يا صديقي». انتظار أسطوري لنيمار، عنوانه قلباً وقالباً للاعب رائع، الذي بدونه نفقد الجودة، اللاعب المختلف على مستوى العالم، اللاعب الرائع الذي تترقبه كل العيون عندما يواصل رحلته مع النادي وتاريخه الحافل بالألقاب.