قال جلال الدين الرومي: نحن من طين، يوجعنا الأذى، يجرحنا صغير الشوك، يجبرنا لطف الله، الكثير من البشر إن صح القول إنهم بشر لا يبالون بكسر القلوب، فمن شأن كلمة تخرج في لحظة غضب أن تكسر قلباً وتترك وراءها جرحاً لا تداويه السنوات، وقد حذر رسول الله من ذلك بقوله: (وأعوذ بك من قهر الرجال) فما بالك بالنساء، معروفة هي المرأة برقتها ودقة مشاعرها حتى إنه قال عليه أفضل الصلاة والتسليم (رفقاً بالقوارير)، وقد شبهها بالقوارير؛ لأنها سهلة الكسر وصعبة الجبر، هل تعلم أن من شأن كسر القلوب والحزن العميق أن يؤديا للوفاة؟ قال طبيب القلب مجدي يعقوب متحدثاً عن حالة تحدث للبعض بسبب الحزن والانكسار الشديد تسمى متلازمة القلب المنكسر، تسبب هذه الحالة ضعفاً شديداً لعضلة القلب ومضاعفات قد تؤدي بصاحبها إلى الموت، وفسر هذه الحالة جراح القلب نيكي ستامب بقوله: إن الإجهاد نتيجة الحزن الشديد يعجل بمجموعة كاملة من ردود الفعل في الجسم والعقل التي تؤدي أحياناً إلى الوفاة وإن مستويات التوتر والاكتئاب التي يسببها الحزن يمكن أن تتدخل في إتلاف كثير من الوظائف الحيوية لأعضاء وخلايا الجسم، والأدلة والأمثلة كثيرة عن هذه الحالات فكم من أشخاص ماتوا بعد أيام من وفاة أب أو زوج أو حبيب تأثراً وغيرها من المواقف. لا تستهينوا بكسر القلوب ولا تلعبوا بالمشاعر والكلمات فمن شأنها أن تسبب ضرراً وجرحاً لا يلتئم وتندموا بعد فوات الأوان. ما أصعب الانكسار وما أشنعه خاصة عندما يكون من أقرب وأحب الناس إلى قلبك، كزوج أو حبيب أو صديق أو قريب، عندها يصبح كسر القلوب جناية يجب أن يعاقب عليها القانون. نحن في حقيقة الأمر كتلة من المشاعر والأحاسيس تجعل منا بشراً نتأثر بما حولنا وتوجعنا المواقف والكلمات فمن دون تلك المشاعر ما الفرق بيننا وبين الجمادات أو الحيوانات؟ فرفقاً ثم رفقاً بالقلوب قبل فوات الأوان.