انسحبت القوات الإسرائيلية من مدينة جنين في الضفة الغربيةالمحتلة، وفق ما أفاد شهود، بعد عملية عسكرية استمرت عشرة أيام، فيما تتواصل الضغوط الدبلوماسية من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة. وحضّت واشنطن الطرفين الخميس على القيام بالتنازلات الضرورية للسماح بالتوصل إلى اتفاق. ورأت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في تل أبيب أن ثمن التوصل إلى اتفاق مع حماس مرتفع «لكن حياة الرهائن تستحق ذلك «مشددة على أنه «من الواضح أن وقف إطلاق النار يجب (..) أن يحصل الآن». وقالت إن الخيار العسكري البحت ليس الحل للحرب. وتسبّبت الحرب في قطاع غزة بدمار هائل وأزمة انسانية كارثية في القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2,4 مليون شخص. واستشهد 12 فلسطينياً وأصيب عدد آخر بجروح مختلفة، في إطلاق نار وقصف من قوات الاحتلال فجر أمس، على قطاع غزةوالضفة الغربية. وأفادت مصادر طبية فلسطينية، باستشهاد ثمانية فلسطينيين وإصابة عدد آخر بجروح، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة تؤوي مئات النازحين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، كما استشهد أربعة فلسطينيين بينهم طفلان جراء غارة إسرائيلية استهدفت شقة سكنية في مخيم البريج وسط القطاع، ترافق ذلك مع قصف جوي ومدفعي مكثف على مناطق متفرقة في مدينتي خانيونس ورفح جنوب القطاع. وفي الضفة الغربية، أصيب فلسطيني برصاص الاحتلال، خلال مواجهات اندلعت بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، التي اقتحمت بلدة بيتونيا غرب رام الله. وأعلن مسؤول في مستشفى فلسطيني في نابلس شمال الضفة الغربية أن ناشطة أميركية مؤيدة للفسطينيين تبلغ 26 عاما قتلت ب»رصاص في الرأس» في شمال الضفة الغربيةالمحتلة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في الحادث. وأكدت واشنطن أنها تسعى «بشكل عاجل» للحصول على معلومات حول مقتل أميركية بطريقة «مأساوية» في الضفة الغربية. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن الشابة توفيت «متأثرة بإصابتها الحرجة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي الحي في الرأس». وفي رده على سؤال لوكالة فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنه «على علم بالأخبار» المتداولة لكن لا يمكنه التعليق أو الرد على الفور. وطالب البيت الأبيض الأميركي، إسرائيل بالتحقيق في حادث مقتل الناشطة الأميركية في الضفة الغربية. وقالت كارين جان بيير المتحدثة باسم الرئيس الأميركي جو بايدن، إن واشنطن «تواصلت مع الحكومة الإسرائيلية للحصول على المزيد من المعلومات وطلبت إجراء تحقيق في الحادث»، معربةً عن صدمتها العميقة إزاء وفاتها المأساوية. وقتلت الناشطة الأميركية-التركية الجمعة خلال تظاهرة ضد الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة حيث اعترف الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار، وفيما أسفت واشنطن «للخسارة المأسوية» ودانت أنقرة «جريمة قتل» على يد «جنود الاحتلال». وعادت الحركة إلى جنين وسط الانقاض بعد انسحاب القوات الإسرائيلية ليل الخميس الجمعة من المدينة الفلسطينية الواقعة في شمال الضفة الغربيةالمحتلة، وقال سكان إن الجنود الإسرائيليين انسحبوا خلال الليل من المدينة ومخيمها بعد 10 أيام من شن عملية عسكرية فيها. وشنّت إسرائيل عملية عسكرية قالت إنها «لمكافحة الإرهاب» في 28 أغسطس في مدن فلسطينية في شمال الضفة الغربية، بما فيها جنين، وخيّم الهدوء على مخيم جنين قبل أن يبدأ السكان الذين هربوا من القتال في الأيام الأخيرة العودة. استمرار حملات القصف والعمليات البرية وفي الأثناء، يواصل الجيش الإسرائيلي هجومه على قطاع غزة، حيث أبلغ الدفاع المدني عن وقوع إصابات في قصف إسرائيلي لمنزل في البريج، في وسط القطاع. وتسبّبت حملة القصف والعمليات البرية الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة باستشهاد ما لا يقل عن 40 ألفا و939 شخصا، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأممالمتحدة أن غالبية الشهداء من النساء والأطفال. وتتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بعرقلة التوصل الى اتفاق هدنة بعد مرور أحد عشر شهرا على بدء الحرب إثر هجوم غير مسبوق للحركة الفلسطينية على الدولة العبرية، في وقت يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضغوطا داخلية لإبرام اتفاق من شأنه إطلاق سراح الرهائن الذين خطفوا خلال الهجوم. وزادت حدة هذه الضغوط على نتنياهو في أعقاب العثور على جثث ستة رهائن في نفق في جنوب قطاع غزة أعدمتهم حماس، وفق السلطات الإسرائيلية. ووسط أجواء مشحونة تتباعد فيها مواقف الأطراف ذات الصلة، تتلاشى الآمال يوما بعد يوم في التوصل إلى اتفاق يضمن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتحرير الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس منذ 7 أكتوبر الماضي، على الرغم من التصريحات الأميركية المتواترة التي تتحدث عن ترتيبات للكشف عن مقترح جديد. وذكرت القناة الثالثة عشرة الإسرائيلية مساء الجمعة أن «التقديرات الإسرائيلية ترجح أنه لن تكون هناك صفقة». وأشارت إلى أن ثمة مناقشات «استراتيجية» عقدت في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال الساعات الماضية ضمت وزراء ورؤساء الفريق المفاوض، وأن تلك المناقشات خلصت إلى أنه «من غير المتوقع التوصل إلى صفقة وأن احتمالاتها باتت ضعيفة للغاية، وعلى إثر ذلك تستعد إسرائيل لمواصلة القتال في الشمال والجنوب». ونقلت القناة الثالثة عشرة عن مصدر وصفته بالمطلع أنه «لا مفاوضات حاليا مع حركة حماس، هناك محادثات بين الوسطاء وواشنطن لطرح مقترح تسوية وذلك غير جدي». وفي سياق متصل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن البيت الأبيض «يؤخر تقديم الخطوط العريضة للمقترح الجديد»، وأشارت إلى أن ثمة شعورا «لدى جميع الأطراف بأن فرصة التوصل إلى اتفاق ضئيلة جدا». ونقلت هيئة البث عن مصادر، لم تكشف عنها، أن «كل طرف في المحادثات يرى أن الطرف الآخر غير راغب في إبرام صفقة، وهذا يجعلها مستحيلة». وأشارت الهيئة إلى أن «حماس تتمسك بعدد الأسرى الفلسطينيين على الرغم من انخفاض عدد المحتجزين لديها». ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر عسكرية أن الجيش سيغير طبيعة القتال في الأنفاق لتجنب إلحاق الأذى بالرهائن. وأصدر الجيش الإسرائيلي تعليماته لجميع سكان الجليل الغربي وعدد من بلدات الجليل الأعلى على الحدود مع لبنان بتقليل التجمعات والبقاء قرب الأماكن الآمنة والملاجئ. في الأثناء، أظهر استطلاع للرأي أجرته القناة الثانية عشرة الإسرائيلية أن 60% من الإسرائيليين يعتقدون أن الصفقة أكثر أهمية من البقاء في محور فيلادلفيا مقارنة ب28% يعتقدون عكس ذلك. كما أظهر الاستطلاع أن 61% لا يثقون في بذل الحكومة الإسرائيلية كل ما في وسعها لإعادة الرهائن. ويمثل بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا الواقع على حدود قطاع غزة مع مصر إحدى أبرز النقاط الخلافية العالقة التي تحول دون إحراز تقدم في مفاوضات التوصل إلى اتفاق. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصادر مطلعة على سير المفاوضات أن «رسائل نتنياهو المتضاربة تربك محادثات وقف إطلاق النار»، في إشارة لإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤخرا في أكثر من مناسبة أنه متمسك بالبقاء في هذا الممر بدعوى ضمان عدم استخدامه لتهريب الأسلحة لحماس، وهو ما ترفضه الحركة ومن قبلها مصر تماما، بينما يبلغ رئيس وفد التفاوض الإسرائيلي الوسطاء أن الجيش سينسحب في نهاية المطاف من المحور. واشنطن تحض على تقديم تنازلات وإسرائيل تستعد للتصعيد وفي هذا السياق، جاءت تصريحات مصدر مصري بارز أن «تعنت» رئيس الوزراء الإسرائيلي يظل «عقبة أمام أي جهود للهدنة وإقرار السلام». وفي ظل هذه المواقف المتباعدة، ينظر مراقبون بعين الدهشة لتصريحات مسؤولين في الإدارة الأميركية عن إحراز تقدم كبير في المفاوضات، لاسيما عندما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فجر الجمعة إنه «جرى التوافق على 90% من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة». ويرى مراقبون أن ما كشف من الجانب الإسرائيلي من تلميحات عقب الاجتماعات الداخلية الأخيرة بشأن فشل جهود الوساطة والاستعداد لجولة تصعيد عسكري جديدة ناحية الشمال سيشعل المظاهرات في الشارع الإسرائيلي المنادي بضرورة إبرام صفقة فورية تضمن إطلاق سراح من تبقى من الرهائن لدى حماس أحياء، بعد مقتل عدد منهم مؤخرا ولعب حماس بهذه الورقة من خلال بث مقاطع مصورة لهم ، قبل مقتلهم، يناشدون فيها ذويهم زيادة الضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق.