تسعى غرفة جازان لتقديم شراكات اقتصادية وبرامج استثمارية وحوافز ومبادرات وتعزيز بيئة الاستثمار في المنطقة، ولعل ما تم إطلاقه مؤخرا في منتدى جازان للاستثمار، والذي جاء برعاية كريمة من ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان وبحضور أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر وبمشاركة واسعة على الصعيد المحلي والإقليمي بل والعالمي من استثمارات ضخمة منها إطلاق الغرفة لستة مبادرات تمثلت في تأسيس مشروع مركز للمعارض والمؤتمرات وصندوق جازان للاستثمار في المشاريع الغذائية وبرنامج بين الفردية والبورصة ومنصة غرقة جازان للاستثمار ومنصة منتجات جازان، إضافةً إلى مستشفى خاص لتكون جازان منطقة جذب لرجال المال والاقتصاد. تبادل تجاري وفي خضم هذا الحراك تم فتح قنوات وإيجاد تبادل تجاري بين المملكة والدول المطلة على ساحل البحر الأحمر والقريبة من منطقة جازان، وهو ما كشف عنه في حديثه ل"الرياض" أحمد أبو هادي -رئيس غرفة جازان- متحدثاً عن زيارة وفد رجال الأعمال السعوديين ورؤساء وأعضاء مجالس الغرف السعودية إلى جمهوريتي جيبوتيوأثيوبيا، مبيناً أن ذلك أتى ضمن المحاور الرئيسة التي تضمنها منتدى جازان للاستثمار 2023 من تعزيز التبادل التجاري مع دول الشرق الإفريقي، وهي دول تطل عليها المملكة من ساحل البحر الأحمر ولديها معها علاقات تجارية تاريخية خاصة جيبوتي، وأثيوبيا، حيث خصص لهذا المحور الاستراتيجي جلسة خاصة بعنوان: "نحو زيادة التبادل التجاري والاستثماري بين منشآت أعمال منطقة جازان ونظيراتها الإفريقية". تذليل التحديات وأوضح أبو هادي أنه تضمن نتاج هذه الجلسة توصيتين على جانب كبير من الأهمية، الأولى: تبادل الوفود التجارية والاستثمارية بين المملكة ودول إفريقيا بهدف استغلال الفرص المتاحة لزيادة التجارة والاستثمار بسرعة أكبر، إضافةً إلى قدرتها على تذليل التحديات التي قد تعترض هذه الزيادة، وتحقيقاً لذلك قرر مجلس إدارة غرفة جازان تنظيم أول وفد تجاري لزيارة جمهوريتي جيبوتي وإثيوبيا مستهدفاً فتح آفاق أرحب لتنمية الاستثمارات، وإبرام اتفاقات لتعزيز التجارة والاستثمار، علاوةً عن عقد الصفقات لتصدير المنتجات السعودية، وثانيهما: دراسة الربط التجاري واللوجيستي بين ميناء جازان وميناء جيبوتي بهدف الربط الملاحي وتسهيل انسياب حركة البضائع من المملكة جيبوتي ومنها إلى دول الكوميسا وأوروبا. ولفت إلى أن الفكرة انطلقت من غرفة جازان منذ ثلاثة أعوام تقريباً، في إطار سعي الغرفة نحو تعزيز فرص التبادل التجاري والاستثماري بين منشآت أعمال المنطقة ونظيراتها بدول الشرق الإفريقي، وقد ساعد في تحقيق هذه الفكرة عملنا على تنفيذ الفقرة رقم 15 من المادة الخامسة بنظام الغرف التجارية السعودية بشأن مهام الغرف التجارية، من حيث "إرسال الوفود التجارية إلى خارج المملكة بعد الاتفاق مع الوزارة والجهات ذات العلاقة واتحاد الغرف"، وعليه تم إدراج مبادرة في خطة عمل الغرفة لعام 2024 لإرسال وفود تجارية إلى الخارج، منها وفد يضم أصحاب الأعمال لزيارة كل من جمهورية جيبوتي وجمهورية إثيوبيا، مؤكداً على أنه تم ترشيح هاتين الدولتين نظراً لعلاقتيهما التجارية التاريخية بمنطقة جازان بصفة خاصة والمملكة بصفة عامة، بحكم الأطلال والقرب من ساحل البحر الأحمر والقرن الإفريقي. عقود واتفاقات وعن حجم الاستثمارات المتوقعة وأوجه النشاطات الاقتصادية التي سيتم من خلالها تحقيق نتائج مستقبلية ممتازة، كشف أحمد أبو هادي أن حجم الاستثمارات المتوقعة خاصة بعد زيارة وفد أصحاب الأعمال السعوديين إلى جيبوتي وإثيوبيا من السابق لأوانه تقديره بشكل محدد الآن، حيث تم إبرام عقود واتفاقات لمشروعات عملاقة منها على سبيل المثال "إنشاء المدينة اللوجستية السعودية بالمنطقة الحرة بميناء جيبوتي"، وهو مشروع استراتيجي ضخم يستهدف وصول المنتجات والصادرات السعودية إلى كل دول القارة الإفريقية عبر موقع ميناء جيبوتي كبوابة لإفريقيا. تفاعل وحماس وأشاد أبو هادي بتفاعل وحماس رجال الأعمال والمستثمرين، مشيراً إلى أنه كان إيجابياً للغاية سواء في جيبوتي أو إثيوبيا، حيث تم تنظيم ملتقى الأعمال السعودي الجيبوتي الذي شارك فيه عدد كبير من الوزراء والمسؤولين وأصحاب الأعمال بهدف الاطلاع على الفرص الاستثمارية بالمنطقة الحرة في جيبوتي، والمزايا والتسهيلات المقدمة للمستثمرين السعوديين. وتطرق رئيس غرفة جازان الى توجه الاستثمار السعودي في إثيوبيا لتصدير مواد البناء والحديد وصناعة الأسمدة، وأيضاً استثمار في مجال الثروة الحيوانية، والزراعة، والتعدين، والسياحة، لافتاً إلى أن صناعة الأسمنت ضمن المجالات الواعدة والمحفزة لتعاون أصحاب الأعمال السعوديين مع نظرائهم الإثيوبيين ليس في تجارة هذه المنتجات فحسب، بل أيضا بإمداد إثيوبيا بالخبرة الفنية المتراكمة لدى المملكة في هذا المجال عن طريق المشروعات المشتركة بهذا المجال. مدينة لوجستية وتناول أبو هادي في حواره مع "الرياض" إنشاء مدينة لوجستية سعودية في ميناء جيبوتي وملامح المدينة، وأنها ضمن أهداف الوفد العمل بهدف توسع العلاقات التجارية والكشف عن الفرص الاستثمارية بين الجانبين، وفي هذا الصدد وقّع تحالف مستثمرين سعوديين عقد المدينة اللوجستية السعودية بالمنطقة الحرة بميناء جيبوتي، والتي تبلغ مساحتها 120 ألف متر مربع كمرحلة أولى، ويمتد عقدها لمدة 92 عاماً، وتشتمل على معرض دائم، ومنصة للصناعات السعودية، ومنطقة تبادل تجاري تحوي عددا من المرافق والمستودعات. استهداف وصول الصادرات السعودية إلى كل دول القارة الإفريقية