عَشقت القراءة، ومنها تسلّلت إلى دنيا الصحافة، التي قادتي نحو عوالم «التواصل»، والتي رغم تخصصي الجامعي العلمي؛ إلا أن حُبي للإعلام والتواصل جعلني أغيّر مساري الوظيفي! وأعود من جديد لمقاعد الدراسات العليا، لأتسلح بالتأهيل العلمي، معززاً الخبرة التراكمية. أغرمت بالتواصل وتطبيقاته، حتى أمسى محور حياتي وغاية أهدافي، وكنت دوماً ما أسئل لماذا أحببت التواصل؟ وبالذات «التواصل الاستراتيجي»؟ هنا أُلخص بعض الأسباب والمميزات، لعلي أكسب رفقاء جُدد، في مجالٍ لا يتوقف عن التطوّر والتقدم إلى الأمام: «التخطيط والتحليل»: يتطلب «التواصل الاستراتيجي» تخطيطاً دقيقاً وتحليلاً معمقاً، لفهم الجمهور والقنوات وتحديد الرسائل، حتى تستطيع تحقيق أهدافك، وهو ما يتوافق مع اهتماماتي، فإذا كنت تستمتع بالتحليل وبناء الاستراتيجيات والخطط، فحتماً هذا مكانك. «الإبداع»: تجمع ممارسة «التواصل» بين الجانب الإبداعي في صياغة الرسائل والقصص، وبين الجانب الاستراتيجي في إيصال هذه الرسائل بطريقة تحقق التأثير المنشود. إذا كنت تستمتع بالكتابة الإبداعية المرتبطة بالأهداف الاستراتيجية؛ سيكون هذا المجال مثالياً لك. «حل المشكلات»: يتيح «التواصل الاستراتيجي» الفرصة لحل التحديات المؤسسية من خلال تحسين التواصل الداخلي والخارجي. عبر تقديم المبادرات المبتكرة والحلول الاتصالية، وبالتأكيد يلعب تأهيلك المعرفي وشغفك التواصلي دوراً في نجاح تلكم المبادرات والحلول. «التأثير الواسع»: يمنحك التواصل -وبالذات الاستراتيجي منه-؛ القدرة على التأثير في سلوكيات وتصورات الجمهور، سواء كانوا داخل المنظمة أو عملاء خارجيين. هذا التأثير يعززّ نجاحات المنظمة، وبالتأكيد يُمكن استخدامه على مستواك الشخصي، وسوف تلمس نتائج أعظم مما تتصور. «التفاعل مع الجمهور»: يتيح فرصة فهم الجمهور بعمق، والتفاعل معه بشكل مؤثر، مما يساعد على بناء علاقات قوية ومستدامة مع أصحاب المصلحة. «دور محوري في نجاح الأفراد والمنظمات»: التواصل الاستراتيجي عنصرٌ أساسي في بناء سمعة الفرد والمؤسسة، وبالذات تحقيق الأهداف طويلة المدى، وبالتأكيد معرفة أنك تلعب دوراً حيوياً في نجاح منظمتك يمنحك ثقةً بالنفس ودافعاً لتطوير شغفك التواصلي. «التجدد» إحدى ميزات التواصل عدم توقف مسيرة التطوير، فنظريات التواصل والتأثير دوماً تتجدد، وأدوات التواصل من قنوات ومنصات وقوالب وغيرها تُسابق الزمن، بل أضحت أحد وسائل تطوّر المجتمعات، كما هي ثورة «منصات التواصل الاجتماعي». «سِعة وتنوّع» التواصل ليس محصوراً في مجال مهني ضيق، كما هي أغلب التخصصات، فاليوم قد تعمل تواصلاً في المجال الصحي، وغداً في الميدان الرياضي، وبعده في منظومة السفر والسياحة، ناهيك عن تعدد التخصصات الفرعية للتواصل، وهذه بالطبع يُفسح المجال للتغيير والتطوير، واكتساب الخبرات المتنوعة، والأهم تعدد وتنوع الفرص. ختاماً.. روعة «التواصل الاستراتيجي» تكمُن في جمعه للتحليل والإبداع والتأثير في آن واحد، مما يجعله مساراً ليس مشوقا فقط، بل متخماً بالتحديات! وبالطبع النجاحات.. وبعد هل أحببت التواصل كما أفعل؟