تعزز مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأميركية كامالا هاريس جهودها لحشد تأييد أعضاء النقابات العمالية في الولايات المتأرجحة وراء معسكر الحزب الديمقراطي - وهذه المرة مع حاكم مينيسوتا تيم والز، الذي أعلنت هاريس اختياره مرشحاً لمنصب نائب الرئيس على بطاقة الحزب الديمقراطى. وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء الأربعاء أن المرشحين الديمقراطيين سيشاركان في فعاليات انتخابية في ويسكونسن وميتشغان، ومتوقع أن ينضم لهما شاون فاين رئيس نقابة " يونايتد اوتو" للعاملين في قطاع صناعة السيارات في ديترويت. وتأتي مشاركة فاين بعد أسبوع من إعلان الاتحاد، الذي كان يدعم الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أن ينسحب من السباق الرئاسي، عن دعمه لهاريس. وتمثل الولايات التي تزورها هاريس ووالز، بجانب بنسلفانيا، ويطلق عليها الجدار الأزرق الديمقراطي، أهمية لآمال الحزب بالفوز في السباق الرئاسي. من جهته يرى المحلل الأميركي روبرت كيلي أن وصف دونالد ترمب وأتباعه للإخفاقات المزعومة لنائبة الرئيس هاريس فيما يتعلق بأمن الحدود هو مزيج من الجهل المتعمد وسوء النية. وغالبا ما يردد براندون جود، رئيس المجلس الوطني لدوريات الحدود الأميركية، والذي يفتح المجال أحيانا للرئيس السابق في بعض من اجتماعاته الانتخابية، الأكاذيب العديدة وأنصاف الحقائق حول الحدود. ويبدو أن "جود" مهتم أكثر بترديد عقيدة ترمب بشأن أمن الحدود أكثر مما يهتم بأن يخدم كقائد يتمتع بالنزاهة التي يستحقها رجال ونساء إدارة الجمارك وحماية الحدود. ويقول كيلي، النائب السابق لمساعد وزير الدفاع لشؤون مكافحة المخدرات والنائب السابق لرئيس لجنة الحدود الحكومية في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأميركية، إنه على عكس ترمب وأتباعه، أدركت إدارة الرئيس جو بايدن وهاريس منذ فترة طويلة إنه بغض النظر عن الحواجز المادية أو القانونية التي يتم تشييدها باسم أمن الحدود، سوف يستمر المهاجرون في طلب اللجوء في الولاياتالمتحدة طالما أن الأوضاع في أوطانهم لا يمكن تحملها. وقد كلف الرئيس بايدن، بحكمة، نائبته هاريس بقيادة جهود دبلوماسية للمساعدة في خفض الجريمة والعنف والفقر والفساد في تلك الدول المسؤولة عن النسبة الأكبر من المهاجرين، وقد حققت تقدماً كبيراً. ويرى كيلي أنه في الوقت الذي كان كان يبدي فيه الجمهوريون إعجابهم ب"الجدار"، ويلتقطون الصور وهم وقوف أمامه ، كانت كامالا هاريس تقوم فيما وراء الكواليس بالدبلوماسية الصعبة والتي تستغرق وقتا طويلا والمحبطة ومن خلال العمل مع دول المثلث الشمالي، بأمريكا الوسطى، تمكنت هاريس من اجتذاب مساعدة أكثر من 50 شركة أميركية استثمرت خمسة مليارات دولار في تلك الدول. وفي أعقاب ذلك، انخفضت الهجرة من الدول المستهدفة بما يتراوح بين 50 و60 %. ولن تتحسن الأوضاع في دول المثلث الشمالي بين عشية وضحاها. والمطلوب هو جهد دولي طويل المدى للقضاء على تلك العوامل التي تدفع المواطنين اليائسين إلى الفرار من أوطانهم. ولحسن الحظ، تتفهم إدارة هاريس المستقبلية ذلك. وأشار كيلي إلى أن ترمب يستمتع بإلقاء اللوم على هاريس عما يؤكد أنها فوضى بالنسبة للحدود، وقال كيلي "أنا شخصياً أتفق مع أن هناك الكثير الذي يجب القيام به لتحسين الأوضاع غير المقبولة عند حدودنا". ومع ذلك فإن الحقائق هي أن إدارة بايدن وهاريس اتخذت خطوات مهمة في تحسين أمن الحدود حتى بدون الموارد الحيوية التي كان سيتم نشرها بموجب مشروع قانون الحدود الذي يؤيده الحزبان، وهي الموارد التي كانت ستحسن بشكل كبير القوة المعنية بحماية الحدود وفعالية إدارة الجمارك وحماية الحدود.