أظهرت الرؤية 2030 المخزون الثقافي والسياحي والموروث الشعبي للعالم، خلال السنوات الماضية، بشكل أبهر العالم وغير الصورة النمطية عن المملكة، التي أصبحت بامتياز في واجهة المشهد العالمي، ثقافيا وسياحيا واقتصاديا وروحانيا حيث نجحت الرؤية، باقتدار في إبراز الموروث الشعبي والثقافي للعالم الذي تقاطر للمملكة لاستكشاف المخزون من مكامن القوة الإبهارية. وتعزيزًا لمكانة المملكة الدولية ولجعل الثقافة والسياحة، كنمط حياة للفرد في السعودية، اعتنت بالموروث والثقافة والسياحة وتقديم أفضل التجارب للفعاليات الثقافية والسياحية. كون المملكة تزدهر بمختلف أنواع الثقافة لتعزيز الهوية الوطنية وتشجيع الحوار الثقافي في العالم، من خلال تطوير وتصميم وتنظيم المهرجانات والفعاليات الثقافية وفق المعيارية العالمية لإثراء التجربة السياحية والترفيهية والرياضية في المملكة مرتكزة على ما تملكه المملكة من مقومات تاريخية وطبيعية وثقافية وارث شعبي عريق. وتمخضت هذه التجارب عن حراكاً ثقافياً وفنياً وسياحيا متنوعاً ضخما. مكونات حضارية وغني عن القول إن الثقافة والسياحة والإرث كانوا من أهم الموارد والمكونات الحضارية التي تعكس التراث والتاريخ والثقافة للمملكة إلا أنهما أيضاً كانت موردا اقتصاديا فعالا تم توظيفها بنجاح بدلا من توجه المجتمع السعودي للخارج حيث نجحت الرؤية 2030 في إعادة التموضع وعرض الجوانب الثرية للثقافة السعودية، وتوفير الدعم لها، وتحديد الكنوز التراثية المادية واللامادية التي تزخر بها المملكة. وفي مسعاها للارتقاء بصناعة الفعاليات، أسست المملكة في عام 2019م "صندوق الفعاليات الاستثماري"، وأمس الأول أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إطلاق الصندوق، بهدف تطوير بنية تحتية مستدامة وفقاً لأعلى المعايير العالمية، لدعم قطاعات الثقافة، والسياحة، والترفيه، والرياضة، وبناء شراكات استراتيجية لتعظيم الأثر في القطاعات المستهدفة، وزيادة فرص جذب الاستثمارات الخارجية، والإسهام في تحقيق أهداف "رؤية 2030" ضمن محوريها "اقتصاد مزدهر" و"مجتمع حيوي". استقطاب عالمي وبإجماع الخبراء فإن الفعاليات المتنوعة التي تشهدها المملكة أصبحت مركز استقطاب عالمي وحتى المجتمع السعودي لم يكن يعهد كل هذه الفعاليات المتنوعة التي قدمت له، وبالتالي كسرت الفعاليات النمطية، وأثمرت عن تغيير في مفهوم السياحة والثقافة إذ لم يعد المواطن يخضع لنمط تقليدي واحد بل لديه خيارات متعددة دخلت في مصاف الفعاليات العالمية حيث تم تقديم الثقافة السياحية بمكوناتها كاملة والثقافة بكل تنوعها من مسرح ومن فن ومن فلكلور حتى في الأدبيات السعودية كالشعر والرواية نمن خلال حزمة الأنشطة الترفيهية والسياحية . وأصبح لدي السائح الأجنبي أن يصل للمملكة من خلال تأشيرة السياحة إلكترونيا، لكي يطلع على الثقافة السعودية العريقة. والعالم الغربي اليوم أصبح شغوفا ويريد أن ينظر ويسمع هذه الثقافة السعودية المشبعة بزخم التاريخ والحضارة، فرصة سانحة لتفعيل المهرجانات الأدبية، والكرنفالات الثقافية والسياحية. والمؤكد أن صندوق الفعاليات الاستثماري برئاسة الأمير محمد بن سلمان سيعمل على تطوير البنية التحتية المستدامة لصناعة الفعاليات في المملكة وذلك من خلال التركيز على أربعة قطاعات واعدة (الترفيه والثقافة والرياضة والسياحة). 35 موقعا متميزا وسيسهم صندوق الفعاليات الاستثماري بحسب الخبراء في صناعة الفعاليات دوليًا؛ من خلال بناء 35 موقعًا متميزًا، لاستضافة فعاليات بمستوى عالمي في القطاعات الأربعة، وستشمل المواقع: ساحات داخلية، ومعارض فنية، ومسارح، ومراكز للمؤتمرات، وميادين للرماية، ومسارات سباق الخيل، وحلبات سباق السيارات، ولن تتركز المواقع في منطقة واحدة أو عدة مناطق بل ستُبنى في كل أنحاء المملكة، ومن المتوقع تسليم أول مشروع في هذه المواقع خلال عام 2023. وبلغة الأرقام، سيسهم الصندوق في إجمالي الناتج المحلي للمملكة، بما يعادل 28 مليار ريال بحلول عام 2045م، وسيخلق العديد من الفرص الوظيفية للمواطنين، وسيسهل بناء الشراكات بين القطاع العام والقطاع الخاص، وجذب المستثمرين، والتعاون مع نخبة المشغلين العالميين ومطوري المحتوى في قطاع صناعة الفعاليات، لتعزيز جودة الحياة لمواطني المملكة، كما سيثري حياة المقيمين والزوار. جودة الحياة وعندما وضعت رؤية 2030 برنامج يُعنى بتحسين جودة حياة الفرد والأسرة من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة فان برنامج جودة الحياة عززت مشاركة المواطن والمقيم والزائر في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والسياحية والأنماط الأخرى الملائمة التي تساهم في تعزيز جودة الحياة، وتوليد الوظائف، وتنويع النشاط الاقتصادي، وتعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية. وبرنامج جودة الحياة الذي في عام 2018م، لتحسين جودة حياة سكان وزوّار المملكة، عبر بناء وتطوير البيئة اللازمة لاستحداث خيارات أكثر حيوية تعزز من أنماط الحياة الإيجابية، وتزيد تفاعل المواطنين والمقيمين مع المجتمع. وتمكن البرنامج من فتح آفاق جديدة لقطاعات جودة الحياة، والتي تمس المواطنين بشكل مباشر، مثل الرياضة والثقافة والتراث والفنون إذ عمل البرنامج على تنويع الفرص وتنظيم الفعاليات المنوعة والثقافية المحلية والعالمية، مثل استضافة رالي دكار الدولي، وافتتاح عدد من المتاحف والمعارض الثقافية والمهرجانات الموسيقية. فيما أُطلقت رؤية وتوجهات وزارة الثقافة في 2019م، وتمثل إطار العمل الذي تنهجه وزارة الثقافة في مهمتها لتطوير القطاع الثقافي بالمملكة عبر محاور تتضمن الثقافة كنمط حياة والثقافة من أجل النمو الاقتصادي الثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية تطوير الإمكانيات وتعزيز الفرص والقدرات في القطاع الثقافي، من خلال بث كافة جوانب التراث الثقافي السعودي في مفاصل الحياة للمواطنين والمقيمين، مما يجعلهم ينعمون بحياة عامرة وصحية. كما تم تطوير الكوادر البشرية في قطاعات جودة الحياة المختلفة، وأطلق العديد من الأكاديميات والمعاهد والبرامج التي تُعنى بتطوير المواهب مثل برنامج تطوير صنّاع الأفلام، وأكاديمية مهد الرياضية، وتقديم المنح الدراسية للطلاب والطالبات للدراسة في المعاهد العالمية لدراسة فنون الطهي. القطاع السياحي كما عُني البرنامج بتطوير القطاع السياحي في المملكة، والإسهام بتعزيز مكانة المملكة وجهةً سياحيةً عالميةً، إذ حقق إنجازات ملموسة على هذا الصعيد، منها إطلاق التأشيرة السياحية، وزيادة المواقع التراثية المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وتوطين المهن القيادية في قطاع الإيواء. كما نجح البرنامج في تفعيل وتمكين دور القطاع الخاص من خلال أتمتة عملية التراخيص لتسهيل أعمال المستثمرين ودعمهم من خلال إنشاء صناديق تنموية مثل صندوق نمو الثقافي، وبرنامج كفالة لتمويل المشاريع السياحية. برنامج جودة الحياة يواصل خلال المرحلة المقبلة جهوده في تمكين قطاعات الثقافة والتراث، والرياضة، وضمان استدامة هذا القطاع وازدهاره في المملكة. كما يعمل البرنامج على تطوير القطاع البلدي، شاملاً أنسنة المدن، وتحسين المشهد الحضري، والارتقاء بالخدمات المقدمة وذلك بهدف تأمين جودة حياة رفيعة لسكان وزوّار المملكة. جذب المستثمرين وسيساهم صندوق الفعاليات الاستثماري في جذب المستثمرين والتعاون مع نخبة المشغلين العالميين ومطوري المحتوى في قطاع صناعة الفعاليات لتعزيز جودة الحياة وإثراء حياة المواطنين والمقيمين والزوار. كما سيعمل صندوق الفعاليات الاستثماري من خلال قطاع الثقافة، على تعزيز ثقافة التراث المحلي ومشاركته مع العالم، وفي قطاع الرياضة سيطور الصندوق مواقع رياضية متعددة، تحوّل المملكة إلى مركز عالمي للفعاليات الرياضية، وتعزيز الأنشطة الرياضية مجتمعياً، وفي قطاع الترفيه سيطور الصندوق أماكن ترفيهية شاملة، تتوافق مع ما تهدف إليه "رؤية 2030"، بأن تصبح مركزًا ترفيهيًا عالميًا واستقبال 100 مليون زائر بحلول عام 2030، وفي قطاع السياحة سيعمل الصندوق على أن تكون المملكة واحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم. فرص التدريب وتعكس رؤية 2030 على تحسين جودة الحياة وتحقيق التنمية الاقتصادية وأهداف وتطلعات في كافة مناطق المملكة وتسترشد في توجهها بتعظيم الفرص للإنسان وبتوفير المزيد من الفرص للسكان في كافة أرجاء المملكة، من خلال تمكين خلق فرص العمل والتدريب والتنمية بما يتناسب مع طموحات وتطلعات المواطن في كل مكان. وسيعمل صندوق الفعاليات الاستثماري على تطوير البنية التحتية لصناعة الفعاليات ذات المستوى العالمي في المملكة، عبر تقديم مشورة الخبراء وتمكين الحصول على العديد من الفرص الواعدة التي ستثري حياة المواطنين والمقيمين والزوار كما سيقدّم صندوق الفعاليات الاستثماري فرصاً استثمارية ذات مستوى عالي، ويركز على النمو الاقتصادي في القطاعات المستهدفة. واكد الخبراء أن الصندوق سيعمل في زيادة إجمالي الناتج المحلي بما يعادل 28 مليار ريال بحلول العام 2045 مؤكدين أن الصندوق يعمل على تطوير بنية تحتية مستدامة تهدف إلى زيادة المساهمة الاقتصادية في قطاع السياحة من 3% من الناتج المحلي الإجمالي إلى 10% واستقطاب 100 مليون زائر بحلول عام 2030. ويبلغ رأس المال الاستثماري للصندوق نحو 14 مليار ريال، يهدف من خلاله إلى تحقيق التطوير المباشر لأكثر من 35 موقعاً فريداً. صناعة الفعاليات وسيساهم الصندوق في تعزيز مكانة المملكة، كمركز عالمي لصناعة الفعاليات والأحداث المتنوعة المرتبطة بهذه القطاعات، وذلك من خلال توفير بنية تحتية مستدامة عالمية المستوى، تتيح الفرصة لتقديم برنامج متميز من الأحداث والأنشطة يلبي الطموحات الوطنية. وسيرتبط الصندوق تنظيمياً مع صندوق التنمية الوطني، وتتناغم أعماله وأنشطته مع استراتيجية صندوق التنمية الوطني التي أطلقها سمو ولي العهد. وسيعمل على تطوير المواقع الثقافية والسياحية والترفيهية والرياضية وإدارتها من قبل المشغل العالميين. وتعد الثقافة وكذلك الترفيه من مقومات جودة الحياة، لذا فإن الاستراتيجية ستدعم جهود المناطق والمحافظات والقطاعين غير الربحي والخاص في إقامة المهرجانات والفعاليات، وتفعيل دور الصناديق الحكومية في المساهمة في تأسيس وتطوير المراكز الترفيهية؛ ليتمكن المواطنون والمقيمون من استثمار ما لديهم من طاقات ومواهب. وسوف يشجع ذلك المستثمرين من الداخل والخارج. معايير عالمية وقال خبراء مختصون ل"الرياض" أن التزام صندوق الفعاليات الاستثماري بمعايير استثمارية ومالية عالمية تهدف إلى تعزيز محفظته الاستثمارية وذلك من خلال تحقيق النمو المستدام في العوائد ومضاعفة الأصول، والمشاركة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 بتنويع مصادر الدخل غير النفطية للمملكة. وسيسهم الصندوق في تحديد عوائد مالية مستدامة من شأنها أن تشكل عامل دعم وتمكين لجهود ومسيرة التنويع الاقتصادي في المملكة، وتشمل هذه الأصول المعارض الفنية والمسارح ومراكز المؤتمرات ومضامير سباق الخيل، وميادين الرماية وسباق السيارات وغيرها من الأصول في أنحاء المملكة، ومن المتوقع تسليم أول موقع خلال هذا العام. وسيعمل الصندوق على ترجمة طموح المملكة بأن تكون من بين أكثر 5 دول تستقبل السياح على مستوى العالم، وذلك من خلال دعم البنية التحتية لأربع قطاعات واعدة وهي الترفيه، الثقافة، الرياضة والسياحة. وأصبحت العاصمة الرياض وجهة عالمية مهمة لكل السياح في العالم كونها تشهد نهضة حضارية تنموية رائدة في كل المجالات إلى جانب ما تتسم به فعالياتها من تنوع فريد. وقد شهدت المدن السعودية تطوّرًا كبيرًا، حيث أنشئت بنية تحتية متقدّمة، وسيستمر العمل على استكمال المتطلبات والاحتياجات التي تهيئ للمواطنين بيئة متكاملة، تشمل خدمات أساسية ذات جودة عالية من مياه وكهرباء ووسائل نقل عامة وطرقات. إلى جانب توفير كثير من المساحات المفتوحة والمسطحات الخضراء في المدن، إدراكا لحاجة كل فرد وأسرة إلى أماكن للنزهة والترفيه، وذلك بهدف الارتقاء بمستوى جودة الحياة للجميع. تنمية مستدامة إن تضمين الرؤية 2030 مؤشر جودة الحياة يعكس مدى اهتمام الحكومة بتحقيق التنمية المستدامة متكاملة الجوانب والتي يعد الإنسان العنصر الأهم في بنائها، حيث تركز على مخرجات التفاعل التي تتوفر للفرد ونوعية الحياة ومقدار السعادة والرضاء عن البيئة الخارجية، ومن ذلك الاهتمام بالمرافق العامة وتطويرها وتوفير مواقع الأنشطة الاجتماعية والرياضية من خلال إعادة هيكلة الأحياء السكنية، وتوفير تلك الاحتياجات؛ وفقا لمعايير الترفيه الذي يتناسب مع حاجة الأفراد. وركزت الرؤية 2030 على خلق مجتمع حيوي وبيئة عامرة، حيث وضعت ضمن أولوياتها سعادة المواطنين والمقيمين من خلال العمل على تحسين صحتهم البدنية والنفسية والاجتماعية، لبناء مجتمع ينعم أفراده بنمط حياة صحي، ومحيط يتيح العيش في بيئة إيجابية وجاذبة. إن السعودية لديها من المقومات السياحية الكثير، وهو قطاع مشجع للمستثمرين، حيث إن فئة الشباب تمثل 60 في المئة من السكان، مشيرا إلى أن دعم الحكومة بتسهيل تخصيص الأراضي أو التراخيص سيساهم في بناء صناعة واعدة وتنظيم الفعاليات والمهرجانات الذي أسهم في دخول العوائل للمهرجانات، وبالتالي تنشيط صناعة السياحة. باختصار صندوق الفعاليات الاستثماري سيعظم التنوع الثقافي وسيبرز المخزون التراثي والسياحي، هكذا هو محمد بن سلمان الذي يعشق اظهار مكامن القوة الجاذبة السعودية وفق المعيارية العالمية التي أضحت تتصدر المشهد السعودي.