ما أشبه الليلة بالبارحة هو أصدق تعبير يصف حال الشباب اليوم بعد اختتام معسكره الإعدادي الخارجي الذي أقيم في جزيرة تينيريفي الإسبانية استعداداً للموسم الرياضي الجديد الذي سينطلق بالنسبة "لليوث" الأسبوع المقبل بمواجهة الاتفاق دوريا في الجولة الأول من دوري روشن للمحترفين. الشباب الذي أنهى موسمه الماضي في المركز الثامن بعد سلسلة تعثرات وتذبذب كبير في النتائج لا يليق ب"شيخ الأندية" عاد مجدداً للتحضير للموسم الرياضي الجديد ولكن هذا التحضير يشابه في صورته، شباب الموسم الماضي من ناحية ضعف العناصر وقلتها تارة وشح الموارد وقلة الصفقات تارة أخرى. وعلى الرغم من اختيار إسبانيا واجهة كرة القدم في العصر الحديث، وتحديداً ذلك المنتجع الرياضي الضخم الذي قضى فيه "الليوث" ثلاثة أسابيع كاملة ما بين تدريبات لياقية وفنية ومباريات ودية، إلا أن هذا الإعدادي الذي عمل في أجواء صحية رائعة، إلا أن النقص العددي الكبير في صفوف "أبيض" العاصمة يكاد يجعل هذا الاستعداد أشبه بعديم الفائدة كون الشباب يرغب في تجديد فريقه بشكل كبير مما يعني رحيل أسماء واستقطاب أخرى في محاولة لإعادة الحياة والوهج للنادي الكبير، الذي فقدها في الفترة الماضية. الشباب الذي فقد عددا كبيرا من ركائزه الأساسية بناء على قرار تقليص القوائم من 30 لاعباً إلى 25 لاعباً وزيادة عدد اللاعبين غير السعوديين، بات في مأزق كبير والدوري على بعد أمتار بسيطة من البداية، خاصة بعد إعلان لجنة الاستقطابات عدم وجود ميزانيات للتعاقدات للموسم الجديد. غادر الشباب في هذه الصيفية عدد من اللاعبين أبرزهم حسين القحطاني الذي انتقل إلى القادسية بعد نهاية عقده مع الشباب وعدم وصوله إلى اتفاق للتجديد، والحال ينطبق على المدافع البرازيلي إياغو سانتوس، والجناح الأيمن عبدالله الجوعي مروراً بحارس المرمى فواز القرني، بينما باعت إدارة الشباب عقود كل من لاعب منتصف الميدان رياض شراحيلي لصالح نادي نيوم بالإضافة إلى الكرواتي إيفان راكيتيتش الذي انتقل إلى دوري بلاده بعد ستة أشهر فقط مع الشباب، والمدافع سعيد الربيعي الذي انتقل إلى الأخدود بعد نجاح تجربة الإعارة التي خاضها معهم الموسم الماضي. وبالعودة لمعسكر تينيريفي خاض الشباب هناك ثلاث مباريات ودية فقط مع فريقين اثنين إذ كانت البداية مع فريق الجزيرة تينريفي الإسباني وخسرها الشباب بهدفين دون رد، وهذه الودية كانت بعد أسبوع واحد فقط من بداية المعسكر، الودية الثانية كانت مع لاس بالماس الإسباني وخسرها الشباب أيضاً بنتيجة 1-2 سجل هدف الشباب يومها قائد الفريق البلجيكي يانيك كاراسكو بصناعة المهاجم الجديد عبدالرزاق حمدالله، أما ثالث الوديات فكان من المقرر أن يواجه فيها الشباب فريق فالنسيا الإسباني لكن الجهاز الفني بفريق الشباب بقيادة البرتغالي فيتور بيريرا فضل استبدالها بفريق أقل لعدم جاهزية الفريق الفنية وعدم اكتمال عناصره، فوقع الاختيار على فريق سانتا كارلا البرتغالي لكن الأخير لم يستطع الحضور إلى مقر معسكر الشباب نظراً لظروف الطيران فاستبدل الفريق وواجه الشباب فريق تينيريفي الإسباني مرة أخرى وتعادل الفريقان بنتيجة 3-3 سجل أهداف الشباب يومها هارون كمارا وكاراسكو وجوانكا. انتهى المعسكر الشبابي الخارجي وعادت بعثة الفريق إلى العاصمة الرياض بثلاث صفقات جديدة حتى الآن الأولى المهاجم هارون كمارا الذي سبق أن لعب بشعارات القادسية والاتحاد والاتفاق ومثل المنتخب الأول أيضاً، ثم تعاقد الشباب مع المهاجم المغربي عبدالرزاق حمدالله بعد تجربتين ناجحتين مع النصر أولاً والاتحاد ثانياً، وثالث الصفقات صانع الألعاب الإيطالي جياكومو بونافينتورا الذي جاء للشباب وهو يحمل تاريخ كبير في الدوري الإيطالي مع الكبير ميلان وفيورنتينا وأتلانتا بالإضافة إلى المنتخب الإيطالي. يعاني الشباب من نقص كبير على مستوى العناصر خاصة قلوب الدفاع إذ تشهد قائمة الشباب الآن تواجد مدافع واحد فقط وهو نادر الشراري بعد رحيل كل من المغربي رومان سايس والبرازيلي إياغو سانتوس وتعاني أكثر من خانة أخرى من النقص العددي مثل منتصف الميدان والظهير الأيمن وحارس المرمى إضافة إلى الجناح الأيمن، كل ذلك قبل أسبوع واحد فقط من بداية الدوري، فماذا سيفعل الشباب؟!