انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة التلويح بالاستقالة من رؤساء أندية الشركات بطريقة غريبة تدعو للتساؤلات عن سبب انتشار هذه الظاهرة خاصة أن المرحلة الجديدة التي تشهدها الأندية في طريق الخصخصة تتطلب أن يكون الرئيس وأعضاء مجلس إدارته ملمين بتفاصيل الأمور. ولعل التساؤل الأهم هل الهدف من تقديم الاستقالة هو الضغط على صناع القرار في المشهد الرياضي اليوم وتحديداً صناع القرار في أندية الشركات والقائمين على برنامج الاستقطاب بهدف حصول الرؤساء على مبتغاهم من الصفقات والدعم اللازم؟ ثم يأتي التساؤل الآخر هل استوعب الرؤساء الذين لوحوا باستقالاتهم بصعوبة المرحلة ومتطلباتها ففضلوا الانسحاب بهدوء لتفادي أي ضغوطات جماهيرية وإعلامية خصوصاً لأولئك الذين مازالوا ينظرون إلى أن الأندية تدار بنفس الفكر القديم كقرار في يد شخص واحد وهو الرئيس وهو المتفرد بأمره. لؤي ناظر استوعب الموقف رغم النصائح التي وصلته قبل تنصيبه رئيساً، ولكنه تدارك الأمر سريعاً ثم جاءت أخبار عن عزم فهد بن نافل الاستقالة ثم تبعتها أنباء عن عزم رئيس النصر المنتخب مؤخراً إبراهيم المهيدب تقديم الاستقالة، وكأنها رسائل قد يفهمها الشخص الفطن بأنها أساليب ضغط من هؤلاء الرؤساء للحصول على مبتغاهم من صناع القرار في أنديتهم والدعم اللازم من برنامج الاستقطاب، التي سربت أنباء عن إيقاف الدعم لأندية النصر والهلال بعد أن استنفد الموسم الماضي. شخصياً قد أذهب مع اتجاه أن التلويح بالاستقالة هو أسلوب ضغط من قبل الرؤساء للحصول على مبتغاهم يساعدهم في ذلك دعم إعلامي وجماهيري، ومما لا شك فيه أن ما يحدث حالياً في أنديتنا هو جزء من مشروع التحول الرياضي، ولا أعتقد أن هناك تراجعاً في المضي قدماً نحو نجاح المشروع والذي يبدأ بالاهتمام بتفاصيل الحوكمة وصناعة القرار. حديثي تحديداً عن أندية الشركات الاتحاد والهلال والأهلي والنصر ورفع مستوى الوعي لدى المنتمين لتلك الأندية أن المرحلة الجديدة تتطلب التوافق معها بكل متطلباتها، وأن صناعة القرار لم تعد بيد الرئيس، بل هي بيد الإدارة التنفيذية التي تتقاضى ملايين الريالات من أجل إنجاح العمل وبالتالي فلا الرئيس التنفيذي ولا فريق العمل معه من الإدارة الرياضية والتجارية والخدمات المشتركة حضروا ليكونوا صورة في هذه المرحلة ويقبلوا بأن تدار الأمور بعيداً عن أصول العمل الإداري. مؤمن تماماً بأن التغيير قادم حتى على مستوى التفكير وتحديداً لدى الإعلام والجمهور اللذين يقودان صناعة التأثير في المشهد الرياضي من خلال نشاطهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وهنا يتطلب العمل الجاد من قبل القائمين على أندية الشركات لرفع مستوى الوعي لدى الإعلام والجمهور، وإن كنت أرى أن هناك جهات أخرى مطالبة بالاهتمام بالإعلام ووضع النهج المناسب للتكيف مع المرحلة الجديدة. وعلى رؤساء أندية الهلال والنصر والأهلي اللحاق بالاتحاد الذي يعتبر النادي الوحيد من بين الأندية الأربعة التي تكاد الصورة واضحة تجاهه وكيفية العمل الإداري الذي يقوم على الرئيس التنفيذي دومينغو والمدير الرياضي رامون وكلاهما يمتلكان صناعة القرار بشكل واضح بخلاف بقية الأندية الثلاثة. موسم ساخن يتطلب الاستعداد المبكر وأول خطوة في الاستعداد الابتعاد عن الأمور التي قد توثر في استقرار الأندية وسط الموسم واختلاق مشكلات قد تكون بسبب الوضع الإداري داخلها.