مع مرور الأعوام التي تحمل مع انتهائها ذكرى لأهم وأبرز التطورات والتغييرات التي نعيشها اليوم، ومنها تغييرات ثقافية، واقتصادية، وتعليمية، ورياضية، وترفيهية، وغيرها، والتي تعد اليوم من أهم التغييرات اللافتة والبارزة على مستوى الدول والعالم أجمع. رحلة تحول وتطور تتجدد في كل عام، بطموح عالٍ وهمة تسعى للقمة، تعبر عن أهداف وآمال شعبها على المدى القريب والبعيد، مستندة إلى مكامن القوة والقدرات الفريدة لوطننا، بتطلعات نحو مرحلة تنموية جديدة غايتها إنشاء مجتمع حيوي نابض بالحياة، يستطيع فيه جميع المواطنين تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم في اقتصاد وطني مزدهر. رؤية التغير منذ صدور قرار الرؤية التي تسعى لبناء مجتمع حيوي وهو أهم مرتكزاتها، سعياً إلى توفير الرفاهية والازدهار للمواطنين، وزيادة اعتزازهم بتاريخهم وتراثهم الممتد، وجذورهم القوية الراسخة، وهويتهم الثقافية الفريدة، من خلال توفير نمط حياة صحي مستدام، وأنظمة رعاية صحية واجتماعية فعالة، وخيارات ترفيه عالمية المستوى، وروح متسامحة تعكس قيم الإسلام. تعنى رؤية المملكة 2030 ببناء اقتصاد مزدهر ينعم فيه الجميع بفرص متعددة النجاح، وهذا ما تشهده المملكة العربية السعودية اليوم بتماشيها مع خطة هذه الرؤية التي أحدثت فروقات كبيرة في اقتصادها والفرص الكثيرة لمواطنيها، حيث إنها وفرت بيئة عمل داعمة للشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، والاستثمار في التعليم استعداداً لوظائف المستقبل، لتوفير مستقبل مشرق للجميع على أرض المملكة. من الجدير بالذكر أن آثار الرؤية اليوم واضحة ومعروفة، فهي أحدثت التغير في جميع المجالات وطورتها، بما فيها تغيرات مجتمعية واقتصادية، كما أنها عززت العلاقات الدولية بينها وبين الكثير من الدول، كما أنها أخذت على عاتقها تمكين المرأة في شتى المجالات ابتداء من صدور قرار قيادة السيارة والحصول على رخصة القيادة للمرة الأولى، والمشاركة في المسابقات الرياضية بداية من عام 2017، ووصلت مساهمتها في سوق العمل من 17 ٪ إلى 37 ٪ في عام 2023، بالإضافة إلى صدور قرارات جوهرية على نظام وثائق السفر للخارج دون موافقة ولي الأمر. كما أن هذه الرؤية عززت من تمكين الشباب بصدور عدة قرارات منها: إقرار أنظمة العمل الحر، واستراتيجية خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي. ثقافة وترفيه شملت التطورات والتغيرات جميع المجالات، في التعليم والابتعاث والاقتصاد والعلاقات الدولية، كما أن للترفيه والسياحة والثقافة نصيب كبير من تحولات هذه الرؤية، حيث إن المواطن والمقيم اليوم يحظى بتجربة فريدة وجديدة من نوعها خصيصاً في أرض المملكة، فيتنعم بالكثير من الخدمات حتى على المستوى الرياضي الذي شهد ارتفاعاً كبيراً حتى وصل نسبة ممارسة المواطنين للرياضة ل 150 دقيقة على الأقل إلى 29.7 ٪، ووصلت نسبة ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة في الأسبوع إلى 48.2 ٪، وفي التاريخ والثقافة سجلت 6 مواقع تاريخية وثقافية سعودية في قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وشهدت المملكة تنظيم أول حفل غنائي منذ عقود، وافتتحت أول صالة سينما في 2018 في الرياض، وأطلقت مواسم السعودية في 2019 وشملت 11 موسماً في مناطق مختلفة بالمملكة، كما انعكس ذلك على ارتفاع مؤشر حجم الإنفاق السياحي الذي ارتفع ل 185 مليار في عام 2022، مما كان له دور مهم في تقدم المملكة للمرتبة 21 عالمياً، والأولى عربياً في تقرير السعادة العالمي لعام 2021. كما أن القطاع السياحي يعد إحدى أهم ركائز تحقيق رؤية المملكة 2030، للإسهام في تنويع قاعدة الاقتصاد الوطني وخفض الاعتماد على النفط، حتى أصبحت المملكة واحدة من أهم الوجهات السياحية الواعدة، كما أنها تصدرت قائمة الأممالمتحدة للسياحة العالمية في نمو عدد السياح الدوليين في عام 2023، ومن المتوقع أن تتزايد النسب وأعداد الزوار عند الانتهاء من المشاريع الضخمة المستقبلية، مثل: نيوم، والقدية، اللذين يعدان من أكبر وأهم مشاريع رؤية المملكة الجاذبة.