بطولة عظيمة سطرها الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ورجاله الأفذاذ، لا تزال فصولها تروى جيلاً بعد جيل وعاماً بعد آخر، وعندما نحتفل بيوم الوطن فإننا نسجل حضور هذه البطولة العظيمة في نفوسنا وفي حياتنا اليومية، حيث بدأت بالأمن والوحدة الوطنية تحت راية التوحيد، ثم بالتنمية الشاملة لهذه البلاد التي حباها الله بمقومات فريدة وبقيادة حملت على عاتقها تنمية الإنسان ورفاهيته. ولقد حرص الملك المؤسس وأبناؤه البررة من بعده أن يكون هذا الوطن وشعبه مواكباً لكل التطورات التي يشهدها العالم وفي جميع الحقول سواء المعرفية أو الثقافية أو الفنية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو السكانية أو العمرانية، على أن تحقق هذه المواكبة التنمية الشاملة والمستدامة للعنصر البشري، باعتبار أن الإنسان أعلى من أي قيمة أخرى. وفي عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله ورعاهم-؛ تتواصل مسيرة التنمية الشاملة، وعلى نفس النهج الذي انتهجه المؤسس -طيب الله ثراه- وأبناؤه البررة، فانطلقت رؤية السعودية 2030 لتكتب للإنسان في سجل التنمية الشاملة سطوراً لم تبلغها المملكة من قبل في خطواتها التنموية وفي مواكبة عالم سريع التغير والتبدل والتطور. وحققت رؤية السعودية 2030 في العهد الميمون بفضل حكمة القيادة رعاها الله قفزات وإنجازات كبيرة في مسيرة التنمية الشاملة لا تخفى على أي أحد، فالمملكة اليوم في صدارة الحكومات الرقمية، وهي من الحكومات القليلة حول العالم متكاملة الخدمات، ولها أمنها وقوانينها وأنظمتها الخاصة بها. فالمملكة اليوم هي الدولة الأولى في مجال توفير الخدمات الرقمية وتطورها بحسب مؤشر الإسكو، وهي الثانية على مستوى العالم في تقرير التنافسية الرقمية الصادر عن المركز الأوروبي، وفي المركز الحادي عشر بين الدول العشرين في الحكومة الرقمية على مؤشر واسيدا الياباني، وفي مراكز متقدمة أخرى عالمياً في الجهات الحاصلة على شهادة اعتماد البنية المؤسسية، وشهادة البرمجيات مفتوحة المصدر. لقد جعلتنا القيادة الحكيمة -رعاها الله- وبفضل الله نواكب كل التطورات الإنسانية، ونعيش تجربة الحكومة الرقمية متجاوزين الكثير من الدول حول العالم في مجال الحكومة الرقمية، وأصبح الإنسان في هذا الوطن وخارجه سواء كان مواطناً أو مقيماً أو زائراً يجد أفضل السبل وأسهلها في التقديم على الخدمات الحكومية. وفي يومنا الوطني نجد أن أقل ما نعبر فيه عن فخرنا بما حققته المملكة من منجزات هو أن نحتفل بهذا اليوم وبالمنجزات التي تحققت بفضل الله تعالى ثم الرؤية المباركة 2030، التي راهنت على رفاهية الإنسان في المملكة العربية السعودية، فأصبحت رفاهية الإنسان واقعا ملموساً في حياتنا اليومية، بفضل الجهود الكبيرة التي عملت بجد ومثابرة لينعم المواطن والمقيم وكذلك الزائر بجودة الحياة ورفاهيتها. نائب أمير المنطقة الشرقية