أكد تقرير اقتصادي حديث أصدرته الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" بالتعاون مع شركة "أكسنتشر" على أهمية مساهمة الذكاء الاصطناعي التوليدي بدفع عجلة النمو الاقتصادي في المملكة، متوقعًا أن يُسهم تبنّي الذكاء الاصطناعي التوليدي في زيادة الناتج المحلي الإجمالي للمملكة. وقدّم التقرير الذي أعلن عنه خلال أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة بعنوان " فرص الذكاء الاصطناعي التوليدي في المملكة العربية السعودية، لمحةً عامةً حول إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تعزيز الإنتاجية، وتوفير فرص عمل جديدة، وتعزيز القدرة التنافسية الشاملة لاقتصاد المملكة، إضافةً إلى توضيح دور هذه التكنولوجيا بتحقيق أهداف التنويع الاقتصادي وتعزيز الابتكار في المملكة، حيث يمكن لهذه التقنيات المبتكرة توفير 37% من ساعات العمل الروتينية في مختلف المهن لتمكين العاملين من قضاء المزيد من الوقت في ممارسة الأعمال الأكثر أهمية. وتضمّنت المنهجية البحثية للتقرير تحليل بيانات مهنية جمعت من المكاتب الإحصائية الوطنية وقواعد البيانات الموزعة على 19 دولة، بغرض مقارنتها مع الواقع الحالي في المملكة، بالتوازي مع إجراء تقييم للمهمات القائمة على اللغات لحساب مقياس إنتاجية العمل المستخدم لحساب نسبة الكفاءة، كما استفاد البحث من المواد الأكاديمية والنماذج الإحصائية للتنبؤ بالسلوك المستقبلي حتى يكشف التقرير مدى تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على الكفاءة في مختلف القطاعات بغرض تعزيز هذه الكفاءات. وبين التقرير أن المملكة تعمل على الاستفادة من كامل إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتسريع وتيرة الابتكار لديها وقد تحقق ذلك بالفعل مع الخطوات الملفتة التي خطتها على طريق رسم وصياغة مستقبل أكثر استدامة من خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي، مشيرًا إلى أن دعم تعاون الإنسان والآلة يوفّر فرصة مهمة لتعزيز القدرات والإمكانات وتحقيق أثر تحولي عميق في مختلف القطاعات السعودي، فضلًا عن ترسيخ مكانة متقدمة للمملكة في العالم. ودعا التقرير إلى اتباع نهج إستراتيجي للاستفادة الكاملة من إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي في المملكة، واعتماد خطة شاملة تشمل خطوات هادفة وموجهة نحو تحقيق النتائج، وتحدد العناصر الضرورية لبناء منظومة قوية ومسؤولة للذكاء الاصطناعي التوليدي، بدءًا من التكنولوجيا والمواهب وصولًا إلى الاستدامة والمساءلة. وسلط التقرير الضوء على أربع خطوات حاسمة يمكن أن تتخذها المملكة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتشير إلى أنه بإمكان المملكة أن تركّز على تحقيق القيمة من الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر منح الأولوية لحالات الاستعمال وللتطبيقات عالية التأثير التي تحقق فوائد اقتصادية ومجتمعية، وإعادة تشكيل المهارات وأساليب العمل، حيث ستستفيد المملكة بشكل كبير من تعزيز إستراتيجيات تنمية وتطوير المواهب، وتفعيل إجراءات ومسارات العمل لتتوافق مع قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بالتوازي مع ترسيخ ثقافة تحتضن وترعى التعلم المستمر والابتكار. وذكر أن الخطوات التي تعزز الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي تشمل تطوير نواة رقمية آمنة ومدعومة بالذكاء الاصطناعي، بما يُسهم في تطوير البنية التحتية والقدرات التقنية للذكاء الاصطناعي لضمان عمليات وخدمات شاملة وفعّالة في مختلف الصناعات، إضافة إلى معالجة الفجوات في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، حيث يشير التقرير إلى أن لدى المملكة فرصة سانحة لقيادة الاستخدام المسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. واستعرض التقرير تحليلًا ورؤى مفصّلة بشأن التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي التوليدي على اقتصاد المملكة والقوى العاملة فيها، كما يعرض توصيات إستراتيجية ترمي إلى تسخير قوة هذه التكنولوجيا المبتكرة.