هذه ليست عبارة تُطلقها العاطفة، بل هي حقيقة واقعة تدور في حلَقات خبراء التسويق وحوارات سادة الاتصال، وهي صاعقة يخشاها كل من يتسكّعون على الشبكات الاجتماعية ويقتاتون على التناقضات ويبنون شهرتهم على حدّ السكين. وعلى المستوى الإعلامي -كما هو معلوم- فالمؤسسات التجارية السعودية تملك اليوم قلب وناصية الإعلام العربي، والسعوديون هم سادة المشهد الإلكتروني، وهم من يشكّلون توجّهات الإعلام الرقمي دون جدال. على المستوى السياسي، والاقتصادي، تحقّق "الدولة" السعودية قفزات كبرى في تنويع الاقتصاد، والتأثير العالمي فهي عضو نادي العشرين الأقوى اقتصادًا في العالم، ولها ثقلها العربي والإسلامي بحكم تاريخها وواقعها وموقعها. ولا حاجة لتكرار الحقائق فالواقع الروحي والتاريخي والاقتصادي والثقافي للمملكة العربية السعودية يفرض حضوره فضلًا عن هذه المساحة الهائلة والثراء السكاني المتدفق بحيوية الشباب في كل ميدان. سيكون من الحمق لأي كيان أن يصوّب أسلحته الإعلامية، ويوجّه من يستأجرهم للنيل من السعوديين. وهو حين يقرّر ذلك تحت إغراء مُرْتَزِقَة، أو تحت ضغط أماني نفس أمّارة بكل حماقة، سيكتشف بعد فوات الأوان أن المال والتيوس المستعارة لا يمكن أن يصنعا مجدًا لمن سوّل له وهم القوة أو عقدة الدور. هذا المنتفخ المسكين لو ابتعد قليلًا عن ضوء الشمعة وهو يسير في الظلام لعرف بنفسه أن تضخّم حجمه لا يأتي إلا مع ظلال الشمعة وسيرى حقيقة حجمه ويحتقر ذاته حين تشرق الشمس. وحتى لو وجد من يضع نفسه في مواجهة السعوديين سنداً من خَصْم ندّ للسعودية وللسعوديين، فالتعيس هذا لا يعلم أن الأنداد يستخدمون أمثاله (من الباحثين عن مكان أو مكانه خارج مجالس الكرام) كأوراق تفاوض، وكباش فداء رخيصة. وحين تجتمع مصالح الأنداد ويتّفقون ترى بينهم شراذم الحمقى وهم شهود ولا يُستأذنون. ولهذا نقول -مرةً تلو المرة- لمن يرون أنفسهم في مرتبة خصوم السعودية، احذروا غضب السعوديين.. وإن لم تعتبروا من الحاضر، فاقرؤوا التاريخ القريب والبعيد، وإن لم تستوعبوا الدرس بعد كل هذا فستكونوا قريبًا درسًا مجانيًا يكتبه العقلاء للحمقى في أحقر صفحات التاريخ. نعم.. لم يفت الوقت بعد فحاسبوا قبل أن تُحاسبوا أيها المتململون من همّة وطن، ووثبة شعب، واعلموا أن السعوديين لا يعتدون ولا يتجاوزون ولكنهم نشؤوا وهم يردّدون حال غضبهم "ونجهل فوق جهل الجاهلينا" مستحضرين حكمة جدهم الأعلى "عمرو بن كلثوم" في النزال ويؤكدون معه كيف يشربون الماء صفوًا، وكيف يسقون خصمهم كدرًا وطينًا. وختاماً؛ يقول معنى حكمة تتردّد في سماء جزيرة العرب إنه إذا ما اختار خَصْم ما المواجهة، وتمترس في حلقة خارج دوائر "القرابة" فعليه أن يعلم أن "حرب البعيد" توحّد صفوف السعوديين، وسيتوجب عليه أن يستعد ليس للمواجهة، فالسعوديون يعتنون جيداً بمستوى خصومهم قدر عنايتهم بجودة أصدقائهم. أيها الخصوم ادخلوا من باب القربى آمنين.. أما إذا اخترتم باب الخصومة والعناد فكل سعودي يقول: دون بلادنا خرط القتاد. * قال ومضى: لا تشعل النار.. فأول زادها ذاك الذي جلب الحطب.