"بكم نقول.. من يسوم.. بكم ذولي"، كلمات ما أن تدخل مدينة التمور ببريدة حتى تصل إلى مسامعك من قبل "الدلالين" بالسوق، بهدف تسويق المنتجات بملايين الريالات من خلال كميات البيع التي وصلت مرحلة كبرى وتاريخية. ولا تستغرب أثناء جولتك بمدينة التمور حين تشاهد حركات لا إرادية من قبل الدلالين وهم يعتلون "الوانيتات" المحملة بالتمور، وتجد معاوني "الدلالين" وهم ممسكون بإيدي المتسوقين خصوصاً تجار التمور لعرض أسعارهم عليهم، وعقد صفقات بيع معهم تدر ملايين الريالات. ويمتلك "الدلالون" بمدينة التمور عناصر ومميزات تجذب المتسوقين من خلال لفت الانتباه ببعض الكلمات، ورفع الصوت بشكل قوي، وسرعة البديهة في التعامل مع أية زيادة في السعر في المزاد تأتي من قبل المتسوقين. ويشير "الدلال" إبراهيم الدخيّل إلى أن "الدلال" لكي يكون ناجحاً يجب أن تتوافر فيه صفات وعناصر مهمة، منها: الأمانة وهي تعتبر جانبا مهما للدلالين، وإجادة التواصل مع عملائه وتوطيد العلاقة معهم، مضيفاً أن هناك نوعين من الدلالين بمدينة التمور، الأول يستخدم رفع الصوت بشكل عال للفت الانتباه خلال المزاد، والآخر يستخدم الطريقة التقليدية القديمة وهي اقتصار الصوت على المتواجدين حول التمور المعروضة للمزاد، إضافة إلى وجود دلالين من القدامى يلتزم بالوقت المحدد للمزاد بعد صلاة الفجر، إلا أنه في الآونه الأخيرة ظهر جيل جديد من الدلالين لا يمانعون في الحضور أي وقت سواء بعد صلاة الفجر أو العصر أو بعد صلاة التراويح. وبيّن الدخيّل أن عمل "الدلالين" لا يخلو من السلبيات من أهمها تأجيل تحصيل قيمة ما بيع من التمور بعد المزاد، مما يجعل الدلال يعيش في دوامة المماطلة من قبل العميل، خصوصاً إذا كان عميلاً جديداً بسوق التمور. وذكرت مصادر من داخل مدينة التمور أن عدد الدلالين المميزين بالسوق 13 دلالا يتبع كل دلال 100 شخص إضافي تتوزع مهامهم ما بين تسجيل الفواتير والتحصيل والمتابعة. من جانبه، ذكر فهد الشايع "مسؤول مشتريات بإحدى شركات التمور" أنه يأتي إلى السوق بشكل يومي بهدف التركيز هذه الأيام على شراء النوع الفاخر من التمور، مشيراً إلى أن الدلالين خلال السنوات الثلاث شهدوا تطوراً ملحوظاً من ناحية قلة الغش، وجودة التمور المعروضة بالمزاد، إضافة إلى التزام الدلالين بالمسارات المحددة لهم بمدينة التمور.