تحتفل المملكة العربية السعودية باليوم الوطني المجيد من كل عام، حيث صدر في عام 1965م مرسوم ملكي من الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله-، بأن يكون اليوم الأول من الميزان مطلع السنة الهجرية الشمسية الموافق 23 سبتمبر من السنة الميلادية هو اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، وجاء الأمر السامي حتى يكون للبلاد يوم وطني يحتفي به أبناؤها ويفاخرون بإنجازاتها.. ويتذكرون فيه أمجاد البطولات التي بذلت لتوحيد أرجاء هذه البلاد. ويعتبر الاحتفال باليوم الوطني، فرصة كبيرة للأجيال الحالية والناشئة لاستلهام العبر والدروس والمواقف والتضحيات من الملحمة التاريخية، التي تجلت في أبهى صورها، وسطرها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- ورجاله الأوفياء في توحيد هذه القارة المترامية الأطراف، حيث استطاع المؤسس أن يخطو ببلاده خطوات حثيثة ويضع الأسس للكثير مما نراه اليوم، حيث تركزت على الجوانب الدينية والإدارية والعسكرية، والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فمهد لانتشار التعليم وشجع على الإقبال عليه، وأعطى المواصلات ما تستحقه من عناية بتمهيد الطرق واستخدام الوسائل الحديثة من سيارات ومراكز وشق الطرق، وأدخل الاتصالات الحديثة في كافة مناطق المملكة فكانت عونًا له على استتاب الأمن، وأرسى قواعد الأمن بتكوين الجيش والشرطة، ونواة الحرس الوطني ليحمي البلاد، واهتم بالرعاية الصحية للمواطنين فأنشأ المستشفيات وجلب الأطباء، ونظم العلاقات الخارجية للمملكة بالتعريف بها في المحافل الدولية وفتح ممثليات في البلدان الصديقة، والتفت إلى تحسين المستوى الاقتصادي للبلاد فأوجد المصادر التي تساعد على النهضة وبناء قواعد راسخة تتيح نمو وازدهار قطاعات اقتصاد الدولة.ومن ذلك الحين تسير المملكة العربية السعودية بخطى سريعة وثابتة نحو النهضة والتنمية الشاملة لبناء الإنسان وتحقيق الرفاهية والعيش الكريم، لتصبح المملكة دولة عصرية مزودة بالعلم والمعرفة، يتمتع سكانها بالمساواة في الحقوق والواجبات، وتشهد تقدمًا وتطورًا في جميع المجالات. ونحن في هذه الذكرى ال"94" لتوحيد بلادنا الغالية نستحضر فيها ما قام به المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وأبناؤه البررة من بعده، ونستشعر ما وصلت إليه البلاد من نمو وازدهار تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان -حفظهما الله-، نسأل الله عزوجل أن يديم علينا نعم الأمن والأمان والاستقرار في ظل العهد الزاهر لقيادتنا الحكيمة.