تتميز الدبلوماسية السعودية بهدوئها واتزانها وجنوحها إلى السلم ما أمكن، وبذلك النهج حققت الكثير من المكاسب للوطن وللقضايا العربية والإسلامية كون المملكة تتمتع بقيادة واعية وبثقل سياسي واقتصادي وروحاني يجعل من كلمتها مسموعة وآرائها معتبرة، ما جعل من مساحة حركتها أوسع وأشمل وأقوى. لو أردنا أن نحصر إنجازات الدبلوماسية السعودية خلال العام الفائت لوجدنا أنها إنجازات نوعية تحقق أهدافها على المستويين الإقليمي والدولي، ففي الخطاب الملكي السنوي الذي ألقاه نيابة عن الملك سلمان بن عبدالعزيز في افتتاح السنة الرابعة للدورة الثامنة لمجلس الشورى، تحدث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن الإنجازات التي حققتها المملكة العربية السعودية قائلاً: «استضافت المملكة العربية السعودية العديد من القمم الدولية والإقليمية الكبرى، بإجمالي مشاركين بلغ نحو 100 دولة، كما قادت المملكة تحركاً عربياً - إسلامياً مهماً من خلال القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، لبناء موقف موحد حيال المأساة الإنسانية الحاصلة في قطاع غزة، حيث تنتهج المملكة العربية السعودية نهجاً هادئاً بتوظيف مكانتها واتصالاتها وعلاقاتها الدولية من أجل وقف نزيف الدماء والسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.»، إذاً الدور السعودي دور محوري لا غنى عنه ليس على المستوى الإقليمي وحسب بل على الصعيد الدولي، ذلك الأمر جاء نتيجة للمعايير العالية التي تم وضعها كإطار للتحرك الدبلوماسي في اتجاهات مختلفة وتصب في مصلحة المملكة دون إغفال مصالح الدول الأخرى، وهو ما نراه في السياسة النفطية للمملكة التي توازن بين العرض والطلب ومصالح المنتجين والمستهلكين، فالتوازن والعقلانية والهدوء الواثق نهج في السياسة السعودية، التي طالما حققت نجاحات في ملفات القضايا المختلفة ولا تزال، جعل من المملكة ذات طابع سياسي متميز موثوق ومؤثر في القرار العالمي.