ثلاثة أسابيع بالتمام والكمال تفصلنا عن موعد انطلاقة دوري "روشن" السعودي للمحترفين في نسخة ينتظر أن تشكل امتداداً للنسخة التاريخية والاستثنائية التي كان عليها الدوري في الموسم الماضي، والتي انتزع الهلال لقبها بعد أن قدم واحداً من أعظم مواسمه التاريخية وحسم اللقب بفارق كبير عن أقرب منافسيه جاره النصر. لكن ثمة أمور لا تزال غير واضحة ولا مفهومة، فتحركات فرق الدوري باستثناء الصاعدين القادسية والخلود تعدان الأكثر وضوحاً بشكل نسبي، في وقت لا تزال الفرق تبحث عن عناصر جديدة، وهي التي تخوض معسكراتها الخارجية بأسماء جلها من الشباب أو من الأسماء التي بقيت معها من الموسم الماضي وسط نقص حاد في قوائم بعض الفرق. لا يوجد تفسير لهذا البرود في الاستعدادات للموسم الجديد إلا ذلك المتعلق بالقيود المتعلقة بالتعاقدات الأجنبية والمحلية والتي تفرضها لجنتا الاستقطابات والاستدامة المالية. أتفهم أن تفرض اللجنتان تلك القيود لمنع الهدر والتقليل منه قدر المستطاع، ففتح الباب على مصراعيه للأندية لتقرير تعاقداتها وأرقامها ومبالغها وفتراتها أمر أثبت فشله وعدم استدامته وانعكس على الرياضة السعودية بمئات القضايا والشكاوى وديون بمئات الملايين وأحياناً بالمليارات. في المقابل، فإن ضبط العمليات التعاقدية يمكن أن يتم من خلال تعزيز المرونة والتعامل مع عامل الوقت الذي يعد أمراً محورياً في أسواق الانتقالات، فالأندية واللاعبون خارج المملكة لن يكون من السهل بالنسبة لهم انتظار قرار لجنة الاستقطابات، وربما يجدون عروضاً توازي عروض الفرق السعودي ولكنها أكثر مرونة من الإجراءات، وهي طبيعة أسواق الانتقالات ذات التنافسية العالية جداً. أمام هذا المشهد، فالمؤكد أن كثيرا من الفرق ستبدأ الدوري بقوائم غير مكتملة، وهو ما أخشاه، إذ يؤثر ذلك كثيراً على شكل المسابقة وإثارتها التي يتوجب أن تكون في أعلى مستوياتها منذ اليوم الأول للبطولة. لذا فالأمر يتطلب عملاً مسؤولاً وسريعاً من قبل الأندية لحسم الصفقات المحلية والأجنبية، ودعماً مضاعفاً من قبل لجنتي الاستقطابات والاستدامة المالية مع عدم الإخلال بأهداف تلك اللجنتين، وأظن ذلك يمثل معادلة ليس من السهل تحقيقها وإن كانت قابلة للتحقيق على الرغم من قصر الوقت المتبقي قبل بداية الدوري.