في الوقت الذي يعود فيه حجاج بيت الله الحرام سالمين غانمين إلى ديارهم، بعد فراغهم من فريضة الحج، ورجائهم ودعواتهم بأن يكون حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً، وذنبهم مغفوراً، إلا أن هناك أصواتاً نشازاً، ونباحاً قذراً، يفيض بسعير الغل، والحقد، والحسد، من بعض الأقلام والأصوات المأجورة، التي ترضخ لأهواءٍ سياسيةٍ متطرفة، وتتبع لقطعان الطائفية البغيضة، وتلهث خلف مصالحها المادية، فتحاول من خلال هذا النباح والنعيق أن تطفئ وهج الشمس بغربال الكذب والافتراء، وفي الوقت الذي يقدم فيه جنود هذا الوطن خدماتهم الجليلة لضيوف الرحمن على كافة الأصعدة والمستويات، ومن خلال كل الوزارات والقطاعات الحكومية والخاصة، إذا بالتشوه البصري والسمعي من أولئك الذين استمرؤوا النكران، واستشربوا الجحود يمارسون تضليلهم البغيض، ومحاولاتهم اليائسة البائسة، لإعطاء صورة مغايرة للواقع، هؤلاء الذين لا يؤمنون بأرقام النجاح الحقيقية، التي تحققها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، حفظهم الله في كل موسمٍ من مواسم الحج، فهؤلاء الأعداء من المأجورين قد أصموا أذانهم وأغلقوا أبصارهم عن ضخامة المنجزات، وجودة المشاريع، وبراعة تنظيم الحشود الملايينية في زمانٍ محدد، وبقعةٍ محدودة، ومع استمرار انكشاف خداعهم وافتراءاتهم تستمر صورة هذا الوطن ساطعةً، باذخة الجمال، وتظل قافلة نجاحاتها ماضيةً في طريقها، وأنموذجاً يحتذى في كيفية التنظيم وتسيير الأفواج، مع كل ما يسبق ذلك ويصاحبه ويلحقه من خدمات لوجستية، وتسهيلات معيشية وصحية، ورعايةٍ مباشرةٍ ودقيقة، من كافة قطاعات الدولة وجهاتها التنظيمية، وإذا كانت مملكتنا الغالية هي المسؤلة عن تنظيم هذا الركن العظيم داخل المشاعر المقدسة، فإن من حقها أن تسنّ القوانين وتضع التنظيمات المواكبة التي تضمن سلامة وفود الرحمن، وتؤمن أدائهم لهذه الشعائر العظيمة بكل يسرٍ وسهولةٍ وطمأنينة، وذلك بوضع اشتراطات التصريح والدخول النظامي، والأداء تحت مظلة التنظيم والترتيب والتهيئة المناسبة، في السكن والتنقل وأداء المناسك، لأنّ هذه العبادات والتشريعات، مرتبطة في أدائها وتنفيذها أساساً بالأمن والأمان والاستقرار، والطمأنينة والخشوع، أما أولئك الذين ألِفوا الفوضى وتربوا على الانتهازية والاصطياد في ماء الخراب والحروب والصعلكة المعاصرة، فليخسؤوا في جحورهم، ولتخب مساعيهم الحاقدة، ولتخرس كل أبواق النعيق التي انكشف عوارها، وبانت سوأة نواياها، وتظل بمشيئة الله تعالى قافلة وطننا العظيم تسير رغم نبح الكلاب، وتظل قيادتنا الحكيمة، ومن خلفها شعبها الوفيّ، وجنودها البواسل، في طريق النجاح والتوفيق وفي مسيرة النماء، والازدهار، أما هذه الأصوات النشاز فسيدفنها التاريخ والزمن كما دفن غيرها. د. عبدالله بن عوض القرني