أعتقد أن في أغلب مدارسنا في التعليم العام بنين وبنات يفتقدون دروس التربية الفنية كما فهمنا من بعض طلابنا وطالباتنا عن طريق أولياء الأمور. وليست كما التربية الرياضية التي يعشقها معظم الطلاب، ولكن هناك من يهوى ويعشق التربية الفنية وكما هو معلوم أن طلابنا وطالباتنا وخاصة في المرحلة المتوسطة لديهم خيال واسع في عشق التربية الفنية من رسم ولوحات زيتية أو خشبية على الكراسات المخصصة لذلك فنجدهم محرومين من التعبير عن خيالهم ويظل هذا الخيال في وجدانهم لأنهم يريدون أن يعبروا عن هذا الخيال بالواقع عن طريق الألوان الخشبية أو الزيتية أو لوحات الريشة ونتيجة لتجربة سابقة للتعامل مع بعض طلاب دور التوجيه الاجتماعي ودور الملاحظة الاجتماعية المعرضين للانحراف أو المنحرفين كعمل سابق وكمهنة (اختصاصي اجتماعي) قبل ثلاثين سنة أجد أن البعض منهم لا يستطيع أن يعبر ويفصح بالكلام عن ما يعانيه من ظروف قاسية داخل أسرته من حرمان وعطف من ظروف قاسية داخل أسرته وبرودة العلاقة وخاصة من قبل الوالدين اذا كانت الأسرة متصدعة بالطلاق والانفصال فنجد البعض منهم يهيم على نفسه ومن ثم يعبر عنها بالرسم كواقع حاله الخيالي وهذا ينساق حتى على بعض طلاب التعليم العام فقد ينقل معاناته داخل الأسرة أو الجيرة أو المجتمع إلى المدرسة إذا كانت هناك وسيلة يقدر يعبر بها في حصة التربية الفنية إذا كان هناك حصة للتربية الفنية داخل المدارس وإلا كتم هذا التعبير في وجدانه وفي ذاته ومن ثمّ في العقل الباطن ومع مرور الوقت قد ينسحب عليه بالانطواء والاكتئاب؛ ولهذا نقول إن التربية الفنية في المدارس وخاصة في التعليم العام مهمة جداً حيث تنمي خيال الطالب ويجر هذا الخيال إلى طموح وتحقيق رغبته حاضراً ومستقبلاً. وكنا في السابق عندما ندخل المدارس نجد صحف الحائط مليئة بالرسوم بالأقلام الخشبية والزيتية ومذيلة باسم الطالب أو الطالبة الذي تكلف ورسمها كذلك نجد بعض اللوحات المرسومة إما بالقماش أو بالفلين المقوى أو البلاستيك التي تحكي واقع الحال عن البيئة من شوارع فسيحة أو جبال شاهقة أو مزارع غنّاء...إلخ لذا أتمنى من وزارة التعليم ممثلة بإدارات التعليم أن تعطي هذا النشاط حقه كما بقية الأنشطة وخاصة النشاط الرياضي حتى ننمي خيال طلابنا وطالباتنا في الفضاء الفسيح الذي ينعكس عليهم بالتفكير السديد النافع لهم في دراستهم ومجتمعهم (وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين) * عضو هيئة الصحفيين السعوديين