من المستحيل الوصول إلى الجميع في آن واحد! لذا فإن جوهر نجاح التواصل هو تحديد الجمهور المستهدف، مما يعزّز وصول الرسالة وتحقيق الأثر. لا بد في البداية من تحديد جمهورك الذي ترغب الوصول إليه، وهم "مجموعة الأشخاص ذوي الخصائص أو الاهتمامات أو السلوك المشترك، ومن المرجح أن يهتموا بما تقدم أو يتأثرون بما تفعل"، وهي خطوة مركزية لبناء خطة التواصل ونجاحها، بل الطريقة المثلى حتى تضيّع الوقت والجهد، بالطبع فإن الجمهور المستهدف غالباً ما يمثل شريحة أو شرائح محددة من الفئات التي تستهدفها بشكل أوسع. يُمكن تقسيم الجمهور المستهدف عبر خصائصهم الديموغرافية، مثل الجنس، العمر، العرق، الموقع الجغرافي (دولة، مدينة، قرية)، المستوى التعليمي (ثانوية، جامعي، دراسات عليا)، الحالة الاجتماعية (متزوج، أرمل، لديه أطفال)، أو تقسيمه حسب الاهتمامات، كالاهتمامات بالصحة واللياقة البدنية، الاهتمامات بأحدث التقنيات، الاهتمام بصيحات الموضة، أو تقسيمه حسب الثقافات، من عادات وتقاليد، أو قيم ومعايير، أو حتى أعراف اجتماعية. هنا تصل إلى مرحلة بناء ووصف شخصية جمهورك، التي يجب أن تقوم بكتابتها بالتفصيل، كما لو كنت تتمثل شخصية أمامك، مثل أن يكون الوصف: "السيدات المتزوجات، اللاتي تجاوزن الثلاثين ويقطن شمال مدينة جدة"، أو "الذكور السعوديون الجامعيون ممن يتابعون كرة القدم المحلية"، ومحاولة التأكد من أن هذا الوصف ينطبق بدقة على جمهورك المستهدف، وبالطبع كما تعرفت أكثر على شخصية جمهورك، كما استطعت تصميم الرسائل بشكل أكثر استهدافاً وتأثيراً. هذا النجاح في تحديد الفئة المستهدفة يسهل الوصول لها، وهذا ما تنجح فيه الشركات والمتاجر، وبالذات عبر استغلال التقنيات الحديثة. يُمكن التعرّف على جمهورك المستهدف عبر وسائل متعددة، أهمها: الأبحاث الميدانية، لمعرفة من يهتم لشؤونك ويتأثر بمنتجاتك، وكذلك تحليل منافسيك، فمن خلالهم يمكن معرفة الجمهور المستهدف بسهولة! أيضاً في قطاع الأعمال يمكن الاستفادة من ملفات العملاء، لبناء وصف الاهتمامات والاحتياجات والسلوك والاعتقادات عنك. أيضاً "التحدث مع جمهورك" قد تكون أهم الوسائل لمعرفته، وذلك عبر التحدث والتفاعل مع جمهورك في منصات التواصل الاجتماعي، وكذلك عبر البريد الإلكتروني، ومشتركي القوائم البريدية. والرائع اليوم أن المنصات الإلكترونية مثل "تحليلات غوغل" و"فيس بوك" أضحت تقدم بيانات شاملة عن جمهورك، مثل خصائصهم، ومن أين يأتون وطبيعة المحتوى الذي يتفاعلون معه وغير ذلك، وتمكنك من استهدافهم بشكل دقيق ومؤثر، دون إغفال التعلّم من حملاتك الاتصالية السابقة، وتعديلها حسب نُضج معرفتك بالجماهير المستهدفة. مجرد تحديد الفئة المستهدفة وخصائصها هو الخطوة الأولى المحورية، التي تُعبد الطريق لك نحو تصميم الرسائل واختيار القوالب والمنصات المناسبة لها، مما يضاعف من وصول الرسالة وتحقيق الأثر.