قتل خمسة متظاهرين على الأقل في بنغلادش الثلاثاء خلال مواجهات عنيفة بين مجموعات طالبية متنافسة بشأن حصص الوظائف الحكومية ذات الأجور الجيدة، وفق ما أفادت الشرطة، غداة إصابة أكثر من 400 آخرين. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي فيما كان الطلاب الذين يدعون إلى إلغاء حصص يتواجهون مع متظاهرين يدعمون الحزب الحاكم، رابطة عوامي، وهم يحملون العصي ويرشقون الحجارة. وكان 400 شخص أصيبوا بجروح الاثنين خلال مواجهات بين الطرفين. وتمثل أعمال العنف هذه تصعيدا في حملة الاعتصامات والاحتجاجات والمسيرات في الشوارع التي بدأت قبل أسابيع، في تجاهل للدعوات التي وجّهتها رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة والمحكمة العليا إلى الطلاب للعودة إلى الفصول الدراسية. وقتل ثلاثة أشخاص في مدينة شيتاغونغ الساحلية. وقال مدير مستشفى كلية شيتاغونغ الطبية محمد تسليم الدين لوكالة فرانس برس إن "الثلاثة أصيبوا جميعهم بالرصاص" مضيفا أن "حوالى 35 شخصا أصيبوا". ونظمت مجموعات طالبية متنافسة مسيرات في مواقع رئيسية عدة حول العاصمة دكا وتراشقت بالحجارة، ما أدى إلى توقف شبه كامل لحركة المرور في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة. وقال المفتش في الشرطة باتشو ميا لوكالة فرانس برس إن طالبا قتل خارج كلية دكا، وأصيب 60 شخصا على الأقل. وفي مدينة رانغبور (شمال)، قال مفوض الشرطة محمد منير الزمان لوكالة فرانس برس إن طالبا قتل في اشتباكات من دون تقديم تفاصيل حول طريقة مقتله، لكنه قال إن الشرطة أطلقت الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. من جهته، أوضح مدير مستشفى كلية الطب في رانغبور يونس علي أن "الطالب وصل ميتا إلى المستشفى" مضيفا أن "جثته كانت تحمل آثار إصابات". وقال توحيد الحق صيام، وهو مراسل طالبي من جامعة رقية في المدينة، لوكالة فرانس برس إن أنصار الحزب الحاكم هاجموا المتظاهرين المناهضين لنظام الحصص، فيما أطلق الشرطيون الخرطوش المطاطي من بنادقهم. وأضاف "أطلق الشرطيون النار من بنادقهم على المتظاهرين"، مشيرا إلى أنه أصيب. وقال إن ذلك الطالب "قتل خلال إطلاق النار" لكن لم يكن ممكنا التحقق من صحة أقواله. وفي وقت لاحق، نشرت السلطات قوة حرس الحدود البنغلادشية في خمس مدن رئيسية بما فيها دكا وشيتاغونغ، من أجل السيطرة على "النظام في ضوء الاحتجاجات على نظام الحصص" وفق ما قال ناطق باسم القوة. * "عنف ضد المتظاهرين السلميين" - وهذا الشهر، انطلقت تظاهرات شبه يومية للمطالبة بإنهاء نظام الحصص الذي يخصص أكثر من نصف الوظائف الحكومية لمجموعات محددة، تشمل أولاد أبطال حرب التحرير ضد باكستان عام 1971. ويقول منتقدون إن هذا النظام يفيد أبناء المجموعات المؤيدة للحكومة التي تدعم رئيسة الوزراء الشيخة حسينة (76 عاما) التي فازت في ولاية رابعة على التوالي في كانون الثاني/يناير بعد انتخابات من دون معارضة فعلية. ودانت منظمة العفو الدولية أعمال العنف، وحضّت بنغلادش على "ضمان سلامة جميع المتظاهرين السلميين". من جهته ندد الناطق باسم الخارجية الأميركية ماتيو ميلر ب"العنف ضد المتظاهرين السلميين" ما أثار انتقادا من وزارة الخارجية البنغلادشية.