مما يميز عقل الإنسان عن باقي المخلوقات هو قدرته على المقارنة. لا شك أن الكثير منا قد مر بموقف مقارنة مهاراته أو قدراته عن من يتفوق عليه. فطبيعة الأمر تختلف قدرات البشر عن بعظهم البعض. حينها يراودنا ذلك السؤال. هل أستطيع أن أطور من نفسي حتى أصل لهذا المستوى.. أم أن طبيعتي التي خلقني الله عليها لن تجعلني أصل لما أصبو إليه؟ عندما نطرح هذا السؤال على العلم فسوف يكون الجواب صادماً. فالعقل البشري يمتلك قوة لا يستهان بها إلا أن هناك نظرية تقول إن الإنسان لا يستعمل إلا 10 ٪ من قدرته العقلية. إذاً ماذا يحدث عندما يتم استثمار كامل قوة العقل لدينا؟ وعلى عكس ذلك فإن الخمول وعدم التطوير يؤثر على قدرات العقل سلباً. فمثلاً هل وجدت نفسك يوماً تحاول بصعوبة أن تتذكر اسم شخص أو مكان ما؟ هذا مثال بسيط على إهمال تطوير الذات في حياتنا. عندما نتحدث عن تطوير الذات وهو الجهد المبذول لتحسين قدرات الإنسان وإمكانياته وارتباط ذلك بالعقل فذلك يأخذنا إلى أبعد مدى يمكن تخيله. لك أن تتخيل أن من شأن تطوير قدرات العقل الحسية حينها يستطيع أن يصل بها الإنسان إلى التواصل مع الآخرين عبر إرسال رسائل أثيرية عن طريق الخيال والتركيز تصل هذه الرسائل والإشارات إلى إحساس وعقل الشخص المقصود كما يحدث عند التخاطر ( Telepathy)، وكأنك تتصل به هاتفياً. فتطوير العقل البشري ليس له مدى. فجميع المهارات والقدرات يمكن تعلمها واكتسابها. ولكن قبل أن نبدأ يجب أن نعلم أن بوابة تطوير الذات هي الثقة بالنفس أولاً وإيجابية التفكير. فبعد ذلك يمكننا الانطلاق بتطوير القدرات العقلية وتحسين الذكاء والمنطق والذاكرة إلى القدرة على السيطرة على النفس والمشاعر وردود الأفعال وتطوير مهارة التواصل مع الآخرين وبناء العلاقات. وكلما زاد الإنسان من تطوير نفسه علا مركزه في المجتمع وأصبح أفضل. إذاً كيف نبدأ؟ الخطوة الأولى لتحقيق أهدافك وتطوير ذاتك هي أن تقرر أن لا تبقى مكانك. أن لا تتوقف أحلامك وأن تطهر عقلك من الملوثات السلبية، فهي الطريق إلى الإحباط والتوقف والفشل. إن تطوير الذات وبناء الشخصية يحتاج إلى عدة مهارات يجب اكتسابها. * يجب أن تتعرف على ذاتك حتى تستطيع تطويرها فسوف تجد نقاط ضعف يجب تقويتها ونقاط قوة يجب تعزيزها وتطويرها ولمساعدتك بذلك يمكنك بالاستعانة ببعض الاختبارات التي صممت لذلك مثل مقياس هيرمان ومؤشر مايرز بريغز للأنماط، وهذه من شأنها معرفة التفضيلات النفسية المختلفة فيما يتعلق في كيفية إدراك الأشخاص للعالم وكيفية اتخاذهم لقراراتهم. * ضع أهدافاً واضحة وقابلة للتحقيق واجعل لها خطة مرنة تقبل التغيرات والظروف الطارئة. * يجب ترتيب الأولويات حيث إن الأهداف تختلف أهميتها فهناك المهم وهناك الأكثر أهمية. * الاستمرار بالتعلم حيث تؤكد الدراسات أن تعلم معلومة أو مهارة جديدة يمكن أن يغير الملايين من الموصلات العصبية داخل الدماغ بالتالي تتغير الخريطة الدماغية وينمو العقل ويتطور عن ما كان عليه بالسابق. * انظر للفشل على أنه طريقة جديدة للتعليم وتجنب هذا الفشل، توماس أديسون عندما اخترع المصباح الكهربائي بعد أكثر من ألف محاولة فاشلة قال لقد اكتشف أكثر من ألف طريقة لمحاولة صنع المصباح الكهربائي، نظر لفشله على أنه أسلوب جديد يتعلم منه ولم يدع الأمر يصل به للإحباط فلو وصل للإحباط لما استطاع أن يكمل ما بدأه. * حاول أن تكون متوازناً في أمور حياتك أي أن تجد حلولاً وسطية. * أن تستمع أكثر من أن تتكلم، لأن حسن الاستماع يزيد من فرصة التعلم واكتساب خبرات من الآخرين وقلة الكلام يعطي للعقل مجالاً للتفكر والتدبر. * ابتعد عن القلق والتوتر فهما أحد أهم أسباب الفشل والاكتئاب والانطواء والبعد عن مشاكل الحياة، ويمكنك أن تقرأ كتاب «دع القلق وابدأ الحياة» للمبدع الشهير دايل كارنيجي والذي ستتعلم فيه الكثير من الأمور، والكتاب أسلوبه سهل وجميل في شكل قصص. * وأخيراً يجب أن أقول: إذا أردت أن تبدع عليك أن تستمع فيما تقوم به.