تلعب المملكة دوراً مهما في حفظ الأمن والسلم الإقليميين والدوليين لما لها من مكانة كبيرة بين دول المنطقة والعالم، مع سيرها وفق دبلوماسية متوازنة هدفها تحقق الأمن والاستقرار وإحلال السلام، بدليل طرحها للعديد من المبادرات الرامية لرأب الصدع بين الدول المنتاحرة وأبناء البلد المتصارعين لإنهاء الحرب وحل النزاعات في إطار سلمي، باذلة جهوداً كبيرة للغاية إغلاق ملفات الأزمات المختلفة عبر حلول ترضي جميع الأطراف، وتحقق المصالح العليا لشعوب المنطقة، وتقطع الطريق على الطامعين في خيراتهم. ويقول أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة الكويت الدكتور محمد غانم الرميحي، إن السياسة الخارجية للمملكة متوازنة، معتبرا أن السعودية رمانة ميزان القوى السياسية في المنطقة، وهي التي تبادر دوماً بإيجاد الحلول للأزمات السياسية والصراعات بدبلوماسيتها المعهودة، لافتا إلى أنها قائدة النهضة في المنطقة، ودوما ما تقف بجانب أشقائها وأصدقائها وقت الحاجة. وأضاف: "المملكة تدعم جهود حفظ السلم والأمن الدوليين، من خلال ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادتها، وأمن المنطقة ككل، ولها دور كبير في مكافحة الإرهاب ودعم جهود المجتمع الدولي في مكافحته وتجفيف منابعه"، مؤكداً أنها تسير وفق نهج وسطي معتدل وتنادي بذلك دوماً. ويرى الخبير في العلاقات الدولية خالد منزلاوى، أن أسس الدبلوماسية السعودية قائمة على نشر السلام والمحبة بين جميع شعوب الأرض، وكذلك على التوازن ومراعاة المصالح المتبادلة، لافتا إلى أن مكانة المملكة يعكس دبلوماسيتها النشطة وموقعها الدولي ونموذجها التنموي المتميز انطلاقاً من المبادئ والقيم التي تأسست عليها. ولفت منزلاوي إلى أن الدبلوماسية السعودية ساهمت في احتواء الأزمات والخلافات الناشئة بين دول العالم، والتي تحث دائما على تغليب لغة الحوار في التعامل مع القضايا والأزمات كافة، وسعيها بشكل دؤوب على تعزيز تواجدها عن طريق أدواتها الناعمة التي تبلورت في برامج مساعداتها الإنسانية والإغاثية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة والإنمائية وتبوأت دوراً ريادياً ودولياً عن طريق جهود كل من مركز الملك سلمان للاغاثة والصندوق السعودي للتنمية. في السياق ذاته، أوضح الكاتب السياسي الكويتي الدكتور عايد المانع، أن الدبلوماسية السعودية منذ توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله- وهي تتسم بالعقلانية والحرص في السعي نحو السلام والاستقرار وعدم التدخل في شؤون الدول ومد يد الصداقة للجميع، بالإضافة إلى العمل على تعزيز الهوية العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن الدبلوماسية السعودية لعبت دوراً كبيراً في مواجهة القوى المعادية للعرب والمسلمين. وتابع: "انطلاقا من دبلوماسياها العقلانية الرشيدة والمتبصرة والحريصة للجوء للحلول السياسية، تساعد المملكة الجميع وعندما تغلق الأبواب لاتتوانى في الدفاع عن نفسها ومقدساتها وحقوق شعبها. حيث لا أحد ينكر دورها في بناء مجلس التعاون، وكذلك استخدام العلاقات من أجل حشد القوى الدولية لإنقاذ عدة دول ونجحت في ذلك". وأشار إلى أن قمة العلا عكست حرص المملكة على وحدة البيت الخليجي، كما استخدمت السعودية الوسائل الدبلوماسية من أجل كسب تأييد العالم للشرعية اليمنية وتقليص التعاطف مع الجماعات الحوثية، يضاف إلى ذلك الموقف التاريخي السعودية مع مصر ومساندتها في مواجهة التطرف والإرهاب. واعتبر المانع أن تسيير المملكة عدة رحلات لتونس محملة بكل أنواع الدعم لمساندتها في مواجهة الجائحة بالإضافة إلى وقوف المملكة إلى جانب قرارات الرئيس قيس سعيد لوقف التدهور السياسي الذي عانت منه تونس، يؤكد أن المملكة تقف دوماً إلى جانب الحق وتناصره للقضاء على الفساد أينما كان. بدوره ثمن عضو مجلس النواب البحريني إبراهيم بن خالد النفيعي، النجاحات المتتالية التي حققتها الدبلوماسية السعودية في المحافل الإقليمية والأممية، لافتا بأنها مواقف تركت أثرا عميقا لها كدولة صانعة للقرارات السياسية وليست متابعة لها، وحدت من تمدد موجات التطرف والأرهاب والعالم، على رأسها ممارسات النظام الإيراني الثيوقراطي. وقال النفيعي إن السعودية هي اللاعب الرئيسي في إخماد الكثير من النزاعات العربية والأفريقية والمدافع والمناصر الأول عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية، على رأسها القضية الفلسطينية التي تعد قضية العرب والمسلمين الأولى، مشيراً إلى أنه حين تدلهم الخطوب وتشتد الأزمات، تتجه الأنظار مباشرة إلى بيت الحكمة في الرياض، ماذا سيفعل؟ وإلى أين سيتجه ؟، مؤكدا أن الدبلوماسية السعودية تتسم بالثبات والقوة والصلابة، ولا تتأثر بالموجات أو المتغيرات السياسية العالمية، مضيفاً: "السعودية تقدم دروسا مستفادة في استقلال القرار السياسي. وأشير أيضاً إلى أن الحضور الدبلوماسي السعودي يليق بمكانتها الكبرى كقبلة العالم الإسلامي والمصدر الأول للنفط في العالم، وهي مكانة كبرى لا يمكن تغيير مسارها أو التأثير عليها".