نظّم صالون نبل الثقافي أمسية ثقافية بعنوان "النخلة: شعار وطن وغذاء أجيال". واحتضنها مقهى دفعة 89. قدم الأمسية المميزة الأستاذ عبدالعزيز التويجري، الناشط الزراعي والاجتماعي، وأدار الحوار الدكتور سعيد العمودي. بدأ الدكتور العمودي بمقدمة ثرية عن النخيل وأهمية زراعتها في مناطق المملكة المختلفة، مشيدًا بطرق تسويقها الفعالة. وقد أشار إلى أن النخلة ليست مجرد شجرة، بل هي رمز وطني يحمل دلالات عميقة في الهوية السعودية، حيث تحتل النخلة مكانة متميزة في علم المملكة، ما يعكس ارتباطها بالجذور والثبات والكرم. ثم تحدث الأستاذ التويجري عن تاريخ النخلة عالمياً وفي الوطن العربي والمملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى أنها كانت الغذاء الأول للسيدة مريم عندما أقر الله عينها بسيدنا عيسى عليه السلام، مستشهدًا بالآية الكريمة: "وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا". أكد التويجري على أن الرطب يُعتبر من الأغذية المطمئنة للإنسان، حيث يحتوي على العديد من الفيتامينات والعناصر الأساسية التي تساهم في الحفاظ على الصحة العامة. وتطرق إلى أهمية النخلة المستمرة حتى يومنا هذا، مشددًا على دورها الهام في رؤية 2030 بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، حيث أصبحت المملكة العربية السعودية المصدر الأول للتمور في العالم في عام 2023 بفضل الدعم الحكومي الضخم من المركز الوطني للتمور والنخيل ومركز تنمية الصادرات ووزارة الاستثمار السعودي. وتناول التويجري في حديثه الحديقة القرآنية الفريدة، مسلطًا الضوء على العلاقة الوثيقة بين الإنسان والنخلة. وأوضح أن النخلة تشبه الإنسان في مراحل حياتها، بدءًا من الطفولة حتى النضوج والشباب والكهولة، كما أنها تحتوي على مكونات أساسية تتشابه مع أعضاء الإنسان. وذكر أن النخلة تُعد رمزًا للإيمان والثبات، مشيرًا إلى قول الله تعالى: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء". استمر التويجري في استعراض الأبعاد الفلسفية والرمزية للنخلة، موضحًا أن النخلة ترمز إلى الجذور الراسخة والتواصل بين الأجيال. إن جذور النخلة تمتد عميقًا في الأرض، كما تمتد جذور الإنسان في تاريخ وثقافة الوطن. وأشار إلى أن النخلة تقف شامخة، قوية، وصامدة، تعكس صمود الإنسان السعودي عبر الأزمان والتحديات. واختتم التويجري حديثه بتشبيه النخلة بالمسلم في كثرة خيرها ودوام ظلها وطيب ثمرها، مؤكدًا على المنافع العديدة التي تُستخرج من النخلة حتى بعد جفافها. وفي ختام الأمسية، قدم الدكتور العمودي والأستاذ التويجري شكرهما للحضور ولمقهى دفعة 89 على استضافته الكريمة. وشهد اللقاء حضورًا متميزًا من المثقفين والأدباء والإعلاميين الذين أضفوا عمقًا وتنوعًا على النقاشات وتبادلوا التجارب والآراء حيث أشار الزميل مدير التحرير عبدالله الحسني أشار فيها إلى أن الشجرة تأخذ بعداً هوياتي وفلسفي إذ أن النخيل تبرز كرمز للوطن واستدامة الحياة، وتقدم غذاء الأجيال وتجسد فلسفة العطاء والتجدد، حاملةً في جذورها معاني الهوية والارتباط بالأرض. كما تناول الدكتور عبدالعزيز العمار أستاذ البلاغة والنقد النخيل من وجهة بلاغية ودلالية وأشاد بالمحاضرة وعمقها خصوصاً ما يتعلق بالمعلومات التي أفاض فيها المحاضر التويجري ذات الدلالة البلاغية والرمزية. كما شهدت مداخلات عدة أكدت على أن النخيل صديقة الإنسان ومرتبطة به وجدانياً ووطنياً. يذكر أن صالون نُبل الثقافي يُقدّم لقاءات أسبوعيّة منوعة "ثقافيّة وأدبيّة وفنيّة" تُعنى بمراجعة الكتب ومناقشتها، بهدف الارتقاء بالوعي المجتمعي تجاه الثقافة والأدب والفن والجمال والذوق ويقوم عليه إشرافاً ومتابعة مؤسس الصالون الأديب والمستشار القانوني منصور بن عمر الزغيبي. جانب من الحضور