كانت مدارسنا في التعليم العام تعج بالنشاط الفني البريء، وكان هناك حصة من الحصص مخصصة لهذا النشاط يتفرغ لها مدرس لهذه المادة. كان الطلاب يتشوّقون لهذه المادة؛ حيث كان هناك غرفة متسعة لممارسة النشاط؛ وكان كل طالب يحضر أدوات هذه المادة لهذا النشاط، وكما نعلم أن الطفل أثناء طفولته يملك خيالاً واسعاً ويكبر هذا الخيال والأحلام تجاه هذه الحياة لعله يحقق شيئا من هذا الخيال، وتمر الأيام والأشهر؛ ويصل إلى سن الدراسة في السادسة من عمره وينمو هذا الخيال في المرحلة الابتدائية والمتوسطة أكثر، وعندما يترك له حرية الرأي في بعض حصص هذه المادة يبدأ بتطبق خياله بواسطة الرسوم التي يرسمها وبعضهم يرسم صورة طائرة يتمنى أن يكون طياراً وآخر يرسم صورة سيارة يتمنى أن يركبها وثالث يرسم شجرة خضراء أو صورة نخلة وبعضهم يرسم صورة خيمة في الصحراء يتمنى أن يقوم برحلة إلى هذه الصحراء، وآخر يرسم بحرا ويلونه باللون الأزرق يتمنى أن يسبح في هذا البحر فهذه أمانٍ عن طريق العقل الباطن يتمنى أن يجدها أو يحصل عليها في الواقع الحياتي ثم إن هناك رسوما تشكيلية يطلب مدرس المادة من الطلاب أن يرسموها ويتفنون فيها بواسطة الألوان الخشبية أو بواسطة الصلصال وهناك لوحات فنية تبرز مهارات الطالب في الرسم بجميع أشكاله وشرائحه وتعلق في ممرات المدرسة والبعض منها يشكل معرضا فنيا في نهاية السنة الدراسية وقد تقام مسابقات داخل المدرسة يخصص لها جوائز عينية لتشجيع الطلاب بعضهم البعض، وإذا اتسع نشاط المدارس في التعليم العام في هذا النشاط قد تقام مسابقة لأحسن لوحة فنية تخص لأحد الطلاب، وقد تقام مسابقة على مستوى المدارس من مدارس التعليم العام في المنطقة فهذا يفعل هذا النشاط ويرفع من توسع دائرة التفكير وخيال الطلاب كما قلنا يعبر صاحبه عن أمنياته التي لا تتحقق في الواقع فهو يعبر عنها في مخيلته فحبذا لو أن وزارة التعليم تفعل هذا النشاط البريء في هذا التعليم العام وتعيده إلى ما كان سابقاً كما كان يمارس في المدارس. مندل القباع