كيف يتمكن الكاتب أو المبدع الذي يقدم نصاً مختلفاً، من تقديم نصه بلغة دالة، وذات رموز تستبطن تعدد المعنى أو الفهم لدى المتلقي، هذا الأمر يحتمل درجات من الرموز التي تقدم عبر كلمات دالة، وهي في ذات الوقت يمكن أن تكون منفتحة على العديد من التأويلات، لهذا نجد باحثاً مثل الناقد الإيطالي "أومبرتو إكو" يؤكد في كتابه: "الأثر المفتوح" أنه: "كلما كان النص منفتحاً على تأويلات أكثر كلما كان أكثر إبداعاً"، والعكس صحيح. لكنني أود أن أشير هنا، أن الكاتب المحترف ينبغي أن يكون قادراً على تقديم نصاً ليس موغلاً في الغموض، لكون أنه كلما كان النص منفتحاً على تأويلات متعددة هذا يعني أنه بحاجة إلى العمق مع التبسيط، ما يمكن أن نسميه: السهل الممتنع، حيث إن هناك نوصاً عميقة جداً يصعب تفكيكها، أو تفكيك رموزها من قبل المتلقي، لكونها تحمل كلمات عميقه، وذات دلالات لا يستطيع أي متلق على التعاطي معها، وهنا يتحول النص إلى "نص غامض نخبوي التلقي"، وهذا فخ جديد نجده موجوداً لدى كتاب معروفين، هم نخبويون فيما يقدمون عبر لغتهم الشعرية العميقة، التي تستخدم كلمات موغلة في العمق. كي لا أطيل، دعوني فقط أشير إلى الحالة السردية التي تأخذ جانب الكلمات واللغة فيما يخص الرموز الدالة، وكذلك الأحداث والمواقف السردية التي يمكن لها أن تأخذ هي الأخرى دلالات عديدة من حيث التأويل، وهنا تكمن الصعوبة، والقدرة الإبداعي التي قلما تتوفر لكاتب من كتابنا، موجودة فقط لدى كتاب بعينهم، وهنا نماذج لكتاب سعوديين تمكنوا من تحقيق هذه المعادلة، ولعله من الصعب عليّ أن أورد شواهد هنا، نظراً لضيق المساحة، لكن ربما أقدمها لاحقاً على شكل مبحث مصغر "إن شاء الله".