تابعت كمحايد المناظرة الرئاسية الأميركية بين الرئيس السابق دونالد ترمب، ونائبة الرئيس بايدن السيدة كاميلا هاريس. أكتب عن هذه المناظرة من زاوية غير سياسية، مثل هذه المناظرات تناسب قاعات الدراسة والتدريب لمناقشة أدبيات الحوار فهي مفيدة للطلاب والمتدربين في الجامعات ومراكز التدريب. في هذا النقاش غير السياسي ستطرح أسئلة حول أداء المتناظرين في مبادئ الحوار وليس حول القضايا المطروحة التي تهم الشعب الأميركي مثل الاقتصاد والرعاية الصحية والإجهاض، ولن تتطرق الأسئلة للسياسة الخارجية الملتزمة في الغالب بثوابت لا تتغير بشكل جوهري حتى وإن بدت في المناظرة قضية خلافية. سيكون من ضمن الأسئلة: من الذي ظهر في المناظرة بشكل يعبر عن الثقة؟ كيف كانت لغة الجسد؟ هل كان ثمة تناقض من أحد الطرفين؟ من الذي كانت له رؤية واضحة؟ هل كان هناك التزام بالموضوعية؟ هل أدير الحوار بشكل عادل؟ هل يقر أحد المناظرين بأنه لم يؤد بشكل جيد أم يوجه الاتهام لعوامل خارجية؟ هل كان هناك شخصنة في الحوار؟ هل كان هناك هروب من الأسئلة المطروحة؟، هل حققت المناظرة أهدافها؟ هل ستكون مؤثرة في عملية التصويت؟. ربما يكون السؤال الأخير هو الأهم بالنسبة للمواطن الأميركي، وهو سؤال ممكن طرحه بصيغة أخرى: هل النجاح في التنظير وامتلاك مهارة الحوار تعني امتلاك القدرات القيادية؟ وبصيغة ثالثة: هل تتحقق الوعود الانتخابية التي يعد بها المتنافسون في الحملات الانتخابية وفي المناظرات؟. لا تزال مساحة الأسئلة مفتوحة، هل مستوى هذه المناظرة بنفس القوة من حيث المضمون وأسلوب الحوار مقارنة بمناظرات سابقة في التاريخ السياسي الأميركي؟ أما وسائل الإعلام الأميركية فقد فتحت مناظرة أخرى حول المناظرة الرئاسية والطريف في هذه المناظرة الإعلامية إبراز تأييد المعنية الأميركية تايلور سوفيت للسيدة هاريس - وهي المغنية التي يعتبرها الإعلام الأميركي كعادته الأشهر على مستوى العالم - وهل سيكون لموقف هذه الفنانة تأثير على عملية التصويت، وهل هذا الحراك الإعلامي والجدل السياسي المتكرر حول نفس القضايا وتبادل الاتهامات، هل كل ذلك جزء من مبدأ الديموقراطية أو الإثارة الإعلامية؟، وهل سيتم التشكيك في النتائج بعد انتهاء الانتخابات؟، وهل لنظرية المؤامرة وجود في الثقافة الأميركية في الشؤون الداخلية؟!