الأسرة والإرشاد الأسري، بناء القوة من الداخل في عالم متغير، تلك العبارة هي شعار منتدى الأسرة 2024 الذي نظمه مجلس شؤون الأسرة. شعار جميل يحمل الكثير من المعاني عن الأسرة وأهميتها ودورها المؤثر في المجتمع. بناء القوة من الداخل لأن الأسرة هي أساس البناء، هي الأمن والحب والعطاء والتربية والتعليم، هي المستقبل والإضافة والقيم. أما الإرشاد الأسري فهو تعزيز لمبدأ الاستشارة لمواجهة التحديات والقضايا المؤثرة على تماسك الأسرة كما أشار إلى ذلك راعي المنتدى وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي. عبارة (في عالم متغير) الواردة في شعار المنتدى هي حالة وعي وإدراك للمتغيرات المتسارعة المتعددة التي تواجه المجتمعات ومنها تحديات تهدد تماسك الأسرة واستقرارها مثل خطر المخدرات، وتفكك الأسر في بعض المجتمعات، وارتفاع نسبة الطلاق، والعزوف عن الزواج أو تأخيره، وتأثير المتغيرات العالمية الاقتصادية والاجتماعية والتقنية التي حولت الكماليات إلى أساسيات، والاهتمام باحتياجات الأسرة المادية وإغفال الاحتياجات التربوية. تلك التحديات هي جزء من الدور المهم الذي يقوم به الإرشاد الأسري. هذا الدور للإرشاد الأسري تم دعمه في منتدى الأسرة من خلال إطلاق استراتيجية الإرشاد الأسري التي دشنها وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية خلال افتتاح المنتدى والتي تهدف إلى تطوير أداء العاملين في مجال الإرشاد الأسري وتعزيز فهم المجتمع لدور الإرشاد الأسري. أحد الموضوعات المحورية في شؤون الأسرة يتمثل في المشاركة بين الأسرة والمدرسة التي أشار إليها وزير التعليم الأستاذ يوسف البنيان فقال: إن هذا المنتدى فرصة لتسليط الضوء على أهمية التعاون بين الأسرة والمدرسة وطرح هذا التعاون في إطار مهني لتحقيق التوازن والاستقرار المجتمعي. الأكيد أن هذا التعاون بين الأسرة والمدرسة أمر ضروري متفق عليه، النقطة المهمة في نظري التي أشار إليها الوزير هي أن يكون هذا التعاون في إطار مهني. هذا يعني أن التعاون بين الأسرة والمدرسة من حيث التنظير مبدأ يهم المدرسة ويهم الأسرة وهو مطلب الجميع لكنه يحتاج إلى تفعيل واستمرارية وبرامج عملية متفق عليها وتقييم مستمر لهذا التعاون، وتطوير قد يشتمل على مشاركة الأسرة في إدارة المدرسة أو على الأقل استطلاع رأي الأسرة في قرارات المدرسة. إن ارتفاع مستوى الوعي والتعليم لدى أولياء الأمور جعل مبدأ مشاركة الأسرة حقاً وواجباً؛ لأنها تحقق فوائد كثيرة منها تحقيق الالتزام، وتنمية الشعور بالانتماء للمدرسة لدى أولياء الأمور وتعزيز ارتباطهم بها والاهتمام بشؤونها، وتنسيق القرارات والإجراءات والتنظيمات التعليمية والتربوية بين البيت والمدرسة، التخفيف من ردود الفعل المضادة عند إحداث تغييرات جديدة. منتدى الأسرة فعالية بالغة الأهمية تشكر عليها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ويشكر عليها ويقدر مجلس شؤون الأسرة على التنظيم واستمرارية عقد المنتدى لمواكبة المتغيرات ومناقشتها في إطار علمي بمشاركة المتخصصين من مراكز الإرشاد الأسري، ومن الجامعات، ومن أفراد المجتمع.