تتعالى وتتداخل وتتزايد يومياً أصوات الدلالين من الرابعة فجراً، في مدينة التمور ببريدة، والتي تشهد هذه الأيام نشاطاً تجارياً ضخماً، تزامناً مع كرنفال بريدة للتمور والذي يستمر حتى 21 سبتمبر. وتنطلق أصوات الدلالين بشكل مباشر بعد صلاة الفجر وبشكل يومي حيث يصعد الدلالون على ظهور السيارات والشاحنات المتوقفة بساحة المزاد والمحملة بأكثر من 50 نوعاً من التمور المتنوعه. وتعد أصوات الدلالين الفجرية اعلان يومي متجدد لبداية نشاط تجاري ليوم جديد بالمدينة الضخمة ويتنافس الدلالين، للظفر بأكبر كعكة من السوق الموسمي بالتسويق على اكبر عدد ممكن من السيارات المحملة بكميات التمور. والتي تتجاوز 2000 سيارة يومياً تمثل بعضا من انتاج اكثر من 11 مليون نخلة بالقصيم، وغالباً ينطلق صوت الدلال ب لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم،فيما يفضل البعض البداية ب بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله فيما تتوحد بينهم غالباً "كم نقول- كم نقول" بعد افتتاحيتهم الصباحية. وتتعدد اساليب الدلالين التسويقية لجذب المتسوقين والتجار ورواد السوق فالبعض يعمد لترديد بعض العبارات الجاذبة وآخرون يعمدون لبعض الحركات اللافتة لمن يشاهدهم ويبذل الدلالون جهودا كبيرة في سبيل بقاء أصواتهم رنانة ومجلجلة في ارجاء الكرنفال فالبعض يحسن صوته ببعض المحسنات الطبيعية كاستخدام العسل والبعض يستخدم بعض المحسنات العشبية الطبيعية وأخرون يلجؤن لنصائح الأمهات والزوجات . ولا غرابة أن تكون قيمة الدلال خلال موسم التمور تتجاوز ال 90 الف ريال، فمهنة الدلال تحتاج رجل متمكن برفع وخفض الصوت ولفت انتباه المتسوقين .