من يتابع وسائل التواصل، ويشاهد مركزية الحدث الإعلامي الأكبر الذي يسيطر عليها جراء محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يدرك أن التاريخ يعيد فتح نفسه عبر السلسلة الدموية التي تأتي في طريق الرؤساء الأميركيين الذين تم اغتيالهم، ويعيد التاريخ هذه الذاكرة، فالاغتيال السياسي له تاريخ في أميركا، لتؤكد شواهد الدم من خلال حالات متعددة من العنف السياسي. كان أبراهام لينكولن أول رئيس يتم اغتياله برصاص جون ويلكس بوث في 14 أبريل 1865، بعد إصابته برصاصة في رأسه، توفي بعدها في صباح اليوم التالي، وكان جيمس غارفيلد ثاني رئيس يتم اغتياله، بعد ستة أشهر من توليه منصبه، في واشنطن في 2 يوليو 1881 عند الركوب بالقطار إلى نيو إنغلاند عندما أطلق تشارلز غيتو النار عليه. كما أُطلق النار على وليام ماكينلي بعد إلقائه خطاباً في بوفالو، نيويورك، في السادس من سبتمبر 1901، وتوفي ماكينلي في 14 سبتمبر/أيلول 1901، واستمرت حالات الاغتيال في أميركا ومنها للرئيس جون كينيدي بعد ستة أشهر من توليه ولايته الثانية، وقتل كينيدي بالرصاص على يد قاتل متخفٍ مسلح ببندقية شديدة القوة أثناء زيارته لدالاس في نوفمبر 1963. كما أن محاولات الاغتيال تعددت وتوالت ومنها محاولة اغتيال ثيودور روزفلت في 14 أكتوبر 1912، وأيضاً فرانكلين روزفلت في 15 فبراير 1933، ثم محاولة اغتيال هاري ترومان في الأول من نوفمبر 1950، ومسيرة المحاولات لم تتوقف حيث تمت محاولة اغتيال جيرالد فورد في 22 سبتمبر 1975، وكذلك محاولة اغتيال ريغان في 30 مارس 1981، وتعرض بوش الابن لمحاولة اغتيال عندما كان يحضر اجتماعاً حاشداً في تبليسي عام 2005 مع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي عندما ألقيت قنبلة يدوية تجاهه، وكان الرجلان خلف حاجز مضاد للرصاص عندما سقطت القنبلة الملفوفة بقطعة قماش على بعد نحو 100 قدم، ولم تنفجر ولم يصب أحد بأذى. لا شك أن طريق ترمب الآن نحو العودة للبيت الأبيض أصبح ممهداً وسيحفز قاعدته الشعبية خاصة بعد أن نجا من محاولة الاغتيال مع ظهور بوادر الاتهام خلفها التي كشف عنها مكتب التحقيقات الفيدرالي، حيث تم تحديد توماس ماثيو كروكس باعتباره «المتورط» في حادثة الاغتيال، فما دوافعه المحتملة تجاه ذلك؟ ما يدفعنا للسؤال، هل عنف الخطاب السياسي الذي يتبناه ترمب في حملته الانتخابية ومواقفه تجاه الأحداث السياسية القائمة في العالم سبب في محاولة الاغتيال الحالية؟.