د.محمود خان: المملكة تتمتع بمكانة رائدة في الصحة العالمية الخاصة بإطالة العمر الصحي

نحن أكبر ممول خيري في العالم لدعم جهود التقدم في مجال الشيخوخة الصحية
فخورون بما حققناه من تمويل لأكثر من 160 مشروعًا ودعم نحو 200 مستفيد
قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة هيفولوشن الدكتور محمود خان، إن المؤسسة تأسست بأمر ملكي في عام 2021، ويرأس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز مجلس أمنائها. ومنذ تأسيسها أخذت المؤسسة على عاتقها مسؤولية دعم الجهود العالمية لتعزيز صحة الإنسان من خلال إطالة عمره الصحي وتحقيق إنجازات علاجية مرتبطة بالشيخوخة، موضحا أن الالتزام بتمويل الاكتشافات العلمية العالمية والاستثمار في الشركات التكنولوجيا الحيوية ودعم روّاد الأعمال المهتمين بمجال تطوير العلوم المتعلقة بالشيخوخة، يشكل جوهراً أساسياً في قيم هيفولوشن التي تعكس تفانيها العميق ومسؤوليتها الأخلاقية في دعم العلوم من خلال البحث والابتكار، إضافة إلى الاستثمار في شركات التكنولوجيا الحيوية، وبناء والتوسع في الشراكات التي تدعم تحقيق هذه الأهداف، مبينا أن "هيفولوشن" تعتبر أكبر ممول خيري في العالم، وهي تقود جهود التقدم في مجال الشيخوخة الصحية وتعزيز بيئة تعاونية تجمع الباحثين وشركات التكنولوجيا الحيوية وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين لإنشاء حلول صحية مؤثرة للمستقبل.
وأشار خان إلى حرص "هيفولوشن" على إطلاق المبادرات والبرامج التي تساهم في تعزيز علوم إطالة العمر الصحي، بما يساعد في تحقيق التقدم في هذه المجال، ورفع مستوى الوعي العام، وتمكين الجيل القادم من العلماء، وتحفيز التحول الجذري في منظومة إطالة العمر الصحي، مؤكدا فخرهم بوصول هيفولوشن إلى مرحلة مهمة من تمويل أكثر من 160 مشروعًا، ودعم نحو 200 من المستفيدين، وهو ما يمثل نحو 400 مليون دولار في عامين مع وجود الكثير من المشاريع التي تعمل على تنفيذها المؤسسة، منوها بتميز مسيرة هيفولوشن بالعديد من المراحل المهمة والإنجازات الرائدة والتي يأتي من أبرزها إطلاق القمة العالمية لإطالة العمر الصحي في عام 2023، مؤكدا أن نجاح هذه القمة سلط الضوء على جهود المؤسسة والمكانة العالمية الرائدة التي تتمتع بها المملكة في مجال الصحة العالمية.
هلا حدثتنا عن رؤية مؤسسة "هيفولوشن" الخيرية؟
يعيش الأفراد حياة أطول حول العالم، لكنهم غالباً لا يتمتعون بصحة جيدة خلال السنوات الأخيرة من حياتهم. فالأعراض والأمراض المرتبطة بتقدم العمر مثل السرطان والخرف والضعف البدني تؤدي إلى انخفاض في جودة ونوعية الحياة خلال هذه السنوات.
اليوم هناك حاجة ملحة لإعطاء الأولوية لإطالة العمر الصحي للإنسان، وهي السنوات الصحية التي يعيشها، بدلاً من العمل على إطالة عمره. وانطلاقاً من هذه الأولوية الملحة، تعهدت المملكة العربية السعودية بمنح مبلغ يصل إلى مليار دولار سنوياً للأبحاث العالمية الخاصة بإطالة العمر الصحي للإنسان، ومن من هنا نشأت مؤسسة "هيفولوشن" الخيرية ، وتتمثل رؤيتنا في إطالة العمر الصحّي للإنسان.
نحن ندرك أن الشيخوخة أمر لا مفر منه، لكننا نؤمن بأنها تشكل عامل الخطر الأول لمعظم الأمراض المزمنة. وفي هذا السياق، تعمل المؤسسة على معالجة هذه المشكلة من خلال التركيز على الشيخوخة كمرحلة قابلة للعلاج. ويستهدف نهجنا البحثي المتميز بيولوجيا الشيخوخة نفسها بدلاً من أعراض الأمراض الفردية، مما يساعدنا على سد الفجوات في مجال الصحة، وتعزيز التعاون الدولي لبناء مفهوم جماعي للشيخوخة الصحية. وعليه تؤثر هذه الجهود بشكل إيجابي على حياة الأفراد في مختلف أنحاء العالم.
ما هي القيم الأساسية التي تأسست عليها مؤسسة هيفولوشن الخيرية؟
تأسست مؤسسة "هيفولوشن" الخيرية في عام 2021، بهدف دعم الجهود العالمية لتعزيز صحة الأفراد من خلال إطالة العمر الصحي للإنسان وتحقيق إنجازات علاجية مرتبطة بالشيخوخة. ويشكل التزامنا بتمويل الاكتشافات العلمية العالمية والاستثمار في الشركات الخاصة ودعم روّاد الأعمال المهتمين في مجال تطوير العلوم المتعلقة بالشيخوخة، جوهراً أساسياً في قيمنا.
وتعكس قيمنا تفانينا العميق والمسؤولية الأخلاقية في دعم العلوم من خلال البحث والابتكار، مع التركيز على بيولوجيا الشيخوخة نفسها بدلاً من الأمراض الفردية التي تسببها. وتؤمن "هيفولوشن" بأهمية التعاون والشراكة، وتدعم نهجاً قائماً على العلوم المبتكرة لمجموعة واسعة من المجالات العلمية المتعلقة بفهم العمليات البيولوجية المعقدة التي تسبب الشيخوخة.
كما نسعى في "هيفولوشن" إلى زيادة عدد العلاجات الآمنة والفعالة للشيخوخة، وتحسين إمكانية وصول جميع الأفراد إليها، بغض النظر عن مكان تواجدهم أو وضعهم الاقتصادي، مؤكدا فخرهم نحن فخورون بوصول هيفولوشن إلى مرحلة مهمة من تمويل أكثر من 160 مشروعًا، ودعم نحو 200 من المستفيدين، والاستثمار في شركتين في مرحلة مبكرة خلال أول عامين لنا، وهو ما يمثل نحو 400 مليون دولار في عامين مع وجود الكثير من المشاريع التي نعمل على تنفيذها. وتشمل هذه المنح مؤسسات بحثية كبيرة، وكيانات التعليم العالي، والباحثين الأفراد. ويسعدنا أن نعلن عن المزيد من فرص التمويل خلال القمة العالمية لإطالة العمر الصحي 2025.
ما هي الأهداف الرئيسية لمؤسسة هيفولوشن الخيرية؟
تهدف مؤسسة "هيفولوشن" إلى تعزيز منظومة إطالة العمر الصحي وتحفيز الأبحاث الخاصة بالشيخوخة الصحية من خلال تمويل الباحثين المستقلين، والاستثمار في شركات التكنولوجيا الحيوية، وبناء والتوسع في الشراكات التي تدعم تحقيق هذه الأهداف.
كما تلتزم "هيفولوشن" بقيادة الابتكار في مجال تطوير الأدوية واكتشافها باستخدام أحدث الأدوات والتقنيات، وزيادة عدد العلاجات الآمنة والفعالة للشيخوخة وتحسين إمكانية الوصول إليها.
ومن خلال الاستثمار في الشركات ودعم الأبحاث في مراحلها المبكرة، فإننا نساهم في تمكين الجهود الرائدة التي تعزز الشيخوخة الصحية، والعمل على زيادة عدد الباحثين في إطالة العمر الصحي للإنسان على مستوى العالم، والتوسع في عدد الشركات العاملة في هذا القطاع، إلى جانب استقطاب التمويل لقطاع الشيخوخة.
ما هي البرامج والمبادرات التي تقدمها المؤسسة لتحقيق أهدافها؟
تحرص "هيفولوشن" على إطلاق المبادرات والبرامج التي تساهم في تعزيز علوم إطالة العمر الصحي، بما يساعد في تحقيق التقدم في هذه المجال، ورفع مستوى الوعي العام، وتمكين الجيل القادم من العلماء، وتحفيز التحول الجذري في منظومة إطالة العمر الصحي.
وأطلقت المؤسسة، خلال العام الماضي، النسخة الأولى من "القمة العالمية لإطالة العمر الصحي" – وهو أكبر تجمع في العالم لهذا المجال – وتضمنت القمة إقامة 70 جلسة، وحضور أكثر من 100 متحدث من حول العالم، وبلغ عدد المشاركين فيها أكثر من 2000 مما اضطرنا لإغلاق التسجيل. وشكلت القمة الأولى من نوعها على مستوى العالم، منصة رائدة لتعزيز النقاشات العلمية وتشجيع البحوث والابتكارات، وتوسيع نطاق ريادة الأعمال، وتحفيز الاستثمارات الذكية، وبناء شراكات قوية لتبادل المعرفة، واتخاذ خطوات جدية لتحقيق الأهداف المنشودة.
وخصصت المؤسسة ما يقارب 400 مليون دولار من التمويل والاستثمارات، لزيادة عدد الباحثين في إطالة العمر الصحي للإنسان على مستوى العالم. وبالفعل قدمت "هيفولوشن" منحًا كبيرة لمختلف المنظمات والباحثين شملت: تقديم الدعم لتسعة مشاريع تركز على علوم الخلل في وظائف الميتوكوندريا، والنسخ المكاني، وعلم الوراثة اللاجينية، مع المعهد الوطني الأمريكي للشيخوخة، إضافة لتوفير الدعم لمعهد باك لأبحاث الشيخوخة، بهدف تسريع الاكتشافات المبتكرة المتعلقة بالتدخلات العلاجية الخاصة بالشيخوخة، وتحديد المؤشرات الحيوية لقياس فعالية التدخل، وفهم التأثيرات البيئية ونمط الحياة على الصحة ومدة الحياة، وتمويل الأبحاث المتعلقة بالشيخوخة والتقدم بالسن في كلية ألبرت أينشتاين للطب، ودعم الأبحاث التي تركز على تحديد والحفاظ على ثبات البروتينات الصحية القوية مع جامعة نورث وسترن.
كذلك، أطلقنا برنامج مؤسسة "هيفولوشن" للفرص البحثية في علم الشيخوخة Hevolution Foundation Geroscience Research Opportunities (HF-GRO)، وهي مبادرة دولية تهدف إلى تسريع التقدم في أبحاث الشيخوخة الصحية، التي ستقدم منحًا جديدة خلال عام 2024 لتمويل مشاريع في بيولوجيا الشيخوخة أو علوم الشيخوخة.
أيضا أطلقت المؤسسة في عام 2022 جائزة للأبحاث في مجالات أحياء وعلوم الشيخوخة بالتعاون مع الاتحاد الأمريكي لأبحاث الشيخوخة" AFAR"، وقد أدى نجاح الاستثمار إلى الإعلان عن الجولة الثانية من الباحثين في أبريل من عام 2024.
ولأننا نؤمن بتطوير المواهب المحلية، فقد أطلقنا ايضاً، برنامج منح متكرر لمدة عامين لإنشاء أول مجموعة من الباحثين في علم الشيخوخة في المملكة العربية السعودية، وتمويل 11 من المستفيدين من المؤسسات المرموقة لاستكشاف مجالات مثل الميكروبيوم، والمؤشرات الحيوية للشيخوخة، والشيخوخة، إلى جانب إطلاق برنامج زمالة ما بعد الدكتوراه في المملكة العربية السعودية عام 2024 للمواطنين السعوديين الحاصلين على درجة الدكتوراه، ودرجات دكتوراه في الطب، وذلك بالتعاون مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ومركز الملك عبدالله الدولي للأبحاث الطبية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. كما نعمل مع شراكات أكبر وأعمق مع معاهد سعودية سنعلن عنها في الوقت المناسب.
وقدمنا دعما بقيمة 101 مليون دولار أمريكي لجائزة هيفولوشن، إكس برايز لإطالة العمر الصحي –Hevoltion, XPRIZE Healthspan prize، وقد تم الإعلان عنها خلال القمة العالمية لإطالة العمر الصحي، حيث ساهمت هيفولوشن باعتبارها مؤسسة رائدة وأكبر ممول منفرد بمبلغ 40 مليون دولار أمريكي لإطلاق أكبر جائزة من نوعها في العالم.
هلا تحدثنا عن الشراكات التي عقدتها مؤسسة "هيفولوشن" الخيرية مع منظمات أخرى؟
تعد "هيفولوشن" أكبر ممول خيري في العالم، وهي تقود جهود التقدم في مجال الشيخوخة الصحية، وتعزيز بيئة تعاونية تجمع الباحثين وشركات التكنولوجيا الحيوية وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين لإنشاء حلول صحية مؤثرة للمستقبل.
وتعمل المؤسسة على توحيد وجهات النظر المتنوعة، وتحرص على التعاون مع أفضل المؤسسات مثل الأكاديمية الوطنية الأمريكية للطب، ومعهد باك لأبحاث الشيخوخة، والاتحاد الأمريكي لأبحاث الشيخوخة، والعديد من الجامعات في جميع أنحاء العالم.
وهنا أشير إلى أن تعاوننا مع شركاء التكنولوجيا الحيوية يعد جانبًا مهمًا آخر من عملنا، حيث نعمل على تحويل أبحاث الشيخوخة إلى علاجات سريرية من خلال الاستثمارات الإستراتيجية. ومؤخراً أعلنت "هيفولوشن" عن استثمار لدعم شركة "أيوفيان فارماسوتيكلز - Aeovian Pharmaceuticals"للأدوية. وسيساعد هذا الاستثمار في تطوير منصة Aeovian المبتكرة لمثبطات mTORC1 (هدف الثدييات لمركب الرابامايسين 1)، والتي يمكن أن تؤدي إلى اكتشاف العديد من العلاجات الواعدة لأمراض الشيخوخة. وكان قرارنا بالتعاون مع Aeovian مدفوعًا بإنجازات الشركة في اكتشاف الأدوية، وخبرة التطوير، وإمكانات التسويق.
كذلك، قدمت "هيفولوشن"، استثمارًا بقيمة 7.9 مليون دولار أمريكي لشركة Vandria SA، مما ساهم في استكمال جولة تمويل من الفئة "أ" بقيمة إجمالية قدرها 30.7 مليون دولار أمريكي، بالتعاون مع المستثمرين Dolby Family Ventures وND Capital.
أيضاً، خصصت "هيفولوشن" مليوني دولار لتمويل أبحاث شركة Rubedo Life Science من الفئة "أ"، لتعزيز تطوير العلاج السريري الرئيسي للشركة RLS-1496 وذلك بهدف معالجة التهاب الجلد التأتبي المزمن (إكزيما)، والصدفية المزمنة. وسيخضع العلاج لدراسة المرحلة الأولى.
وأعلنت "هيفولوشن"، في وقت سابق، إطلاق شراكة عالمية مبتكرة بتمويل أساسي بقيمة 10 ملايين دولار (37.5 مليون ريال)، بهدف تقديم التوجيه والتمويل لنحو 12 شركة رائدة، لمساعدتها على تحقيق التقدم في الأبحاث المتعلقة بإطالة العمر الصحي. وتجمع الشراكة بين رواد الأعمال الرائدين والمستثمرين وشركاء الصناعة لتقديم الإرشاد ورأس المال للشركات ذات الإمكانات العالية التي تعمل على تحقيق اختراقات في مجال الصحة.
كيف يتم تمويل المشاريع والبرامج التي تنفذها المؤسسة؟
يتم الإعلان مسبقًا عن تقديم طلبات المنح لدعم الأبحاث في المؤسسات غير الربحية وشركات التكنولوجيا الحيوية. ويكون هناك نوعان من الإعلانات عن المنح المتكررة دوريًا، على سبيل المثال: الباحثون الجدد، بيولوجيا الشيخوخة، علم الشيخوخة، البحوث السريرية وغيرها. بعدها ننتقل إلى مرحلة تقديم خطاب الفكرة، ويتم طلب العرض الكامل للمقترح البحثي من المرشحين المؤهلين. ومن ثم تتم مراجعة المقترحات البحثية الكاملة حتى نصل إلى الإعلان عن الفائزين وإنشاء العقود.
ما هي الفئات الأكثر استفادة من خدمات مؤسسة هيفولوشن الخيرية؟
تدعم مؤسسة هيفولوشن الخيرية تطوير علوم الشيخوخة وإطالة العمر الصحي عبر سلسلة الأبحاث والتطوير المتكاملة، وذلك من خلال منح الأبحاث الأساسية والانتقالية والسريرية، حيث سيتم إعطاء الأسبقية للبحوث والتطبيقات التي تستهدف تطوير الأدوية الجديدة لتأخير عملية التدهور الصحي مع تقدم العمر، والوقاية من الاضطرابات الصحية المصاحبة له.
ولتحقيق هذا الهدف، يتم الإعلان عن تقديم المقترحات البحثية من خلال القنوات الرسمية لمؤسسة هيفولوشن الخيرية، والتي ستغطي أنواع أبحاث الشيخوخة، بما في ذلك: علم الأحياء الأساسي للشيخوخة، وعلم الشيخوخة والأبحاث والتجارب السريرية.
بالإضافة إلى ذلك، نعتزم تعزيز تنمية المواهب الجديدة في هذا المجال، من خلال تمويل الباحثين الشباب على مستويات متعددة في حياتهم المهنية؛ كما سنقدم الدعم لنشر العلوم من خلال المؤتمرات، وسندعم الدراسات التي تهدف إلى فهم الجوانب القانونية والتنظيمية لأبحاث وعلوم الشيخوخة.
وأود أن أشير إلى أن الشيخوخة تعد من التحديات الأكثر إلحاحا التي تواجه البشرية بعد تغير المناخ، حيث يشهد عالمنا اليوم تحولاً سكانياً سريعاً، ويتوقع أن يتضاعف عدد سكان العالم الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً إلى ملياري شخص بحلول العام 2050. كذلك، سيعيش ثلثا الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
وفي حين أن متوسط العمر المتوقع عالميًا يبلغ 73.4 عام، فإن متوسط العمر الصحي يبلغ 63.7 عام فقط، مما يعني أننا نقضي ما يقرب من عقد من حياتنا في حالة صحية سيئة. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن تتضاعف نسبة من يبلغون سن الخامسة والستين فما فوقها في العالم من 10% إلى 20%. وحينئذ، سيعيش 80% من كبار السن في العالم -قرابة 1.3 مليار نسمة- في بلدان منخفضة الدخل، مع محدودية فرص الحصول على الرعاية خلال 25 عاما - مما يجعل الوقت حاسما لتعزيز الأبحاث المتعلقة بالأسباب الكامنة وراء الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.
كذلك، تنفق البلدان تريليونات الدولارات على علاج أعراض الشيخوخة، لكنها بالكاد تستثمر في فهم أسبابها الجذرية. وتشير المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية إلى أن البلاد تخسر 305 مليار دولار في علاج مرض الزهايمر، و237 مليار دولار في علاج مرض السكري، و216 مليار دولار في علاج أمراض القلب والسكتة الدماغية، و140 مليار دولار في التهاب المفاصل، باستثناء التكاليف الاقتصادية الكبيرة وتكاليف الإنتاجية التي يتم هدرها.
وأخيرا، أظهر تقرير صدر في عام 2021 أن إطالة العمر الصحي لمن تزيد أعمارهم عن 60 عامًا لمدة عام واحد فقط ستكلف تريليونات الدولارات من تكاليف الرعاية الصحية وزيادة الإنتاجية. ولذلك فإننا دائما نقول بأن مهمتنا إنسانية، وتمس الجميع من الأفراد والشركات وحتى الحكومات.
هل هناك تقارير سنوية أو إحصائيات توضح نتائج جهود المؤسسة؟
تحرص مؤسسة "هيفولوشن" الخيرية باستمرار على إصدار تقارير تعزز وتدعم مجال الشيخوخة. وخلال العام الماضي، أطلقنا تقريرًا تحت عنوان: "تمكين حياة صحية في المملكة العربية السعودية" بالشراكة مع الأكاديمية الوطنية الأمريكية للطب "NAM"، ومجلس الصحة الخليجي "GHC"، ومركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية "KAIMRC"، ويهدف إلى تحديد الفجوات ومشاركة الأفكار القيمة وتقديم التوصيات العملية، بهدف توجيه الجهود التعاونية ومساعدة الأفراد على معرفة مفهوم العمر الصحي للإنسان، وجعل فترة الشيخوخة أكثر صحة للجميع.
كذلك، أطلقنا تقرير إطالة العمر الصحي العالمي الذي يتضمن نتائج استبياننا العالمي ل 4000 فرد ومتخصص من أكثر من 20 دولة. كما يحتوي التقرير على ورشتي عمل مع خبراء في لندن وبوسطن، وسلسلة من المقابلات المتعمقة مع العلماء والمستثمرين والعاملين في هذا المجال وخبراء السياسات.
كيف تتعامل المؤسسة مع التحديات التي تواجهها في مجال عملها؟
تميزت مسيرتنا في هيفولوشن بالعديد من المراحل المهمة والإنجازات الرائدة. وكانت إحدى اللحظات الأكثر فخرًا لفريقنا هي إطلاق القمة العالمية لإطالة العمر الصحي في عام 2023. وقد جمع هذا الحدث الرائد نحو 2000 شخص من جميع أنحاء العالم، مما يجعله أكبر حدث من نوعه. ولأول مرة، جمعت القمة العالمية لإطالة العمر الصحي بين صناع السياسات والقادة في صناعة الأدوية والباحثين وقادة الأعمال والمنظمات غير الربحية الدولية والمديرين التنفيذيين والأوساط الأكاديمية ومعاهد البحوث ورواد الصناعة - من بين آخرين كثيرين. يجمع هذا الحدث أصحاب المصلحة المتنوعين والقادة الدوليين من مختلف القطاعات، ويجذب المزيد من الممولين من القطاعين العام والخاص لأبحاث علوم الشيخوخة. وسلط نجاح القمة الضوء على جهود مؤسسة هيفولوشن والمكانة العالمية الرائدة التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية في مجال الصحة العالمية. ومع نجاح هذا الحدث، يسعدنا عقد القمة العالمية لإطالة العمر الصحي بنسختها الثانية في الفترة من 4 إلى 5 فبراير 2025 في الرياض.
كذلك، نحن فخورون بوصول هيفولوشن إلى مرحلة مهمة من تمويل أكثر من 160 مشروعًا، ودعم نحو 200 من المستفيدين، والاستثمار في شركتين في مرحلة مبكرة خلال أول عامين لنا، وهو ما يمثل نحو 400 مليون دولار في عامين مع وجود الكثير من المشاريع التي نعمل على تنفيذها. وتشمل هذه المنح مؤسسات بحثية كبيرة، وكيانات التعليم العالي، والباحثين الأفراد. ويسعدنا أن نعلن عن المزيد من فرص التمويل خلال القمة العالمية لإطالة العمر الصحي 2025.
وتكمن أحد أكبر التحديات التي نواجهها، وهي النتيجة المباشرة للمصداقية التي اكتسبتها هيفولوشن، في استخلاص الجودة والعلوم الجيدة في ظل هذا الحجم الهائل من الصخب العلمي.
ولا تتطلب مهمتنا اتباع نهج متعدد التخصصات فحسب، بل تتطلب أيضًا القدرة على تمييز ودعم الأبحاث المؤثرة حقًا. وكان تكامل الرؤى من مختلف القطاعات - الأكاديمية والعامة والخاصة - حاسما في التغلب على هذه التحديات. ومن خلال تعزيز التعاون وتشجيع الابتكار، نهدف إلى خلق مستقبل تكون فيه الشيخوخة الصحية في متناول الجميع.
ومن خلال هذه الجهود، تواصل هيفولوشن قيادة الحوارات والنقاشات حول الشيخوخة الصحية، وبناء الشراكات، ودعم الأبحاث الرائدة لتعزيز مهمتنا.
شاع مصطلح علم الشيخوخة بواسطة فيليبي سييرا، الرئيس السابق لبيولوجيا الشيخوخة في المعاهد الأمريكية للصحة والذي يقول إن الشيخوخة هي إلى حد بعيد عامل الخطر الرئيسي لجميع الأمراض المزمنة، ما هو دور فيليبي في المؤسسة؟ وهل هناك أشخاص غيره لهم أدور في مجال الأبحاث؟
يشغل الدكتور فيليبي سييرا منصب المسؤول العلمي الأول في مؤسسة هيفولوشن الخيرية. ويشرف بدوره على كل ما يخص علم الشيخوخة من تطورات وبحوث، وتمويل البحوث والاستثمارات.
وقد امتدت مسيرة الدكتور سييرا المهنية لتشمل الأوساط الأكاديمية والصناعية والحكومية، بما في ذلك دوره كمدير لقسم الشيخوخة في المعهد الوطني لأبحاث علوم الشيخوخة التابع للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة الأمريكية من عام 2006 إلى عام 2019، حيث كان مساهمًا فاعلًا في تطوير مفهوم علوم الشيخوخة، بما في ذلك تأسيس ورئاسة مجموعة علوم الشيخوخة بالمعهد الوطني للصحة. وقبل انضمامه إلى مؤسسة هيفولوشن في عام 2022، شغل الدكتور سييرا منصب مدير علوم الشيخوخة في إنسباير.
وهو مثال واحد للمواهب التي تستقطبها المؤسسة، فنحن ملتزمون بتوظيف أفضل المواهب من المملكة العربية السعودية وحول العالم لدفع مهمتنا إلى الأمام. نعتقد أن التنوع في المهارات ووجهات النظر والخبرات هو المفتاح لتحقيق النمو والابتكار المستدامين. يتضمن نهجنا جذب الأفراد الذين يجلبون مواهب فريدة من نوعها، سواء كانوا مخضرمين في مجالاتهم أو قادة ناشئين لديهم رؤى جديدة.