من دون أدنى شك فإن إحراز النتائج الإيجابية في أي بطولة رياضية يتكئ على الانطلاقة المعنوية والمحفزة، بكل ما يعنيه هذا الاستهلال من أبعاد، وعليه بات هذا المبدأ يصنع أرضية أساسية في المنافسات الرياضية. يمكن قراءة تعادلنا الإيجابي بهدف لمثله أمام المنتخب الإندونيسي مساء يوم الخميس 5 سبتمبر، وفوزنا أمام منتخب الصين يوم الثلاثاء 10 سبتمبر، هي بداية معنوية إيجابية لمنتخبنا الوطني، خلال مشاركته بالمجموعة الثالثة في الدور الثالث بالتصفيات الآسيوية، المؤهلة لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2026، التي ستقام في كندا والولايات المتحدة والمكسيك. لماذا الحاجة إلى هذا الاستهلال المعنوي الجيد؟ إن هذا الاستهلال يمنح في نفوس لاعبينا الثقة، ويعمقها أكثر، ويحفزهم على الحيوية والنشاط والإصرار داخل الملعب. كما أن هذا الاستهلال يقوي التفاؤل ويزرع الأمل بين مدرجات جماهيرنا الرياضية المتعطشة بأن يتمكن منتخبنا الوطني بالتأهل لكأس العالم كاستحقاق مشروع، خاصة وأن المملكة قد سبق لها المشاركة فيه 6 مرات 1994، 1998، 2002، 2006، 2018، 2022، ولا عذر في التأهل هذه المرة في ظل الدعم الذي يناله القطاع الرياضي من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله . يبدو أن المستوى الذي بذله اللاعبون في منتخبنا والاثارة الكبيرة التي عشناها في مباراة منتخبنا أمام منتخب الصين أمر يجلب التفاؤل والاطمئنان، كما أن هذا المستوى كان له الأثر الإيجابي العظيم على تغيير انطباع الجماهير السعودية إزاء المنتخب في اتجاه الأفضل، حيث وفق قناعتي الشخصية فأني أرى أن منتخبنا كان بمقدوره أن يحقق الفوز على نظيره الإندونيسي. وهذا الفوز الذي أتمنى أن يمنح لاعبينا شحنة معنوية هائلة لخوض المباريات القادمة بمعنويات عالية، إيذاناً بتكرار سيناريوهات خطف بطاقات التأهل لكأس العالم في المرات السابقة، رغم أحلك الظروف. إن منتخبنا السعودي قدم أداء مقنعاً جداً امام المنتخب الصيني، وأهم ما اتصف به هو الإصرار على الفوز حتى الثواني الأخيرة من عمر المباراة، على الرغم من الهدف العكسي المبكر، وطرد محمد كنو بحلول الدقيقة 19، واستطاع العودة بالنتيجة من خلال هدفي حسن داكش محبوب. ختاماً، أتمنى أن يعطي هذا الاستهلال المعنوي المشجع دفعة مرتفعة للاعبين والجهاز الفني لإحراز نتائج أفضل، وتكون مباراتنا مع المنتخب الياباني هي الفرصة الجديدة لبروز بريق منتخبنا، ونأخذ مكاننا الطبيعي بين منتخبات دول آسيا والعالم، وكل التوفيق لمنتخبنا. عبدالله بن محمد آل شملان