سباقٌ لمحو الصوت الفلسطيني في أميركا المذابح.. فشل لمهنية الإعلام الغربي نسف مربعات سكنية بالكامل "فيلادلفيا " بدايات سيئة في انتظار الأسوأ بدء أكبر عملية لمصادرة الأراضي جدد الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، نسف المربعات السكنية في وسط قطاع غزة، وسط قصف مدفعي على مناطق متفرقة بالقطاع، حيث تركز القصف على مدينة رفح، فيما شن الطيران الإسرائيلي سلسة غارات على القطاع، وذلك مع دخول الحرب على غزة يومها ال 335. وواصل الجيش الإسرائيلي هجماته البرية والجوية على مختلف مناطق القطاع ولا سيما حي الزيتون، وحي الصبرة، وحي الدرج، حيث استهدفت الهجمات محيط مراكز الإيواء وخيام للنازحين. يأتي ذلك، في وقت استهدفت المدفعية الإسرائيلية شمال غرب مدينة رفح، ونسفت مربعات سكنية، فيما فجرت دبابات إسرائيلية أبنية سكنية ومنازل في حي الزيتون، مع شن غارات جوية على منازل في حي الدرج، حيث أوقعت الهجمات عشرات الشهداء والجرحى. وارتكب الجيش الإسرائيلي ثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 33 شهيداً و67 إصابة خلال 24 ساعة، وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى أكثر 40819 شهيداً و94291 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي. الخلافات تتصاعد بسبب فيلادلفيا تصاعدت الخلافات الإسرائيلية الداخلية، مجددا، على خلفية مقتل المزيد من الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وصلت حدّ المواجهات بين قوات الاحتلال ومحتجين من المستوطنين تظاهروا في تل أبيب الليلة الماضية. وقال الوزير السابق، بيني غانتس، والذي استقال مؤخرا من مجلس الحرب الذي تم حله لاحقا، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عرقل صفقات تبادل الأسرى بشكل ممنهج، وإن الوقت قد حان لإجراء انتخابات وتشكيل حكومة تعبر عن تنوع الجمهور الإسرائيلي كله. وأكد غانتس، أن نتنياهو لن يعيد الإسرائيليين المحتجزين في غزة أحياء، لأنه منشغل ببقائه السياسي. وذكر أن محور فيلادلفيا لا يشكل تهديدا وجوديا للاحتلال الإسرائيلي كما يدعي نتنياهو، مؤكدا أن بإمكان جيش الاحتلال الإسرائيلي الانسحاب منه والعودة إليه متى أراد، حسب تعبيره. ورأى غانتس أن نتنياهو ضل الطريق، وأنه يرى نفسه هو الدولة، وهذا أمر خطير. وتصاعد الغضب في "إسرائيل" إثر انتشال جيش الاحتلال جثث 6 أسرى من قطاع غزة هذا الأسبوع، وقال إسرائيليون إنه كان بالإمكان إعادتهم أحياء لولا عرقلة نتنياهو لمساعي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. وكان نتنياهو قد أضاف شروطا جديدة في مفاوضات وقف إطلاق النار، من بينها إصراره على استمرار احتلال محور فيلادلفيا. وقد أكد نتنياهو في وقت سابق، أن "إسرائيل" لن تنسحب من محور فيلادلفيا مهما كانت الضغوطات. وانتقد غادي آيزنكوت نتنياهو، وقال إن "رئيس الوزراء رفض إدخال أي تعديلات على أهداف الحرب التي لم يتحقق أي منها". وأضاف آيزنكوت، أن نتنياهو قرر لاعتبارات سياسية وحزبية ألا ينفذ مقترح الصفقة، موضحا أن وضع "إسرائيل" الاستراتيجي لا يحسم عبر محور فيلادلفيا، مؤكدا أن إبرام الصفقة "واجب أخلاقي وضرورة إستراتيجية". ورد ديوان رئيس وزراء الاحتلال على الانتقادات، وقال إنه "منذ استقالة غانتس وحزبه من الحكومة، اغتالت إسرائيل رئيسي أركان حماس وحزب الله، وهاجمت الحوثيين واحتلت محور فيلادلفيا ونفذت هجوما استباقيا ضد حزب الله"، حسب قوله. ونقلت تقارير صحفية عن مسؤولين سياسيين وعسكريين إسرائيليين جملة من الانتقادات لنتنياهو وحكومته، واتهموه بأنه "كان يهدف إلى تعطيل محادثات الرهائن لأغراض سياسية". كما نقلت يديعوت أحرونوت عن مسؤول رفيع بالجيش قوله إن على الحكومة أن تقرر ما إذا كانت ستتحمل المسؤولية عن حياة المحتجزين. في السياق نفسه، قالت مصادر عسكرية رفيعة للقناة ال13 إن "توسيع العمليات في قطاع غزة سيعرض حياة الرهائن للخطر، وصفقة الرهائن تتيح للجيش العمل بحرية أكبر في كل المناطق في غزة". وتواصلت الاحتجاجات الواسعة في إسرائيل للمطالبة بتنحي نتنياهو وإبرام صفقة لتبادل الأسرى. واندلعت مواجهات عنيفة في تل أبيب بين الشرطة والمحتجين الذين أغلقوا طريق بيغن الرئيسي في كلا الاتجاهين، كما وأ ضرم محتجون النار قبالة وزارة الجيش في تل أبيب. من جهته اعتبر رئيس تحرير صحيفة "هآرتس" العبرية، ألوف بِن، أن إعلان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أول من أمس، أن محور فيلادلفيا سيبقى تحت سيطرة إسرائيل، "ما يعني تجميد المفاوضات مع حماس حول وقف الحرب وإعادة المخطوفين، غايته دفع ثلاث غايات". وأشار بِن إلى أن لدى نتنياهو منذ دخوله إلى الحياة السياسية ثلاث غايات، "البقاء في الحكم لأطول فترة ممكنة، استبدال النخب في إسرائيل، وتحطيم الحركة الوطنية الفلسطينية"، ومن أجل تحقيق ذلك، "بإمكانه أن يغير مواقفه، ويكذب، وتقديم مواقف متناقضة بذات القدر المقنع، لكنه يعود دائما إلى الثالوث غير المقدس: رئاسة الحكومة، تحريض ضد 'اليسار' وتخليد الاحتلال في المناطق". ووفقا لبِن، فإن "نتنياهو يركز اهتمامه الآن، قبل أي شيء وفوق أي شيء، على المعركة الانتخابية في الولاياتالمتحدة. ومقتل المخطوفين الستة يسهل عليه صد ضغوط الرئيس جو بايدن من أجل التوصل إلى صفقة". وأضاف أن "نتنياهو يؤيد دونالد ترامب بشكل قاطع. ولن يمنح كامالا هاريس إنجازا على شكل وقف إطلاق نار في قطاع غزة، بل على العكس. ومثلما يستمتع بإثارة خلاف بين خصومه السياسيين في البلاد، فإنه سعيد بانقسام الحزب الديمقراطي حول قضية فلسطين. التصعيد بالضفة يشتت الجيش عبّر محللون عسكريون إسرائيليون عن مخاوفهم من خطورة التصعيد في الضفة الغربية التي يقولون إنها تحولت إلى جبهة إضافية إلى جانب جبهتي الشمال والجنوب. وتركزت نقاشات الإعلام الإسرائيلي أيضا على محاولات استعادة الأسرى في قطاع غزة أحياء، وحذر محللون من أن الأسرى يتلاشون في الأنفاق. وبشأن التصعيد في الضفة الغربية، قال مراسل الشؤون العسكرية في قناة 12 نير دفوري إن سلسلة العمليات التي قام بها فلسطينيون في المدة الأخيرة تطلق كل أجراس الإنذار ليس فقط على المستويين الأمني والعسكري، بل على المستوى السياسي. ورأى المحللون "أن إسرائيل تواجه تصعيدا حادا في الضفة الغربية، والأمر ليس محصورا في شمال الضفة بل في الخليل ومناطق أخرى"، مؤكدا أن التصعيد في الضفة يشتت الجيش الإسرائيلي في الجبهات الأخرى. وحسب محلل الشؤون السياسية في قناة 13 ألون بن دافيد، فإن الضفة الغربية كانت الجبهة الثالثة من حيث الأهمية، لكنها بدأت تتحول إلى جبهة أكثر جدية إثر انضمام مدينة الخليل جنوبي الضفة، التي قال إنها تشتعل ببطء، و"عندما تشتعل من الصعب جدا إطفاؤها". وحذر من أن التصعيد في الضفة سيجعل إسرائيل تستدعي مزيدا من القوات، وذلك يعني نقصا في القوات في جبهات أخرى، في الشمال وفي غزة. وذكر أن هناك 23 كتيبة فلسطينية توجد اليوم في الضفة الغربية. وفي موضوع الأسرى، دعا يسرائيل زيف، وهو رئيس سابق لشعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، إلى عدم مواصلة العمل مثل "فيل في متجر خزف"، وإلا سيؤدي ذلك إلى "إحضار الأسرى في توابيت". ومن جهته، اتهم اللواء احتياط غيورا آيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي سابقا، رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو باللعب في موضوع المفاوضات مع المقاومة الفلسطينية في غزة. وقال إنه قبل 5 أشهر كانت هناك فرصة مطروحة على الطاولة، "مقترح بسيط جدا: إعادة كل المخطوفين خلال جدول زمني قصير مقابل إنهاء الحرب، لكن إسرائيل رفضته". وأضاف "لدينا أكذوبة فظيعة يكررونها منذ 9 أشهر، وهي أن الضغط العسكري فقط سيعيد المخطوفين ويحقق أهداف الحرب". واستبعد اللواء الإسرائيلي أن تنجح الصفقة التي يدور الحديث عنها الآن، وقال "إن إسرائيل لن تستعيد كل الأسرى، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لن تحقق نهاية للحرب". وفي السياق نفسه، يرى مراسل الشؤون العسكرية في قناة 12 أن المطلوب حاليا هو "قيادة شجاعة لاتخاذ القرارات بأثمان باهظة.. فلا مزيد من الوقت لدى المخطوفين.. إنهم يتلاشون في الأنفاق". وذكر أن نتنياهو يهدد بنسف المفاوضات الجارية، بسبب إصراره على مواصلة الحرب على غزة، وعدم الانسحاب من محوري نتساريم وفيلادلفيا وسط القطاع وجنوبه. الاحتلال يواصل عدوانه على جنين واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، عدوانها على مدينة جنين ومخيمها لليوم الثامن على التوالي، وهو الأوسع منذ عام 2002 في شمال الضفة الغربية. وأسفر العدوان الذي بدأ، يوم الأربعاء الماضي، عن استشهاد 19 فلسطينيا، وإصابة واعتقال العشرات، إضافة إلى تدمير واسع بممتلكات المواطنين والمرافق العامة والخاصة والبنية التحتية بما فيها شبكتا المياه والكهرباء. وصباح أمس، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية عبر حاجز الجلمة باتجاه المدينة ومخيمها، فيما واصلت آلياتها حصار مستشفى جنين الحكومي، وإغلاق الشوارع الواصلة إلى مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، وإعاقة عمل الطواقم الطبية ومركبات الإسعاف. ومنذ الثامن والعشرين من أغسطس الماضي، بدأت قوات الاحتلال عدوانا على الضفة الغربية، خاصة شمالها، ما أسفر عن استشهاد 34 مواطنا، بينهم 19 في مدينة جنين، و8 في طولكرم، و4 في طوباس، و3 في الخليل، ما يرفع حصيلة الشهداء في الضفة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 685. ارتفاع حصيلة العدوان إلى أكثر من 40819 شهيداً و94291 إصابة (أ ف ب) مسن يحمل العلم الفلسطيني أمام جرافة للاحتلال في طولكرم (رويترز)