مما لا شك فيه أن تقنية الذكاء الاصطناعي التي ظهرت مؤخرًا، رغم مساوئها العديدة، تمتلك العديد من الإيجابيات التي يمكن أن تكون مفيدة للغاية إذا وُضعت في مسارها الصحيح وتم استخدامها بشكل أمثل. في مقال سابق كتبته منذ زمن بعيد، حذرت من مخاطر الاستخدام المفرط للتقنيات الحديثة، وكان هذا التحذير قبل ظهور تقنية الذكاء الاصطناعي. اليوم، وبعد انتشار هذه التقنية، أصبحت تلك المخاوف أكثر حدة، خاصة مع ما نشهده من تأثيرات سلبية ظهرت بشكل واضح على وسائل التواصل الاجتماعي. في هذا المقال، سأركز على أحد تلك المساوئ التي قد تؤدي في المستقبل القريب إلى تعطيل العقل عن التفكير وعرقلة الدماغ عن الإبداع. كتابة المقالات تحتاج إلى جهد فكري وإبداعي حقيقي، لكن مع الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، هناك خطر حقيقي يتمثل في إضعاف هذا النوع من الإبداع، رغم أن الذكاء الاصطناعي قد يضفي على النصوص جمالًا ورونقًا من نوع مختلف. على سبيل المثال، هذا المقال الذي تقرؤونه الآن تم صياغته باستخدام منصة ذكاء اصطناعي. والنتيجة، كما ترون، هو مقال متكامل من حيث الشكل، ولكنه يفتقر إلى الشعور بالانتماء والروح التي يمكن أن يضفيها إبداعي الشخصي ككاتب. أشعر بشيء من تأنيب الضمير تجاه هذا التصرف، خاصة في الوقت الجاري، لأن المقال ببساطة يظهر بوضوح الحاجة إلى الأصالة والإبداع الشخصي، وهذا ما يجعلني غير مرتاح تمامًا لهذا الاختيار. بالمناسبة حتى عنوان المقال كان من نصيب جهد الذكاء الاصطناعي ولا يد لي في اختياره.