أحدث العصر الرقمي تحولًا جذريًا في كيفية تفاعل العلامات التجارية مع جماهيرها، مما جعل إدارة السمعة أكثر أهمية من أي وقت مضى مع حصول الجمهور المستهدف على إمكانية الوصول الفوري إلى المعلومات والمنصات للتعبير عن آرائهم والاستماع إلى مختلف الآراء عن العلامة التجارية مما يؤثر على سمعة المنظمة بشكل سريع وغير متوقع. لنجاح المنظمة في المحافظة على سمعتها، يتطلب اعتماد نهج استباقي لبناء سمعة العلامة التجارية الإيجابية والحفاظ عليها من خلال استراتيجية تواصل تتسق مع قيم المنظمات ومستهدفاتها، وفقًا لتقرير صادر عن شركة ديلويت لعام 2023، يتخذ 87 % من العملاء قرارات الشراء بناءً على الآراء عبر الإنترنت، مما يجعل من الضروري للمنظمات أن تظل على اطلاع بكيفية الصورة النمطية عليها عبر الإنترنت. تعتمد سمعة العلامة التجارية القوية على التواصل الإعلامي المتسق والاستراتيجي، العلامات التجارية التي تنقل بوضوح قيمها ورسالتها ونجاحاتها في وضع أفضل لكسب ثقة الجمهور المستهدف وولائهم، حيث لا يتعلق الأمر بإدارة الصورة الذهنية أثناء الأزمات فقط، وإنما بتعزيز السمات الإيجابية للعلامة التجارية بشكل مستمر من خلال استراتيجيات اتصالية متنوعة تأخذ بالاعتبار تحديد الجمهور المستهدف بدقة والرسائل المستهدفة ومن ثم تعزيز محتوى بطرق اتصالية متنوعة تضمن إيصال الرسالة الاتصالية المستهدفة للجمهور. إن النهج الاستباقي لإدارة السمعة يساهم بشكل كبير في صناعة صورة ذهنية إيجابية متينة، وتكون بمثابة رصيد إيجابي مهم جداً في الأزمات الإعلامية -لا قدر الله-، وهو ما يتطلب التفاعل المستمر مع الجمهور المستهدف للحفاظ على تواصل منتظم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الأخرى مما يتطلب رصدا مستمرا لحالة العلامة التجارية عبر الإنترنت وقنوات التواصل الاجتماعي لإعداد خط أساس يمكن من خلاله تقييم سمعة المنظمة وتعزيز حضور المنظمة إعلامياً ورقمياً. ختاماً؛ من المهم العمل بشكل مستمر على مدار العام على بناء سمعة إيجابية للمنظمة والتقليل من أثر أي صورة نمطية من خلال الإدراك العالي لتطلعات الجمهور المستهدف وتطوير منتجات إعلامية متنوعة تساهم في إيصال رسالة المنظمة من خلال إبراز إنجازاتها بطريقة متزنة بعيداً عن الفقاعات الإعلامية، وفي نفس الوقت تطوير محتوى يناسب تطلعات الجمهور المستهدف يساهم في حماية سمعة المنظمة في الأزمات الإعلامية.