(أول خطوة للنجاح هي بعد ألف خطوة من التخطيط). يتساءل البعض دائما: ما أول خطوة للنجاح؟ فيكون الرد آراءً عشوائيةً ليس بها احترافية، من كان محترفا للموارد البشرية ليس فقط مكتسب مقررات دراسية، بل من كان متعمق فكريا وباحترافية بال HR لتطوير الموارد البشرية فسوف تكون إجابته لهذا السؤال كالتالي: (إن أول خطوة للنجاح؟! هي بعد ألف خطوة من التخطيط الاستراتيجي والاحترازي والتشغيلي). بعد هذا فإنك تصل إلى أول خُطَى النجاح. واستخلاصاً مما سبق فإن خطوات النجاح هي مرحلة ثانوية، أما المرحلة الأولية هي الاحترافية في التخطيط والتدريب. ولا يفوتنا أن ننوه أن تفوّق هذا التخطيط يجعلك تنتقل إلى نجاحات مبهرة. ولذلك يجب الأخذ بالحسبان أن النجاح يسبقه صعود سلَّم خطط تطويرية؛ وهذا السلم لا يُقْفَزْ بل يُصْعَد درجةً تلو الأخرى، وعند إكمالك لدرجات هذا السلم المليء بالخطط الاستراتيجية والتشغيلية فإنك حينئذٍ ترى نفسك في بداية امتيازك، ولا يكتمل إلا باستمرارية هذا التخطيط والتطور الاحترافي. لكن يبقى التساؤل المطروح؟ لماذا الكل يتحدث عن النجاح ويهرع إلى الحصول عليه ولا يتحدث عن الخطوات التي سبقتها، هل تعتقد أن كل الخطوات التي سبقت هذا النجاح هي خطوات ناجحة فقط، هل تعلم أنه قبل الصعود إلى هذه القمة التي انبهرت بنتائجها سبقته عشرات الخطوات من الفشل وعشرات الخطوات من الإحباط، البعض منها يمر في أزمات تخبطية وخطط مدروسة بدراسة شكلية، والبعض خطته ناجحة ولكن تنفيذه لهذه الخطة فاشلة، والبعض لديه رؤية طموحة، ولكن طاقم العمل الأعلى مُحْبِط لطموحه. والبعض يقع في بؤرة الفشل ثم ينتكس ويتوقف عن الاستمرار بالخطط وتتوقف محاولاته للوصول إلى القمة، وهنا أقول دائما مقولتي التي أرددها عندما أنغمس في الخطط: (أنا لا أخشى الفشل بل أخشى الانتكاسة بعد الفشل). لذا يجب فيما بعد إعلان الخطوات التطويرية وأخذها بعين الاعتبار، ويجب أن تأخذ شهرة الخطط أكثر من النجاح نفسه، علما أن الخطط والخطوات هي التي لها شرف النجاح الذي وصلت إليه، لا تحدثني عن نجاحك!؟ وتأتيني مُلوِّحاً إليه بفخر، إن الفخر حقاً هو الذي سبقه من تحديات، ومن ثقافة تطويرية تؤكد هذا الإنجاز المشرق، حدثني ماذا فعلت هندسة تطلُّعاتك؟ حدثني كم خطة باءت بالفشل؟ حدثني كم فكرة نائمة أيقظتها محاولة تحدٍ؟! كم فكرة مغلفة بالإحباط من الذين حولك وأنت راهنت بنجاحها؟ حدثني ما خطتك المستقبلية بعد وصولك إلى الخطوة الأولى للنجاح؟ هل تعلم بعد وصولك لهذه الخطوة يجعل على عاتقك مسؤولية استمرار هذا النجاح! وبنفسك سوف تبني خطوة خطوة. يجب أن نعرف مفهوم الفرق بين خطوات التخطيط وخطوات النجاح. إن خطوات التخطيط مجهزة للارتفاع وأنت باحترافيتك التطويرية سوف تمر من فوقها لتوصلك لأعلى السلم، أما خطوات النجاح سوف تبني خطواتك بنيانا دقيقا لا تحتمل الصواب والخطأ وسوف تنتظر كل خطوة أن تتصلَّب لكي تمر عليها. ولا بد من التأكيد على أن الخطوة الأولى للنجاح يجب أن تأتي من بعدها خطوات تجعل نجاحك مستمرا، وإذا وقفت على الخطوة الأولى فإنك خسرت خسارة فادحة تهدم جميع خطواتك السابقة، الخلاصة نقول آلاف الخطوات من التخطيط تجعلك ترى من بعيد نجاحك، وتذهب إليه مهرولاً، وفوقك غيمة التخطيط توصلك لخطوة النجاح الأولى التي من بعدها تأتي خطوات تكون أنت مسؤولا عن استمراريتها. *مهتمة بتطوير الموارد البشرية