واشنطن تتحدث عن مؤامرة إيرانية في محاولة الاغتيال.. وطهران تنفي بعد نيله دعما كاملا من مندوبي حزبه، يكرّس دونالد ترمب زعامته على الجمهوريين في اليوم الثاني لمؤتمرهم الوطني الذي يعقد في ميلووكي. وقبل المراسم الاحتفالية المقررة اليوم الخميس في ختام المؤتمر، أعلن ترمب أنه سيستأنف السبت مشاركته في التجمّعات الانتخابية في ولاية ميشيغان، بعد أسبوع على تعرّضه لمحاولة اغتيال. في معرض إظهار وحدة صف اليمين الأميركي وتكتله خلف ترمب قبل أربعة أشهر من موعد الاستحقاق الرئاسي، يلقي عدد من خصومه السابقين كلمات خلال المؤتمر للتعبير عن الدعم له. ومن بين المتحدثين المرشحة السابقة للرئاسة نيكي هايلي التي تحصد تأييدا واسعا في صفوف الناخبين الجمهوريين المعتدلين والمستقلين. فالحاكمة السابقة لولاية كارولاينا الجنوبية سبق أن وجّهت انتقادات حادة للملياردير الجمهوري وحذّرت من مخاطر "الفوضى" في حال عودته للبيت الأبيض. ولم يكن من المقرر أن تشارك هايلي في المؤتمر، لكن محاولة الاغتيال التي تعرّض لها ترمب، خلطت كل الأوراق وسرّعت اختيار الرئيس السابق رسميا مرشحا عن الحزب للرئاسة. كذلك سيتحدث عدد من المنافسين السابقين لترمب بينهم رون ديسانتيس وفيفيك راماسوامي وتيد كروز، لتظهير التكاتف في دعم المرشح الجمهوري في مواجهة الرئيس الديموقراطي جو بايدن الساعي للفوز بولاية ثانية. وسادت أجواء حماسية في صفوف المندوبين البالغ عددهم 2400 والذين أدلوا بأصواتهم في وقت سابق بكثافة لترشيح دونالد ترمب للرئاسة رسميا عن الحزب الجمهوري في انتخابات الخامس من نوفمبر. واختار ترمب ليكون نائبا له في حال فوزه بالرئاسة، جيمس ديفيد (جاي دي) فانس، السناتور عن ولاية أوهايو البالغ 39 عاما والذي وقف إلى جانبه مساء الاثنين. وسيشارك فانس في التجمّع الانتخابي المقرر في ميشيغان. وأطلق قطب الأعمال السابق هذا الأسبوع حملة لكسب الأصوات من خارج حزبه، فهو دعا المرشح المستقل روبرت كينيدي جونيور إلى الانسحاب من السباق ودعمه في مواجهة بايدن. بايدن يتعهد بمواصلة السباق الرئاسي تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بمواصلة مسعاه للفوز بفترة جديدة في الخامس من نوفمبر وهاجم سجل دونالد ترامب كرئيس. جاء ذلك في أول خطاب سياسي لبايدن منذ محاولة اغتيال منافسه الجمهوري والذي ألقاه أمام المؤتمر السنوي للجمعية الوطنية للنهوض بالملونين في لاس فيجاس، وهي تجمع كبير للناخبين السود، حيث استُقبل بهتاف "أربع سنوات أخرى". وقال بايدن إنه ممتن لأن ترمب لم يصب بأذى كبير خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا يوم السبت لكنه انتقده بشدة على مجموعة مختلفة من الجبهات منها طريقة تعامله مع الاقتصاد خلال جائحة فيروس كورونا. وأضاف "دعوني أكرر ذلك لأن ترمب يكذب بشدة بشأن هذا الأمر، فقد وصلت البطالة بين السود إلى مستوى قياسي منخفض في ظل إدارة بايدن-(نائبة الرئيس كاملا) هاريس". ووبخ ترمب لزعمه في مرحلة ما أن الرئيس السابق باراك أوباما ليس مواطنا أمريكيا، ولإشارته إلى "وظائف السود" في مناظرتهما يوم 27 يونيو حزيران. ودفعت محاولة اغتيال ترمب يوم السبت حملة بايدن إلى سحب إعلاناتها التلفزيونية وإلغاء الهجمات اللفظية على الرئيس السابق والتركيز بدلا من ذلك على رسالة الوحدة. وكانت استراتيجية الحملة في السابق هي التركيز على الانتقادات الشديدة لترمب باعتباره تهديدا للديمقراطية الأمريكية وتسليط الضوء على عدم الاعتراف بخسارته في انتخابات عام 2020 وإداناته بارتكاب جرائم. وهي تحاول الآن التعبير عن رسالة أقل تشددا لا تزال تقوم على إظهار التناقض بين نهج المرشحين ومواقفهما. والجمعية الوطنية للنهوض بالملونين أقدم وأكبر منظمة للحقوق المدنية في الولاياتالمتحدة، وهي دائرة انتخابية رئيسية للحزب الديمقراطي. وبينما أقبل الناخبون السود بكثافة للتصويت لصالح بايدن في 2020، أظهرت استطلاعات الرأي تراجع دعمهم له في هذه الانتخابات. ودعا الرئيس الأميركي إلى حظر الأسلحة النارية النصف آلية من النوع الذي استُخدم السبت في محاولة اغتيال منافسه الجمهوري. وقال بايدن "انضمّوا إليّ في إخراج أسلحة الحرب هذه من شوارع أميركا. تمّ استخدام سلاح من طراز إيه آر-15 بإطلاق النار على دونالد ترمب... حان الوقت لحظره". تهديدات إيرانية أدّت لتعزيز إجراءات الحماية أفادت وسائل إعلام أميركية امس أنّ جهاز الخدمة السريّة عزّز في الأسابيع الأخيرة إجراءات حماية دونالد ترمب بعدما اكتشف "تهديدات" مصدرها خطة إيرانية لاغتيال الرئيس السابق، مؤكّدة أنّ لا علاقة بين هذه الخطة ومحاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرّض لها المرشح الجمهوري السبت. وقالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية ووسائل إعلام أخرى إنّ السلطات الأميركية تلقّت معلومات من "مصدر بشري" بشأن خطة دبّرتها طهران ضدّ الرئيس السابق، ممّا دفع جهاز الخدمة السرية، المسؤول عن حماية كبار الشخصيات السياسية الأميركية، إلى رفع مستوى إجراءات الحماية المفروضة على الملياردير الجمهوري. ويأتي نشر هذه المعلومات في وقت يتعرّض فيه جهاز الخدمة السرية لانتقادات شديدة وتساؤلات تتعلّق خصوصاً بالطريقة التي تمكّن فيها مطلق النار من الوصول إلى مكان قريب لهذه الدرجة من الرئيس السابق. وطلب الرئيس جو بايدن إجراء تحقيق مستقلّ في محاولة الاغتيال التي نجا منها ترامب لكن راح ضحيّتها رجل إطفاء كان يحضر التجمّع الانتخابي للمرشح الجمهوري. وتعليقاً على ما أوردته الصحافة الأميركية بشأن الخطة الإيرانية لاغتيال الرئيس السابق، قال مجلس الأمن القومي الأميركي إنّه يتابع "منذ سنوات تهديدات إيران ضد الإدارة السابقة لدونالد ترمب"، ولا تخفي طهران رغبتها في الانتقام لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني في يناير 2020 بضربة أميركية استهدفته قرب بغداد وأمر بها الرئيس في حينه دونالد ترامب. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون في بيان "نحن نعتبر هذه مسألة أمن قومي وداخلي ذات أهمية قصوى". من ناحيتاه ،رفضت إيران الأربعاء الاتهامات "المغرضة" الواردة في الإعلام الأميركي بضلوعها في مخطط لاغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. وأكدت ممثلية إيران في الأممالمتحدة إن الحديث عن خطة سابقة لقتل المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية "اتهامات لا أساس لها من الصحة ومغرضة". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن إيران "ترفض بقوة أي ضلوع لها في الهجوم المسلح الأخير على ترمب". وأضاف أن إيران "لا تزال عازمة على مقاضاة ترمب على دوره المباشر في اغتيال قاسم سليماني. أجواء حماسية في المؤتمر الجمهوري