«النص كُم» لا تعني الإساءة بقدر ما هي موضة فصل الصيف التي تساعد على التعايش مع الأجواء الحارة والتعايش جزء من التكيف الذي يجب أن تعتاد عليه وأنت تتابع دورينا وتشاهد كيف تدار القرارات في أروقة إداراته ولجانه وحتى لا ندخل في نفق «إش تقصد»، يجب أن نتجاوز الحديث عن كل ما يعرفه المشجع، ونتجه للحديث عما يرفضه الاحتراف. في القانون العقد شريعة المتعاقدين، وبناءً عليه فالأندية لها حرية اختيار اللاعبين وبيعهم وإعارتهم وإيقافهم وفق القوانين الدولية، فهي التي تضخ الملايين وتجتهد لتحقيق البطولات وتقع تحت وطأت الحسابات لكن ما سبق لا ينطبق على دورينا، فلا الإدارات تضخ الملايين ولا إداراتها تتحمل مسؤولية القرارات؛ لأنها ببساطة تعمل لتظهر وتظهر لتتصور وتتصور لتطرز ال CV بهذه المرحلة الرياضية الفاشلة غالباًهذا يجعلنا نتوجه للحديث لمن يملك زمام الأمور وريموت المشهد، لعلنا نحظى بإعجابه ونجد معه منصباً يساعدنا على تأمين مستقبلنا. قبل سنوات تم ابتعاث نخبة من اللاعبين للّعب ضمن صفوف الأندية الأوروبية مع التكفل برواتبهم وفرضهم على التشكيلة في بضع لقاءات، في تجربة فاشلة لم تنتج لنا شيئاً، لكنها جديرة بالذكر، اليوم نجد أن فرصة احتراف اللاعبين أصبحت واردة، والعروض ظاهرة، وإمكانية التسويق متاحة فسعود يملك عرضين أوروبيين ويملك الجاهزية للتألق، وفكرة فرض خروجه هي فكرة ضد الاحتراف وحفظ حقوق ناديه الذي يرفض ذلك، لكنها ليست غريبة على دورينا، فنحن نسير بلا أنظمة واضحة ولا نعترف بتطبيق قوانين الاحتراف، فما المانع من كسر عقد اللاعب وإجبار ناديه المملوك للصندوق على قبول انتقاله تقديماً للمصلحة الكبرى «تسويق اللاعب السعودي». سعود اليوم مع الهلال يدخل في نفق الصراع مما انعكس على مستواه وانضباطه وتأديته للتمارين وهذا ليس من الاحترافية في شيء «لكنها العقلية المحلية التي يحظى بها لاعبونا»، وفكرة خروجه ستكون فرصة لأن نفتح باب التجربة والتألق ونعيد اللاعب للتوهج بدلاً من حرقه وبقائه بعيداً عن التشكيل طوال الموسم. تقليص قائمة اللاعبين ل 25 لاعبا انعكست على اللاعب المحلي وجعلت فكرة استمراره في الأندية الكبرى صعبة، وإمكانية توجهه لدوري يلو الذي سيصبح مأوى اللاعب المحلي وحضنه المظلم واردة، وهذا سبب إضافي لدعم فكرة انتقال اللاعبين لأوروبا بدلاً من بقائهم وقتل موهبتهم ثم دفنها. الحديث عن سعود ينطبق على فيصل ومروان والبريكان الذين يجدون اهتماما من النادي البلجيكي المملوك للأمير عبدالله بن مساعد والذي يرى البعض كما يرون عن سعود أنها عبارة عن كبري بشكل آخر ومؤامرة مكتملة الأركان، لكن حين ننظر لنجومية اللاعبين وصغر سنهم وإمكانية نجاحهم، فإن فتح هذا الباب وما له من إيجابيات يستحق أن نتخطى لأجله العاطفة والأنظمة ونكسر العقود ونتجاوز مصالح الأندية ونقدم المصلحة الوطنية عليها ونعمل للمستقبل مع حفظ حقوق الأندية بضمانات عودة لاعبيها لها إذا رغبت بذلك لأن الهدف أسمى وأكبر. فكما أن دورينا لديه خصوصيته في الدعم وتملك الأندية والسيطرة عليها وعدم وضوح مداخيلها ونفقاتها وعشوائية كوادرها وغياب محاسبة الفاشل فيها، وغياب النظام والقوانين في كثير من لوائحها وعشوائية جدولة دوريها، فلا مانع أن يضاف لهذه العشوائيات إلزام الأندية العروض الاحترافية الأوروبية، فقد نحظى بقرار عشوائي غير مدروس مليء بالاحترافية والتنظيم ويتجاوز بجودته العديد من الخطط المدروسة والاستراتيجيات المرسومة على أوراق الفشل. عماد الحمراني