أعلنت الحكومة الفنزويلية توقيف ثلاثة أميركيين وإسبانيين اثنين وتشيكي متهمين بصلتهم بمؤامرة مفترضة لزعزعة استقرار بلاده، مشيرة إلى مصادرة نحو 400 بندقية جُلبت من الولاياتالمتحدة، لكن واشنطن نفت أي علاقة لها بهذه الادعاءات. وقال وزير الداخلية ديوسدادو كابيّو إن الخمسة اعتقلوا للاشتباه في تخطيطهم لشن هجوم يستهدف الرئيس نيكولاس مادورو وحكومته، وتأتي الاعتقالات وسط تصاعد التوترات بين فنزويلا وكل من الولاياتالمتحدة وإسبانيا بسبب الانتخابات الرئاسية المتنازع على نتيجتها التي أجريت في 28 يوليو وتتهم المعارضة مادورو بتزويرها. من جهته، يؤكد مادورو الذي تولى رئاسة فنزويلا خلفا للزعيم اليساري هوغو تشافيز بعد وفاته عام 2013، على فوزه بولاية ثالثة لكن هيئة الانتخابات لم تنشر نتائج التصويت التفصيلية. وقال كابيّو "نحن نعلم أن حكومة الولاياتالمتحدة لها صلة بهذه العملية". وبحسب وزير الداخلية "تم اعتقال مواطنين إسبانيين مؤخرا في بويرتو أياكوتشو" بجنوب غرب البلاد. وأضاف أن ثلاثة أميركيين ومواطنا تشيكيا أوقفوا أيضا، وربط المؤامرة المفترضة بوكالات الاستخبارات في الولاياتالمتحدة وإسبانيا وكذلك بزعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو. وتابع "لقد اتصلوا بمرتزقة فرنسيين، واتصلوا بمرتزقة من أوروبا الشرقية وهم يقومون بعملية لمحاولة مهاجمة بلادنا". وأعلن أنه "تم ضبط أكثر من 400 بندقية"، متهما المعتقلين بالتخطيط "لأعمال إرهابية". ونفى متحدث باسم الخارجية الأميركية ادعاءات فنزويلا، قائلا إنها "كاذبة بالمطلق". وأكد المتحدث اعتقال أحد أفراد الجيش الأميركي في فنزويلا، مشيرا أيضا إلى "تقارير غير مؤكدة عن احتجاز مواطنين أميركيين آخرين". وتدهورت العلاقات الدبلوماسية بين فنزويلا وإسبانيا بشكل ملحوظ منذ الخميس، مع تصريحات وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبلز التي وصفت فنزويلا بأنها "دكتاتورية". وتزامنت تلك التصريحات مع استقبال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز مرشح المعارضة الفنزويلية إدموندو غونزاليس أوروتيا، الذي وصل إلى إسبانيا الأحد بعد فراره من فنزويلا حيث صدرت بحقه مذكرة اعتقال. كما تدور حرب كلامية بين فنزويلاوالولاياتالمتحدة التي اعترفت بغونزاليس أوروتيا رئيسا منتخبا وأعلنت الخميس فرض عقوبات على 16 شخصا مقربين من مادورو بتهمة "إعاقة" الانتخابات الرئاسية. ونددت فنزويلا بالعقوبات ووصفتها بأنها "جريمة عدوان"، ومنح مادورو أوسمة لأربعة ضباط عسكريين من بين المستهدفين بالعقوبات. كما دعت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو إلى التظاهر مجددا في 28 سبتمبر رفضا لإعادة انتخاب الرئيس مادورو لولاية ثالثة وللمطالبة بالاعتراف بفوز مرشحها المنفي في إسبانيا. وكتبت ماتشادو على وسائل التواصل الاجتماعي "في 28 سبتمبر (...) سنرفع أصواتنا حتى يعترف العالم بإدموندو غونزاليس رئيسا لفنزويلا ويدرك مادورو أنه راحل". وتدعي المعارضة أن غونزاليس أوروتيا فاز في الانتخابات الرئاسية وحصد أكثر من 60 % من أصوات الناخبين. لكن المجلس الانتخابي الوطني أعلن فوز مادورو بنسبة 52 % من الأصوات وصادقت المحكمة العليا على فوزه. والمؤسستان متهمتان بالتبعية للسلطة.