لا جديد، خسر النصر وفاز الهلال، وواصل الزعيم فرض سيطرته على مباريات الديربي وسطوة تحقيق البطولات أمام منافسه التقليدي النصر وتحديداً في الموسمين الأخيرين، وأثبت الهلال أنه الفريق الأقوى بلا منازع بسيطرة مطلقة على كافة الألقاب والبطولات المحلية، ومن يريد منافسته فعليه أن يفعل المستحيل من أجل ذلك. تفوق الهلال لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج عمل منظم بدأ منذ سنوات وليس وليد اللحظة أو بمحض الصدفة والنظام الذي يسير عليه الهلاليون جعل فريقهم يحصد الألقاب والبطولات بطولة تلو الأخرى، وأثبت الهلال بأنه النادي القادر على التكيف مع كل مرحلة تغيير وتحول وأنه القادر في أي لحظة على حصد البطولات حتى وإن كان في أسوأ ظروفه. ولذلك، عندما يسأل أحدهم لماذا الهلال دائماً فوق في القمة وينفرد بصدارة البطولات المحلية، ففتش في السبب الرئيس والمتمثل في أن الهلاليين يجتمعون على حب الكيان الهلالي ويضعونه دائماً في مقدمة اهتماماتهم وإن اختلفوا في الغرف المغلقة تظل اختلافاتهم داخل تلك الغرف والأهم لديهم مصلحة الكيان واستقراره واستمراره في حصد المنجزات. الهلال باختصار متميز في كل شي، في مؤسسه عبد الرحمن بن سعيد -رحمه الله-، وفي الإدارات التي تعاقبت عليه، وفي شخصياته الشرفية التي تعشق ناديها حتى النخاع، والمدرج الفخم مدرج الزعيم، وفي اللاعبين الذين تدرجوا في الفئات السنية حتى أصبحوا نجوماً لناديهم والكرة السعودية، أو اللاعبين الذين انتقلوا من أندية أخرى، وكل ذلك جعل من الهلال فريقًا نموذجيًا. أما الخاسر في مواجهة السوبر النصر، فكما توقعت فقد بدأت الأمور تتجه نحو إجراء غربلة شاملة داخل الفريق قد تشمل الجهاز الفني بقيادة كاسترو وعدد من اللاعبين بينهم أسماء كبيرة ومؤثرة منهم سعوديين وغير سعوديين، وإن كنت أرى أن النصر بحاجة إلى تغيير فكر أيضاً، فالطريقة التي يدار بها النادي منذ سنوات طويلة لن تجعله يتقدم خطوة للأمام. لا أقول ذلك مبالغاً، بل واقعاً في ظل ما أراه من النصراويين الذين يحتاجون إلى التخلي عن كل ما هو مؤامرة ضد ناديهم فيكون سبباً للإخفاق في تحقيق البطولات والإنجازات، أو حتى في تلقيه الخسائر من منافسه التقليدي الهلال، أو الإخفاقات التي ترمى أما في ملعب التحكيم أو اللجان. وليس عيباً أن يعترف النصراويون أن الهلال أفضل منهم بمراحل، وأن أول خطوة ليبدأ النصر في منافسة الهلال على البطولات أن يجعله نموذجًا يحتذى به ويستنسخوا تجربة جارهم التي جعلت منه بطلًا في كثير من البطولات سواء محلية أو خارجية. إقالة كاسترو وتسريح ماني أو تاليسكا أو حتى رونالدو لن تكون وحدها الحل للنصر، فالعمل الذي تحتاجه الإدارة كبير والعمل على معالجة سلبيات سنوات مضت تحتاج إلى جهد كبير من كل عاشق ومحب للكيان النصراوي، والغربلة إن تمت على مستوى اللاعبين المحليين والأجانب ستكون قرارًا شجاعًا والأهم أن يتوفر البديل الجاهز. نقطة آخر السطر: تفاؤل شبابي بما يقدمه النجم المغربي عبد الرزاق حمدالله مع فريقهم حتى الآن وينتظرون انطلاقة الموسم ليترجم تميزه في فترة التجربة إلى أداء مميز في المباريات الرسمية، وهذا هو ما يميز حمدالله الذي يعشق كرة القدم بجنون ويعطيها حقها من الاهتمام فكرًا ولياقة وأداء.