البدايات هي محاولات للتجديد والسطوع وصنع أشياء مختلفة، هي التخلص من عبء الفشل، وعطب الهزيمة، والنهوض بعد كل خيبة، البدايات هي الاستمرار رغم وجع النهايات. كل بداية لابد أن تحمل في داخلها وهجًا وحكايةً طرية،لابد أن تمتلك نَفَسًا طويلاً وعميقًا،لابد أن تكون صافية وخالية من الخدوش. يقول أفلاطون (البداية هي أهم جزء في العمل). لذا تعتبر البدايات ركيزة أساسية في حياتنا، وفي طموحاتنا وفي أحلامنا، تمنحنا بريقًا وشغفًا لذيذًا، وتُحيلنا نحو المسار الصحيح، وتجعلنا نملك القدرة على ترتيب اتجاهاتنا مجددًا، البداية انتزاع للظلام وسيادة تامة للضوء، وشروع حقيقي للتغيير. بداية اليوم، بداية العام، بداية العمل، بداية العلاقات كلها أشياء مثيرة لتجديد الروح، ولخلق أيام مختلفة، ولتجاوز كل النهايات المؤذية، فعدم وصولنا لما نريد لا يعني السقوط أو التوقف أو الاكتفاء، فالنهاية التي لا تناسبنا قد تصيبنا بالإحباط وتهدر الكثير من طاقتنا لأن النفس البشرية توَّاقة لامتلاك ما تريد وشغوفة للوصول لأحلامها، ولكن لابد أن نتيقن أن النهايات المحبطة ليست إلا رسالة تشير إلى أن الطريق لم يكن لنا، وأن الوِجهة كانت خاطئة، رسالة تحثنا على البحث عن البدايات مجددًا، تحثنا على معالجة الأخطاء والإشراق من مكانٍ آخر، تحثنا على تجاهل خسائرنا، والسمو بأحلامنا الجديدة. بعد عدة أيام ستكون بداية العام الدراسي الجديد، وهي بداية تعيد الاتزان للناس والبيوت والأحلام أيضًا هي محاولة جميلة لوضع الأهداف وتحقيقها، وتجاوز كل التفاصيل التي تعثرنا بها، عامٌ جديد يعني بداية جديدة يعني مؤشر للانطلاق والنجاح، والمحاولات الجادة على التصالح مع الخيبات، فنحن لا نُدفن مع النهايات التعيسة بل نبحث عن البدايات النقية التي تمنحنا مساحة واسعة للتفكير والإصلاح، والإبداع، البدايات التي تمنحنا القدرة على ممارسة أعمالنا وأحلامنا دون ملوثات قديمة، البدايات تجديد نفسي وعقلي وجسدي، وهي الفرصة التي أودعها الله لنا لإكمال الحياة، وتجاوز معيقات الطريق، هي الضوء الذي يتكاثر على قارعة أرواحنا ويمنحنا حق الاستمرار.